الذكرى الثالثة لرحيل وردة الجزائرية… لا حدث في الجزائر

مرّت أمس، الذكرى الثالثة عن رحيل سيدة الطرب العربي وردة الجزائرية وسط غياب احتفاء خاص بها في الجزائر. فلم تتذكرها المؤسسات الثقافية والفنية المعروفة وحتّى الجمعيات الثقافية الوطنية وبالتالي يمرّ تاريخ الـ17 ماي وهو تاريخ وفاة وردة من دون حدث في بلدها الأصلي مقابل احتفاء مصر بالمرحومة.

كان يفترض أن يكون تاريخ  الأمس، يوما مشهودا بالنسبة لسيدة الطرب العربي وردة وعائلتها ولكافة عشاقها في الجزائر وفي كافة البلدان العربية، لكن إحياء ذكرى رحيلها الثالثة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية من قبل الديوان الوطني للثقافة والإعلام تأجلت على المستوى الرسمي إلى غاية الـ8 جوان تاريخ الاحتفال باليوم الوطني للفنان بغرض جلب أكبر للأسماء الفنية اللامعة العربية والجزائرية، لكن هذا لا يبرر إذا ما أقيمت احتفالات ولو بسيطة تتذكر الأميرة وردة من المؤسسات والجمعيات الثقافية وحتّى الفنانين الذين لم يبادروا لإحياء ذكرى وفاتها الثالثة، بالرغم من أنّهم تهافتوا من كلّ حدب لإلقاء النظرة الأخيرة بقصر الثقافة مفدى زكرياء، وقدموا التعازي لأفراد أسرتها وعلى رأسهم نجلها رياض، لكن الوقت أثبت أنّ كلام الفنانين وإشادتهم بمشوار وخصال الراحلة مجرد حبر على الورق، بدليل غياب مبادرة تجمعهم في احتفالية واحتفائية واحدة لتكريم صاحبة “وحشتوني” و“بتونس بيك“، وللأسف لم “يتوحشوها” ولم “يستأنسوا” بها، في ظلّ تذكر مصر الدائم لها، بحيث خصتها أمس، مؤسسات وهيئات ومراكز فنون وقنوات مصرية وعربية، بتكريمات مميزة، رغمّ أنّ أولوية  وأحقية التكريم يفترض أن تكون من بلدها. وهي المبادرة التي أجلّها الديوان الوطني للثقافة والإعلام من خلال الاحتفالية المنتظرة يوم 8 جوان بقاعة العروض الكبرى “أحمد باي” بقسنطينة، بحيث سبق للديوان أن وجه دعوة لثمانية فنانين يتقدمهم الفنان التونسي صابر الرباعي والفنان الإماراتي حسين الجسمي والقيصر كاظم الساهر، إضافة إلى بعض الأسماء الجزائرية من طلبة وخريجي مدرسة ألحان وشباب. كما وجهت دعوات لضيوف شرف، من أصدقاء الراحلة الذين حضروا جنازتها ورافقوها في أيامها الأخيرة وأثبتوا مساندتهم لها، كما أكدوا حضورهم مع السفارة الجزائرية في مصر أثناء نقل جثمانها، على غرار نبيلة عبيد ويسرا، بالإضافة إلى عائلة المرحومة التي تكون حاضرة وسيمثلها ابنها رياض القصري.

المنور وأمال ماهر وهاني شاكر اشترطوا المال لتصوير الحلقة

 فنانون عرب يتنكرون للمرحومة وردة الجزائرية في ذكرى رحيلها الثالثة

اعتذر عدد من الفنانين العرب، في مقدمتهم الفنانة المغربية أسماء المنور والمصريين آمال ماهر وهاني شاكر، عن المشاركة في حلقة برنامج “بعدنا مع رابعة”، بعد ما طرح ابن الراحلة وردة عدة أسماء يمكن الاستعانة بها للغناء في الحلقة، حيث اشترطت المنور مبلغا كبيرا من المال والأمر نفسه بالنسبة لآمال ماهر وهاني شاكر، مسبقين المادة قبل الحضور.

