الجزائر
بعد اجتماع مجلس الأمن ومسارعته لتعيين الوزير الأول.. محللون لـ"الشروق":

الرئيس تبون يسعى لاستعادة مكانة الجزائر الإقليمية

نادية سليماني
  • 7711
  • 8
الشروق أونلاين

رحّب ملاحظون، بإعادة تفعيل الرئيس عبد المجد تبون وتنشيطه لدور الجزائر على الصعيد الدولي، خاصة فيما يتعلّق بملفي ليبيا ومالي، وفي ظلّ قرع طبول الحرب على الحدود الشرقية، داعين الشعب الجزائري للالتفاف حول رئيسه، لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد.

تتسارع الأحداث على الحدود الشرقية للجزائر، فقرع طبول الحرب بليبيا، جعل الجزائر تستبق الأحداث بخطوة، وتستنفر جيشها ودبلوماسيتها، لمواجهة أي تطورات خطيرة بالمنطقة، قد تجُر نحو “عدم الاستقرار” بالجزائر، وفي ظل محاولات فرنسا “تلغيم” حدودنا مع مالي، وانتشار مرتزقة وإرهابيين هاربين من الحرب في سوريا، في ليبيا للقتال.

ولقيت مسارعة الرئيس عبد المجيد تبون، لعقد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن، لإعادة تفعيل دور الجزائر على الصعيد الدولي وتعيين وزير أول، ترحيبا داخليا وإشادة كبيرين.

وفي هذا الصّدد، يرى أستاذ العلوم السياسية، اسماعيل دبش في تصريح لـ”الشروق”، أنه لطالما كانت نظرة الجزائر إلى الملف الليبي “صائبة”، لأنها سعت دوما لوقف إطلاق النار، وجمع الإطراف المتصارعة على طاولة واحدة.

وقال المتحدث “الجزائر دائما تدعو للحل السياسي في ليبيا، مع إشراك جميع الأطراف المتصارعة في الحوار، وليس فقط قوات الجنرال حفتر أو الحكومة المؤقتة بقياد السراج، وإنما جميع الأطراف والأطياف الليبية، حتى دعت لمشاركة الشعب الليبي والمحسوبين على النظام السابق في إيجاد الحلّ”.

وعن تأثير ما تعرفه الجزائر من أحداث داخلية، على غرار تواصل بقايا الحراك في التظاهر، وتأثير ذلك على استقرار الجزائر ومواجهتها لتهديدات أمنية خارجية، يؤكد أستاذ العلوم السياسية، رضوان بوهيدل في تصريح لـ”الشروق”، بأن الشعب الجزائري وعلى اختلاف أطيافه وتوجهاته، فإنه وفي حال تعرض البلد لتهديدات أمنية خارجية “الجميع سيضع اليد في اليد..”.

الجزائريّون سيلتفون حول رئيسهم وجيشهم

وأضاف المتحدث “في وفاة المرحوم قايد صالح، رأينا كيف التف الشعب في جنازة المرحوم، ودونما دعوة من أحد.. فكيف الحال اذا هُددت الجزائر في أمنها!؟”، مؤكدا بأن الجزائريين سيلتفون وحتما حول القيادة العسكرية والسياسية في قراراتها، التي تخص الأمن الخارجي وحماية الحدود.

وحسب بوهيدل فإن “اختلاف الرؤى بين الجزائريين، موجود ومنذ عقود وليس بجديد، وسيبقى ما حيينا، لكن المُؤكد أن الشعب سيتكاتف في القضايا الخارجية، لأنه شعب عفوي يؤمن بمبدأ المصير الواحد والثوابت الوطنية، ولا أحد يزايد على الآخر في الوطنية”.

وبخصوص سياسة الرئيس تبون الخارجية، فيعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن الرئيس لن يشذ على قاعدة “عدم التدخل العسكري في الدّول، حسب عقيد الجيش الوطني الشعبي، وحسب ثوابتنا الدستورية”.

ولكن “تبون سيسعى لاسترجاع مكانة الجزائر دوليا، بعد تغييبها لأكثر من 10 سنوات، فالنظام السابق ركن إلى دبلوماسية الصمت، فلم يكن لها أي دور اقليمي، سواء في الثورات العربية، كما غابت عن المشهد الليبي، ولربما يعود الأمر أيضا إلى مرض الرئيس بوتفليقة، وأيضا الى تعمد بعض الدول اقصاء الجزائر واستصغار دورها تخوفا منها”.

ورحب بوهيدل، بموضوع افتتاح الرئيس لعهدته الانتخابية بعقد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن، وليس للحكومة أو أي اجتماع آخر وهذا مؤشر على اطلاع الرئيس بوجود تهديدات أمنية حقيقية، كما أنه له رمزية مفادها أن الجزائر ستعود وبقوة إلى دورها الإقليمي والدولي”.

كما أن مسارعة تبون لتعيين الوزير الأول، عبد العزيز جراد، مباشرة بعد انعقاد الاجتماع الأمني “هو مؤشر أيضا على السعي لضمان استقرار الجبهة الداخلية، لمواجهة أي طوارئ خارجية”. ليخلص محدثنا، إلى أن طاقم الحكومة المنتظرة، سيكون منسجما مع الأوضاع الداخلية والظروف الإقليمية.

مقالات ذات صلة