-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الدوحة مرة أخرى، ومصر مرة أخرى

الشروق أونلاين
  • 2712
  • 0
الدوحة مرة أخرى، ومصر مرة أخرى

قمة الدوحة تُعقد بلا مصر هذه المرة أيضا، رغم أن الخطر الذي يتهدد العرب جميعا ينبغي أن يستحوذ على اهتمامهم جميعا، وإن كانت القمم العربية لا تخرج عن إطار الشكلية والصورية الرمزية لحكام معلقين بين إرادات شعوبهم المسلوبة، وإرادات أمريكا المفروضة.

  • لن تأتي قمة الدوحة بجديد، وإن أرادها البعض تجسيدا لمصالحة عربية داخلية، ترأب الصدع وتعيد مسار القطار العربي إلى سكته التي حاد عنها، وهي ـ للأسف ـ أضغاث أحلام تمحوها كوابيس الواقع المرعبة، من المحيط إلى الخليج.
  • “قمة المصالحات” لن تكون كما أرادت لها بعض النوايا الصادقة، لأنه لاشيء في واقع العرب تغير أو تحول، سوى للأسوأ: فعلى المستوى الفلسطيني، لايزال الصراع الفلسطيني على أوجه، رغم تنصيب طاولات المفاوضات وتنظيم جلسات حوار صوري يجمع بين الفرقاء، في حين يواصل كل من حماس وفتح تبادل الاتهامات بالحديث عن معتقلين في سجون رام الله أو أجندات أجنبية تحاول حماس تنفيذها، في حين أن الشعب الفلسطيني هو الخاسر الأكبر بين صراعات الساسة التي تنجذب بقوة الطرد المركزي إلى محورين متناقضين.
  • وعلى المستوى العربي، يبقى الصراع بين “محور الاعتدال” و”محور الشر” قائما، كما يحلو للنمطية الغربية تصنيف الدول الممانعة لأمريكا والموالية لها، ولهذا يصر مبارك على عدم حضور قمة الدوحة، في حين تحاول السعودية استمالة دمشق لفكر ارتباطها بطهران، موازاة مع إشارات غزلية أمريكية تحاول استقطاب طهران ودمشق، كل دولة منهما على حدة، وهو ما يثير “هلعا” لدى أطراف عربية أخرى تهرول نحو العواصم الغربية: باريس ولندن وواشنطن، لتحاول فهم ما الذي يجري، ولماذا تعدّل “ميل” أوباما بدعوى “الاعتدال”.
  • وتبقى إيران، مربط فرس الخلاف العربي العربي، والنزاع الإسلامي العربي، والصدام الغربي العربي، لأنها بمنطق أمريكا السابق العدو الأول في المنطقة، وهي بمنطق العرب الموالين لأمريكا: العدو الأول للعرب، وهو ما جعلهم يستنجدون بصدام أولا لمواجهة “النظام الفارسي”، ثم يحاولون اليوم الاستنجاد بالمرجعيات الدينية لمواجهة “النظام الشيعي”، لكن هذه الحلول الخاطئة تؤدي حتما لنتائج خاطئة، وخطيرة، تنعكس على الأمة العربية والإسلامية، ومن ذلك استئساد “البعث” سابقا بعد ما تغذى بأموال الخليج، واستيقاظ “الفتنة الطائفية” بعد ما يتدثّر العداء السياسي بعباءة دينية لتبرير خيارات الساسة
  • قمة الدوحة لن تأتي بجديد، سوى التأكيد، مرة أخرى، أن العرب يخوضون حروب غيرهم بالوكالة، ويجنون هم أشواك ما يزرعه غيرهم بأيديهم.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!