المال قبل الوفاء أحيانا؟

 وأمام هذه العقبات، تمّ الاتصال بالمنتج محسن جابر صاحب شركة “عالم الفن”، كما استعان البرنامج بصابرين النجيلي التي شاركت في النسخة الثانية من برنامج “أراب آيدول”، والجزائرية كنزة مرسلي نجمة “ستار أكاديمي10″، فيما كان حضور الفنانة المغربية رجاء قصابني لافتا، بعد ما اقترح فريق البرنامج حضورها للغناء، لتصوّر الحلقة وتبث ليلة الخميس المنقضي على قناة “الجديد” بعد ما تحول الوفاء إلى مبدأ يباع ويشترى بالمال.

نبيلة عبيد وإلهام شاهين تتنكران لوردة

 في هذا الصدد، ذكر موقع “نواعم” الالكتروني أن الفنانتين نبيلة عبيد وإلهام شاهين، واللتين ظلتا تؤكدان بعد وفاة وردة بأنهما مقرّبتان منها، رفضتا الحضور، بحجة أنّ الأولى مسافرة إلى كندا، والثانية ليس لديها ما تقوله عن الفنانة، فاستعين بالممثلة القديرة لبلبة التي لبّت الدعوة بدون اعتراض، كنوع من الوفاء تجاه فنانة شاركتها في أهم أعمالها وكوّنت معها صداقة كبيرة.

قالوا عن وردة الجزائرية..

 قالت الممثلة المصرية لبلبة، التي كانت من بين من زينوا الحلقة بحضورهم، أن الساحة الفنية خسرت صوتا لا أحد يعوضه، وأنه على المستوى الشخصي خسرت انسانة وصديقة كانت حاضنة للجميع: “فنها سيعيش معنا طوال العمر.. أذكر في كواليس فيلم “حكايتي مع الزمان” كانت تطلب مني أن أجلس على ركبتها لأغني لها.. كنت أشعر بالأمومة معها. وفي أيامها الأخيرة كانت تطلب مني أن أحضر إلى بيتها لأضحكها.. ولا مرة غضبت من تقليدي لها. وإلى اليوم لازلت احتفظ بسلسلة أهدتني إياها”.

“يولاّ” زوجة رياض، حرصت على حضور الحلقة وهي ترتدي جاكيت خاص بوردة، قائلة أن علاقتها بها كانت جيدة وبعيدة عن القصص التقليدية للكنة والحماة: “أذكر أننا اختلفنا مرتين فقط.. مرة عندما وقع ابني “جمال” فلامتني بشدة، ومرة لأني أخفيت عنها عملية جراحية خضع لها رياض في قدمه.. يومها قلت لها أنه مسافر، وكنت طيلة النهار خارج البيت في المستشفى مع رياض، فكانت تتساءل أين أقضي اليوم بأكمله؟”.

 كنزة مرسلي التي كانت حاضرة في ذات الحلقة وغنت “نار الغيرة” و”حرّمت أحبك” و”اشتروني” و”عايزة معجزة”، قالت أن وردة تعني لها الكثير، وبأنها مثلها الأعلى، واصفة إياها بأيقونة الفن: “الفنان نودع جسده، لكن فنه يبقى خالدا للأبد”. علما أن كلا من صابرين النجيلي (مشتركة أراب أيدول)، أدت خلال الحلقة “وحشتوني” و”في يوم وليلة” و”لولا الملامة” و”بتونس بيك”، بينما أدت الفنانة المغربية رجاء قصابني “احضنوا الأيام”، “العيون السود”، “على عيني”، “شعوري نحيتك”، واختتمت الفنانات الثلاث الحلقة بنشيد “وطني الأكبر”.