رياضة
انطلاقة لا تشرف بطل أمم إفريقيا

الدوري الجزائري يبدأ بطريقة مخيّبة

الشروق الرياضي
  • 6219
  • 8
ح.م

يأمل العشرات من لاعبي الجزائر الذين ينشطون هنا وفي الدوري الجزائري في أن يحققوا نجاحا، إما ينقلهم للاحتراف في الخارج أو يلتفت إليهم المدرب جمال بلماضي لأجل أن يتقمصوا ألوان المنتخب الجزائري كما فعل بوداوي وغيره، ويأملون في أن يكون الدوري الجزائري في موسمه الجديد حاملا لهم المسّرات، بالرغم من أن البداية كانت مخيّبة جدا، بسبب العاصفة المالية التي هبت على غالبية الأندية وبسبب فوضى البرمجة وخاصة غياب الملاعب وبداية نفور الجماهير، التي لاحظت من أول جولة، الفارق الكبير بين ما تابعته في كأس أمم إفريقيا التي كان الخضر أبطال نسختها الأخيرة وما تشاهده في الدوري الجزائري.

الخيبة الأولى تمثلت في الغياب المدهش للملاعب، ولا يكاد فريق يلعب على أرضه وفي المدينة التي ينتمي لها، أما البقية فتلعب على أرضيات سيئة جدا، وإذا كان وزير الحكومة المؤقتة الخاص بالرياضة السيد برناوي، لا أسطوانة له سوى الحديث عن الملاعب التي تبنى حاليا في دويرة وبراقي وتيزي وزو ووهران، فإن المؤكد أنها لا تكفي إن تم تسليمها، فمن غير المعقول ان يبقى وفاق سطيف مثلا من دون ملعب يليق بالفريق وبالمدينة، ومن غير العقول أن تزدحم العاصمة بفرق كثيرة جدا ولها ألقاب كثيرة مثل إتحاد الحراش ورائد القبة ونصر حسين داي واتحاد العاصمة والمولودية وشباب بلوزداد وأيضا نادي بارادو والسيد الوزير ينتظر ملعبين لهذا الكمّ من الأندية، وواضح بأن أزمة الملاعب لا حل لها لا في القريب ولا في المدى المتوسط.

الأنصار على قلتهم لا أحد منهم صار يعلم بدقة لا مكان ولا زمان لعب ناديه المحبّب للمباراة، وسط تغييرات كثيرة في البرمجة، وقد لخّص رئيس شبيبة القبائل الوضع بالقول بأن ما يؤرقه هو أين ستلعب شبيبة القبائل مستقبلا سواء في الدوري المحلي أو في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، كما أن عشاق الكرة في الجزائر مازالوا متأثرين بالفضائح والقصف المتبادل الذي عاشوه في نهاية الموسم الكروي السابق، عندما تبادل مسؤولو ثلاثة أندية لها شعبية جارفة في الجزائر وهي شباب قسنطينة واتحاد العاصمة وشبيبة القبائل التهم الخطيرة، وهو ما جعل غالبية الجماهير الكروية الجزائرية تلقي الطلاق بالثلاث على الدوري الجزائري، الذي يقدم صورة باهتة جدا جعلت بعض القنوات الخليجية التي اشترت حقوق البث تتراجع وتقاطع الدوري الجزائري لهذه الأسباب وأخرى مثل طريقة تصوير المباريات الرديئة جدا، وتغيير توقيت المباريات الذي يضرّ بقنوات رأس مالها هو احترام توقيت المقابلة.

عندما يهدد بطل الجزائر أي اتحاد العاصمة بالانسحاب نهائيا من الدوري منذ أول جولة، فمعنى ذلك أن الأزمة بلغت العظم فعلا، وهناك تهديد أيضا بالإضراب الشامل بالنسبة لأندية تطلب صراحة بتوفير شركة وطنية تدفع أجور اللاعبين الكبيرة على الأقل، خاصة أن المواطنين صاروا يرفضون تكفل المصالح الولائية والبلدية والرياضية بأجور اللاعبين، وبتبذير المال بتقديمه على طبق من ذهب لرؤساء الأندية والجميع يعلم بأن هذا المال سيحوّل لجيوب اللاعبين من دون الاستثمار فيه لبناء دوري قوي او تقديم لاعبين كبار للمنتخبات الجزائرية في كل أصنافها.

وإذا تواصل الدوري على نفس المشاكل والتهديد فسنكون على بعد أيام من مشاهدة انسحاب أندية وإعلان أخرى حالة الإفراس، ويصبح الدوري الجزائري مهدد بالتوقف، وقد يغادر ما تبقى من لاعبين مقبولي المستوى إلى تونس أو المغرب أو أي بلد من قارتي آسيا او إفريقيا.

لقد كان الفارق شاسعا في المنشئات الرياضية ما بين مصر والجزائر، كما لاحظ كل الذين تابعوا بطولة أمم إفريقيا في عين المكان في مصر، بالرغم من الفارق في الإمكانيات المالية بين الجزائر ومصر والذي يصب في صالح الجزائر، كما أن الفارق في البرمجة وفي النظام شاسع جدا بين الجزائر وبلدان القارة العجوز التي يتابع الجزائريون مبارياتها، والمؤسف ان كل رؤساء الأندية يطالبون بضخ مزيد من المال ليدفعوه لللاعبين الذي لم يلتفتوا لحالة التقشف، وأكملوا مسارهم الانتهازي الذي جعلنا نتابع مباريات باردة لا يستحق فيها أي لاعب أو مدرب دينارا واحدا فما بالك بمئات الملايين التي يتقاضوها.
ب. ع

مقالات ذات صلة