الربيع يخاف من الإسلاميين!
أظهر استطلاع للرأي، نشرته مصادر أمريكية يوم أمس، أن شعبية أيمن الظواهري، القائد الجديد لتنظيم القاعدة، توازي شعبية الرئيس باراك أوباما في مصر ما بعد الثورة!
-
مؤسسة الأزهر الشريف نشرت أيضا خلال اليومين الفارطين، مقترحاتها لشكل مصر مستقبلا فطالبت بإنشاء دولة مدنية، في الوقت الذي قال فيه الإخوان المسلمون أن مهمتهم لإصلاح البلاد والعباد، “تكليف من الله”؟!
-
الداعية الإسلامي الشهير صفوت حجازي، والذي شارك في الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، صرح للجزيرة أن ثورة 25 يناير لم تكن لا ثورة شباب ولا شياب، بل هي ثورة من صنع الله!
-
في مصر حديث كبير عن صعود التيار السلفي، وفي تونس، صرح واحد من أقدم المعارضين هناك، وهو نجيب الشابي، أن المعركة المقبلة، التي يخوضها صناع الثورة والنخب الحزبية والسياسية، تتمثل في منع وصول الإسلاميين إلى السلطة، وقطع الطريق أمامهم إذا ما حاولوا خلافة بن علي والطرابلسية!
-
المدهش، أن كلاّ من حركة النهضة في تونس بزعامة راشد الغنوشي، والإخوان المسلمون في مصر، رفضا المشاركة في الرئاسيات المقبلة للبلدين، لا بل إن تنظيم الإخوان، فصل قياديين كبار، بسبب خروجهم عن الطاعة، وإعلان ترشحهم لمنصب الرئيس؟!
-
عندنا في الجزائر، تستغرب عندما ترى المطالبين بالحرية والتغيير، كلهم من لون سياسي واحد وطيف إيديولوجي مشترك، وكأنهم يمارسون سياسة “حرام على النظام، حلال عليّ” في تبرير الإقصاء والتعيين، لا بل إن الخوف من وصول هؤلاء إلى السلطة، بفكر القطيعة مع المختلف الذي يحملونه، وبمبدأ إهمال رأي الآخر الذي يتبنونه، يعد أبشع من بقاء النظام في حد ذاته!
-
هنالك محاولة خطيرة من طرف القابضين على السلطة، في مرحلة ما بعد مبارك وبن علي، وربما أيضا في ليبيا واليمن وسوريا، لتشويه سمعة التيار الإسلامي، والقول أنه يشكل خطرا على مستقبل الثورات، في الوقت الذي كان فيه من المفروض أن تكون حركات التغيير جاءت أصلا لصيانة الحرية، وحفظ حقوق الأفراد في اختيار أفكارهم السياسية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
-
القابضون على السلطة في العالم العربي، بعد ثورات الربيع، يريدون خياطة جمهوريات على المقاس، للدرجة التي بات فيها البعض في مصر وتونس، يتصيد أخطاء تيار بعينه من أجل تجريمه مسبقا، والحكم عليه، وأيضا توريطه في معارك هامشية، لا تغني ولا تسمن من جوع.
-
الربيع العربي لم يفرق بين الإسلامي والعلماني والشيوعي، بل جعلهم سواسية في الشارع كأسنان المشط، لذلك جاءت الثورات نظيفة من كل حساسية إيديولوجية أو تطرف فكري، لكن الأخطر، هو ترتيب البيت ما بعد الثورة، ولاشك أن بدء تلك العملية بالإقصاء والتجريم، يعدّ مؤشرا جديدا على عدم اكتمال الثورة، ونذيرا بأن ما بعد الربيع، هناك صيف حار، وخريف بارد، وشتاء ممطر!