الجزائر
يبحثون فيها عن علاج لحالة القلق والخوف

الرقية والحروز يعودان بقوّة في بكالوريا “كورونا”

آمال عيساوي
  • 1234
  • 11
الشروق أونلاين

دخل الأولياء والتلاميذ الممتحنون في شهادة البكالوريا في حالة هستيرية، أفقدت البعض صوابه وجعلته يبحث في عالم الشعوذة عن حلول للتحكم في حالة التوتر والخوف والقلق مثل الغريق الذي يتعلق بقشة.

فبينما اختار البعض قضاء ليلته عند أساتذة الدروس الخصوصية، سلّم البعض الآخر نفسه للرقاة والمشعوذين من أجل أن يكتبوا لهم “حروز” ويقدموا لهم خزعبلات يعتقدون أنها تساعدهم في الإجابة والنجاح وتخطي حاجز الخوف.

رقية.. حروز.. سرة.. زيارة الأضرحة.. دروس خصوصية مكثفة والعديد من الطقوس الغريبة، لاحظناها عند طلبة البكالوريا خلال اليومين الأخيرين المتبقيين من عمر امتحانات شهادة البكالوريا، حيث اكدوا في تصريحاتهم توجههم مباشرة إلى أساتذة الدروس الخصوصية لمراجعة ما تبقى مواد.

لأول مرة.. دروس خصوصية أثناء الامتحانات

وبدورهم أكد بعضهم أنها المرة الاولى التي يشهدون فيها دروسا خصوصية بين الامتحانات بهذا الشكل، فالممتحنون حسبهم، لم يستطيعوا المراجعة بأنفسهم، بسبب انقطاعهم عن الدراسة لفترة ستة أشهر كاملة، وصاروا يعتمدون على أساتذة الدروس الخصوصية في تقديم المراجعة لهم، والأمر تطور معهم إلى فترة الامتحانات، كما صرحوا، أن هناك من قضى ليلته عند أساتذة الدروس الخصوصية يقوم بالمراجعة، ليتنقل في الصباح مباشرة إلى مركز الامتحان، معتقدا أنه يستطيع تخزين معلومات الفصلين الأول والثاني ككل في ليلة واحدة.

وأضافوا في سياق ذي صلة، أنّ مستوى الممتحنين هذا العام كارثي، حيث اعتادوا الكسل ونسوا جميع الدروس.

رش الملح وماء الرقية في قاعة الامتحان لجلب الحظ

وعلى النقيض من ذلك، لجأت بعض العائلات قبل وأثناء فترة الامتحانات إلى زيارة الأضرحة، والقيام بطقوس غريبة، على اعتقاد أنها تمرر الامتحانات بردا وسلاما على أبنائهم ومن بينها رش الملح وماء الرقية في قاعات الامتحان، بالإضافة إلى الحجابات والحروز وغيرها، حيث يحملها الممتحنون معهم بعد أن زعم لهم المشعوذون أنها ستساعدهم في الإجابة وتُمكّنهم من النجاح ونيل الشهادة، والغريب في الأمر هو أنّ أمر الرقية والحروز والشعوذة أفكار الأولياء وليس التلاميذ، سعيا لإنجاح أبنائهم، خاصة وأن فرصة النجاح هذا العام ستكون كبيرة، حسب اعتقاداتهم، بسبب ظروف الوباء وغلق المؤسسات التعليمية وانقطاع التلاميذ عن الدراسة لفترة طويلة، متأملين بأن المشعوذين والرقاة سيمكنونهم من النجاح، والأكثر من هذا أن هناك من آمن بالخزعبلات التي يمليها عليه المشعوذون، وراح يقرأ طالع ابنه الممتحن، وينفذ بعدها كل طلباتهم وأوامرهم بالحرف الواحد..

مترشحة تبكي بحرقة على “حرز” مزقته حارستها

في حادثة فريدة من نوعها، قامت أستاذة أثناء حراستها بمتوسطة ابن سينا بقسنطينة، بتمزيق “حرز” بمثابة كتاب صغير مغطى بقطعة قماش، عثرت عليه لدى إحدى الممتحنات بعد أن قامت بتفتيش جميع الطلبة.

وكادت الأستاذة أن تطرد الممتحنة وتقصيها بشكل نهائي اعتقادا منها انها تستعمله في الغش، قبل أن تنفجر بالبكاء تؤكد أنه “حرز” قدمه لها أحد الرقاة لإبعاد الخوف عنها ومساعدتها على التركيز، لتقوم الأستاذة بفتحه والإطلاع عليه لتكتشف أنه مكتوب بكلمات غير مفهومة بالشمع الأحمر، فقامت بتمزيقه، الأمر الذي أدخل الممتحنة في حالة هستيرية كادت أن تفقد فيها وعيها، وكان بكاcها كما ذكر زملاؤها، بسبب الملايين التي دفعتها لأجله، معتقدة أن البكالوريا ستضيع منها بعد ضياعه.

مقالات ذات صلة