الرأي

الردّ الجزائري البائس!

قادة بن عمار
  • 3710
  • 9
أرشيف

الرد الرسمي والإعلامي على ما تتعرض له الجزائر حاليا من انتقادات حادة بخصوص ملف المهاجرين الأفارقة لم يخرج عن المعتاد، ولم يبتعد عن توظيف كلمات تقليدية جاهزة، على غرار: “المؤامرة، والحقد الأعمى والاتهامات الباطلة..” وكأن الأمر يتعلق بصراع “ضرائر” وليس بصراع بلدان!
شاهدنا مثلا كيف أن رئيسة الهلال الأحمر ومعها رئيسة مجلس حقوق الإنسان، ومسؤول رفيع بوزارة الداخلية ذهبوا هذا الأسبوع رفقة مسؤول منظمة الهجرة العالمية بالجزائر، إلى مخيم زرالدة، واصطحبوا معهم كاميرات التلفزيون العمومي والقنوات الخاصة من أجل إلقاء خطابات سياسية جافة وسط عدد من المهاجرين واللاجئين الأفارقة الماكثين بالمخيّم!
لا بل إن رئيسة الهلال قامت بجمع عدد من الأطفال اللاجئين وأبناء المهاجرين حولها، لتتحدث أمام الصحفيين عن ضرورة الرد السريع على ادعاءات وكالة (اسوشيتد برس) الأمريكية، ومعها المنظمات غير الحكومية لأن الأمر يتعلق بالأمن القومي وشبيه بما تعرضنا له في التسعينيات!
ردود أفعال مفلسة، وأكثر بؤسا من الاتهامات التي جاءت مبنية على معلومات وتحقيقات، لا بل إن “الطرف الأخر” تعمد استجواب عدد قليل من اللاجئين للحكم على الجزائر برمتها في ظرف صعب جدا، تعاني فيه أوروبا من هذا الملف، وتضغط لحله على كثير من الأطراف، كما يواجه بسببه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واحدة من أعقد الأزمات وسيلا من الاتهامات الخطيرة بارتكاب تجاوزات، لكن ردود هؤلاء جاءت كلها مبنية على منهج محدد وإستراتيجية واضحة وليس على فوضى وطرق بدائية مثلما يتصرف المسؤول في الجزائر!
المطلوب هو حملة إعلامية حقيقية بعيدة عن الوصاية الرسمية، وقريبة جدا من الواقع، تبحث عن هؤلاء اللاجئين وتحاورهم، تنقل همومهم وتوضح أبعاد القرار الجزائري بإعادتهم إلى بلدانهم وما إذا كان الأمر يعد تصرفا صحيحا أم لاأوأ، لأننا لا نستطيع الرد على الأكاذيب والادعاءات سوى بمزيد من الحقائق والمعلومات الصحيحة أما ارتداء ثوب الضحية وتبني لغة التعرض لمؤامرة وبأن هنالك حكومات ومنظمات تريد “الشرّ” بالبلاد والعباد فهي لغة قديمة وأسلوب لم يعد نافعا ولا مقنعا ولا مجديا!

مقالات ذات صلة