-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الزلة.. بيَ! (الحلقة 11)

عمار يزلي
  • 1965
  • 0
الزلة.. بيَ! (الحلقة 11)
ح. م

يوم الأمس كان خروجا على “المألوف” (وعلى “الشعبي” أيضا) جاءت في خاطري الزلابية.. قالوا لي ليلة أمس في المقهى الذي أمارس فيه “قيام الليل” بجوار المسجد الذي يُغلق بعد التراويح مباشرة، ولهذا لا أتراوح فيه.. بل أتراوح في بيتي بعد أن أدخل قبيل الفجر أحيانا: أصلي كل صلوات الأمس جمعا “وقسرا” قبل الفجر أو أترك الجميع ليوم الغد، كل شيء عندي بالكريدي، حتى الصلوات!).

هذا اليوم، أفقت على الساعة الرابعة مساء.. أول ما فعلته هو انتعالأديداسلعلمي أني سأمشي عدة كيلومترات حتىاستخرجرطل زلابية من عند بوعلام. قالوا لي إن الغاشي كالنمل عليه، وعلي أن أسرح قدمي جيدا لكي أصل إليه قبل الخامسة لكي أعود قبيل المغرب.

لما وصلت، كان الطابور يمتد إلى الحي المجاور.. الموطار والدرك والشرطة ينظمون المرور في الشارع، ويأخذون هم أيضا حصتهم من زلابية بوعلام. قلت في نفسي: هل يمكن أن أستخرج اليوم من هذه (البلدية) زلابية لملف هذه الليلة؟. لكني كنت معولا على ألا أعود إلا والزلابية في يدي.. بدأت بالتغلغل والتسلل بين الأفراد، وقد تظاهرت بالمرض وأني أعرج ولا أقوى على الكلام.. تركوني أصل إلى غاية مترين من البائع. عندها، طار فيّ أحد المنتظرين: وين راك دامر؟ حنا جيناك على العين العوراء؟ قلت له وأنا أتظاهر بالمرض وبعدم القدرة لا على الكلام ولا على المشي: راني مريض خويا.. أنا غير شوية زلابيةليصطوماعندي، ليصطوما مريضة وتحب الزلابية نتاع بوعلام.. وعندي 12 ولد وبنت.. وغير أنا اللي نشري؟ رد علي: وأنا عندي 21! روح وخر خلينا ننسخطوا.. هذه من الوحدة وأنا في لاشين. قلت له: كنت في لاشين خويا؟ مبروك عليك.. كي راهم الشناوا لهيه؟.. راهم بخير؟. ويصوموا حتى هوما! وعندهم الزلابية كيفنا؟ الكتبة نتاعهم تبان لي كالزلابية..؟ (ضحك الجميع وتركني الرجل أدخل في الصف وهو يبتسم)..

عندما وصلت إلى البائعين الثلاثة، قلت لهم: وين راه بوعلام؟ قال لي واحد فيهم: أنا هو. قلت له: أوزن لي رطل أنت بالذات لأنهم قالوا ليالزلابية نتاع بوعلام“. ضحك بوعلام وقال لي: أنا نصنعها وهما يسربيو.. قلت له: صحة أنت أصنعها وسربيها لي باش نديها دوريجين.. ضحك هو الآخر ووزن لي رطلا ثم لما جئت أعطيه الدراهم، وجدت نفسي أن نسيت الطزدام في الصاك نتاع المادام. قلت له: والله نسيت الدراهم. قال لي: شوف شوف بالاك يكونوا عندك مدسوسين في كاش قنت، راك صايم وما تحصيش. فتشت متظاهرا بأنه قد يكون ما يقوله صحيحاً، لكن في الأخير، طال الأمد وارتفع الصياح والصراخ لكي أترك المكان لمن يلي. بقيت أبحث، وأخرجت جيوبي كلها، حتى صرت أبدو كالسمكة بزعانفها! عندها قال لي: أحدهم وكان في المرتبة العاشرة: غير روح.. راها خالصة زلابيته (قالها لبوعلام). عندها خرجت من الصف وأنا أقول لهم: أسمحوا لي.. غدوة إن شاء الله نجي نرد لك دراهم خويا.. (كللي بصح!) تركوني أتركهم وخرجت من عند بوعلام شاهرا بورسة نتاع زلابية فوق الرؤوس لكثرة الناس!

وما إن وصلت إلى البيت قبيل المغرب بساعة، حتى كنت ألهث وفمي وشفتي كنت أشعر بهما كأنهما انقرضتا أو تفتتا كالتراب.. جلست على كرسي حديدي، بجهد جهيد لأسمع صوت الصرف تحتي: أبناء الكلب! الدراهم كانوا في جيب السروال الداخلي (ألبس زوج سراويل في الصيف لما أخرج، لأنه عادة ما أتخاصم وأعود بسروال واحد فقط، فيكون معيالدوبلأو السروالدي سوكوركما أسميه!

اللعنة..! الزلة.. بي!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    روح لمترجم جوجل اذا راك فارغ شغل

  • عبد البر

    ما فهمناش .يرحم والديك فهمنا احنا جزايريين ماشي ديزونقلي

  • farid

    saha ftourek mr ammar
    tres belle histoire bonne continuation ça me rapelle vos histoires dans les années de bonheur a travers l'hebdomadaire satirique "ESSah afa" dans l'article Manamat el wahrani merci

  • Rachid khaled

    very poor story ...+ not every one of us - Jazairi- has to fight every day. I think you better think in another profession rather than the one you are doing now, and leave the art of writing story to better people who are willing to spread the noble values of this people.