-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الدولة تسترجع لسانها!

جمال لعلامي
  • 1288
  • 1
الدولة تسترجع لسانها!
محمد السعيد

الندوة الصحفية التي عقدها الوزير المستشار الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، محمد السعيد، هي بادرة جديدة ضمن تأسيس أركان “الجمهورية الجديدة”، التي وعد والتزم بها الرئيس عبد المجيد تبون، الذي كسر الطابوهات مباشرة بعد انتخابه رئيسا للجمهورية، في 12 ديسمبر الماضي، وكان لفتح مكتب الرئيس لأول مرّة، أمام الصحافة الوطنية، مؤشر قويّ على بداية التغيير والدخول في مرحلة متجدّدة.

لقد عانى الإعلام الوطني، كثيرا، ولعدة سنوات خلت، من “السلطة العقونة”، التي تسمع وترى، لكنها لا تتكلم، وإذا تكلمت فإنها ترتكب أخطاء تجعل المستمع يردّد بلا تردّد: “يا سعدك يا لطرش”(..)، والجميع هنا في هذا المقام، يتذكّر كيف كان أغلب الوزراء ورؤوس الحكومات السابقة وعديد المسؤولين، يستفزون الرأي العام بتصريحات غير محسوبة العواقب، وضاربة لسمعة المؤسسات، حتى فقدت الدولة ثقة المواطنين فيها، وأضحت كاذبة ولو صدقت!

العهد الجديد الذي طالب به الجزائريون في حراك 22 فيفري 2019، بدأ يرتسم تدريجيا وفقا لتغيير الذهنيات البالية والعقليات البائدة وطريقة التسيير الارتجالي والاستعراضي، وهاهو المواطن يحوز مكسبا جديدا، فبعد أن أمر رئيس الجمهورية في أول خطاب له، إسقاط “وسم الفخامة”، عاد مجدّدا ليأمر الوزراء والمسؤولين بالتخلّي نهائيا عن عبارة “بتوجيهات وتعليمات من رئيس الجمهورية”، فالمطلوب العمل والجدّ والإرادة والإخلاص قبل كلّ شيء.

استحداث “لسان” يتكلم باسم رئاسة الجمهورية، و”لسان” آخر يتحدث باسم الحكومة، هو مؤشر على الرغبة في التغيير، والتغيير يتطلب الشفافية والوضوح وكشف الأوراق أمام الملأ، وهذا سيعمل دون شكّ، على قطع دابر الإشاعة، وتقليم أظافر الدعاية المغرضة، ووقف الأكاذيب والتلفيقات والتأويلات والتفسيرات التي تكون على المقاس، وقبل ذلك، فإنه سيسند الحقّ في الوصول إلى المعلومة الصحيحة والرسمية والصادقة.

لا يُمكن للرأي العام، ووسائل الإعلام أوّلها، أن تتناسى الفوضى والغموض والإبهام والتضارب، الذي ساد الساحة الوطنية، لعدّة سنوات، بسبب صمت القبور، وثقافة زرع الشكّ من خلال التسريبات المبرمجة واختلاق الأوهام والأنباء المغلوطة والمفخّخة، وهي طريقة العمل الفاشلة، التي أدخلت البلد “في حيط” وفرملت كلّ شيء من أجل لا شيء!

اللقاءات الدورية التي بدأها رئيس الجمهورية، مع مسؤولي وسائل الإعلام، مباشرة بعد تنصيبه، في سابقة لم يألفها الجزائريون، كانت مفتاحا لأبواب ظلت موصدة طوال عقود، كما كانت ضوءا كاشفا لنقاط الظل والزوايا المظلمة في مختلف المجالات والقضايا والملفات والانشغالات التي تهمّ الوطن والمواطن، وهاهو الناطق باسم الرئاسة، يضع لبنة أخرى في طريق إنهاء التعتيم والردّ على ما يصنع الجدل ويقوّي دولة المؤسسات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نحن هنا

    المشكل في الجائر سياسي وليس لغوي فلا تزرعوا الأوهام مرة أخرى فعندما تعود الكلمة للشعب يتكلم اللغة التي يريد