جواهر

الراتب أحقّ بلقب الماجيك!؟

أماني أريس
  • 2433
  • 11
ح.م

كنت أعلم أن أحمر الشفاه كان في وقت مضى سلاحا استراتيجيا تصوبه المرأة في قلب صنف من الرجال فتلقي بهم صرعى هواها، لكنني لم أكن أعلم أن هذا الاختراع الفرنسي الأصل له تاريخ نضالي طويل قبل أن يصبح مباحا للجميع! فقد تبين لي بعد اطلاعي أنه وصل بعد فترة قليلة من اختراعه مع نهاية القرن 18 إلى قبة البرلمان الأوروبي وتداول حوله ممثلو الشعوب ليصدروا قرارا بمنعه على اعتباره وسيلة دنيئة تجر الرجال بلا وعي إلى الزواج..لكنه وككل قضية خلافية صمد “الروج” في وجه مناوئيه وعاد لينتشر ويمد جذور سحره في كل الاتجاهات، متدرجا من لونه القاني إلى كل الدرجات، وتحول إلي صناعة ضخمة قامت عليها شركات عملاقة تعرف اليوم بشركات التجميل الكبرى. والأكثر أنه خص بيوم عالمي للاحتفاء به!
تقول كيمياء الأعصاب أن أعصابنا تحس بلحظات الانتقال والتغيير ولا تحس بلحظات الاستمرار لذلك ننتبه ونتأثر بكل منظر أو صوت في البداية لكنه إذا استمر يتوارى ويصبح جزء رتيبا في اللاوعي، وهو ما حدث مع حمرة الشفاه وأخواتها!
بعدما أصبح الروج ومشتقاته وملحقاته مباحات ومتاحات للجميع، وسلعا رخيصة تباع على أرصفة الشوارع، وأصبحت الشفاه الملونة تملا الدنيا، لم يعد الرجل يسحر ويفتن به لدرجة أنه يمشي على وجهه هائما تائها إلى بيت واضعته ليطلب يدها من والديها، وربما أصبح لا يشعر به أصلا، مع ذلك مازال حظ هذه “الحمرة” يعلي من شأنها، ونجدها تتصدر صفحات المواقع والجرائد في يومها العالمي.. أليست هذا استحمار حديث بلون الحمرة الكلاسيكية الصارخ؟
ومن باب التهكم على الموضوع تتساءل إحداهن عن سبب عدم تخصيص يوم عالمي للراتب الشهري لقد أصبح سحره على الرجل أكثر من سحر الروج بآلاف المرات، وأنه الأجدر بلقب “الماجيك” ..كلام هذه السيدة وان كان من باب المزاح فهو واقعي جدا!

مقالات ذات صلة