-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكفاءات الشخصية تسبق الارتباط وتضمن احترام الشريك

الزواج بعد الثلاثين أكثر نجاحا واستقرارا

نسيبة علال
  • 13407
  • 7
الزواج بعد الثلاثين أكثر نجاحا واستقرارا
ح.م

كانت الفتاة الثلاثينية، في زمن ليس بالبعيد تصنف عانسا، وينظر إليها المجتمع على أنها ضيعت القطار، بينما تعيش العشرينيات حياة زوجية هادئة وينجبن في تأن، تغيرت المعايير، وفرضت الحياة العصرية نمطا معيشيا يسايرها، حتى أصبح المجتمع ذاته يلوم الراغبات في الزواج المبكر، كيف يتخلين عن أهدافهن وطموحاتهن في الحياة، ليواجهن مسؤولية الأسرة، وقد يفشلن ويحصلن على الطلاق في البدايات.

 هناك معتقد ظل سائدا في المجتمع العربي لعقود طويلة من الزمن، وهو أن الفتاة بعد سن الثلاثين تقل فرصها في الزواج، ويعزف الرجال عن الارتباط بها، لأنها ستصبح ناضجة كفاية إلى درجة تساعدها على التمرد والعصيان، ومن الصعب تأقلمها في بيت جديد، بعدما أمضت سنين طويلة، واعتادت على بيتها العائلي وتقاليده وقوانينه.. وهناك من يعتقد أن الفتاة بعد الثلاثين تقل حظوظها في الحمل، وتزداد احتمالية عدم إنجابها، كما أن الوقت سيكون ضيقا أمامها للإنجاب والتربية والرعاية الكافية.. هذه في الواقع، تخاريف أكل الدهر عليها وشرب، ولم تعد صالحة لهذا العصر بتاتا، إذ أثبتت التجارب الاجتماعية أن غالبية فتيات المدن وحتى الأرياف اللواتي تلقين دراسة جامعية لم يكن أمامهن متسع من الوقت لإتقان الطبخ وأشغال المنزل، أو تعلم حرفة يواجهن بها الفراغ، والكثيرات ممن توجهن إلى الحياة الزوجية فور تخرجهن من الجامعة واجهن صدمة عدم قدرتهن على إدارة منزل أسري، وتحمل مسؤوليته بمفردهن، فضلا عن كون العلم الحديث بكل ما توصلت إليه الدراسات الدقيقة، أثبت أن العلاقة بين السن والإنجاب أصبحت متحكما فيها، بفضل أدوية وتقنيات حديثة، وأن مشاكل العقم لم ترتبط بالعشرينيات أو الثلاثينيات أو حتى الأربعينيات من العمر، كما هو شائع لدى العوام، وإنما بنمط الحياة اليومية التي تعيشها المرأة العصرية، وكل ما يحيط بها من ضغوطات نفسية في الدراسة والعمل وتحمل المسؤوليات الشخصية بمفردها، وما يتخلل ذلك من نظام غذائي، وبرنامج للنوم والراحة، واستعمال وسائل التكنولوجيا، وأن الفتاة التي تتمكن من معالجة هذه المعطيات في حياتها والتخلص من الضغوطات مع مرور السنين، يمكنها عيش حياة زوجية صحية ومتوازنة ومريحة، حتى مع بلوغ الثلاثينيات من العمر.

الكفاءات الشخصية تسبق الارتباط وتضمن احترام الشريك

خلافا لما كان عليه الزواج في الماضي، أصبح اتخاذ هذا القرار بالنسبة إلى المرأة، كما للرجل، خطوة جريئة تحتاج إلى الكثير من التفكير والتخطيط، لكل الجوانب المتعلقة بالارتباط.. فقد أصبح من أولويات الفتاة تحقيق ذاتها قبل الخوض في حياة جديدة، وذلك من خلال الدراسة والحصول على مؤهلات شخصية تساعدها في ضمان مستقبلها، بالإضافة إلى تحقيق بعض الطموحات، إذ أثبتت الدراسات الحديثة أن الفتيات اللواتي تزوجن في سن مبكرة يعانين باستمرار من عقد نفسية، ناتجة عن الشعور المتواصل بالندم والدونية جراء إهدارهن فرصا ثمينة، تتعلق بالتعليم والتمهين والسفر وتحقيق المشاريع، وهن أكثر الزوجات اللواتي يفتقدن الاستقرار في أسرهن، دائمات التذمر والعتاب على الزوج ومحيطه، ورغم تحقيقهن نجاحات على مستوى تربية الأبناء وتكوين علاقات اجتماعية جيدة، فإن علاقتهن بالشريك غالبا ما تكون متذبذبة، عكس السيدات اللواتي أجلن الزواج إلى ما بعد تحقيق أهدافهن الخاصة، كالدراسة والعمل وتكوين ممتلكات خاصة، كالسيارة أو المنزل.. وعلى هذا الأساس، يعاملهن الشريك على أنهن مسؤولات يعتمد عليهن ويستحققن الاحترام.

بالإضافة إلى هذا، تقول الأخصائية النفسية والاجتماعية، نسيمة تسورتاتين: “تصبح المرأة بعد الثلاثين في أوج أنوثتها وذكائها العاطفي، كما تزيد قدرتها على احتواء الشريك بلا تذمر، ويقدر المختصون هذا العمر، كنهاية أكيدة لمرحلة المراهقة، ولتوازن الهرمونات، كل هذه العوامل تؤثر إيجابا على علاقة المرأة بالرجل، وفي المجتمع الجزائري هناك عامل أخرى، منها نظرة الناس إلى المرأة التي بلغت الثلاثينيات ولم ترتبط، وهذا يشكل ضغطا حميدا على الفتاة، للزواج ومحاولة الاستقرار والحفاظ على علاقتها”، ربما هذا ما يفسر ما جاءت به آخر الإحصائيات الناجمة عن المحاكم الجزائرية، التي تشير إلى انخفاض نسب الطلاق لدى السيدات فوق سن الثلاثين، التي تشكل 12 في المائة فقط. نسبة ضئيلة مقارنة بارتفاعها لدى العشرينيات وما دون العشرين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • خليفة

    و مع ذلك يظل الرجال يشترطون في الزوجة ان تكون بين سن 19,و 20 سنة و نادرا ما يقبل الرجل على الكبيرة في السن،علما و انه لا عيب في هذه الاخيرة ان كانت في صحة جيدة ،المهم في الزواج انه مبني على ميول و رغبات معينة يطلبها الطرفان.

  • +

    الزواج قسمة ونصيب ...لماذا كل هذا الكلام بدون معنى وصاحب المقال يعيش في عالم وحده لاننا في مجتمع قاس ويحكم على الناس والزواج في الثلاتين للمراة يعتبرونه نقصا فيها حتى وصل الامر بالبعض للتشكيك فيها انها انسانة سيئة رغم انها ليست كذلك

  • أستاد

    كل ما قلته خطأ، لأن الرجل يتزوج بالمرأة ويعايش عقليتها وجمالها وليس سنها، والتكيف بينهما لا يقاس على أساس سن المرأة ولكن على أساس قدرة كل واحد تحمل وحب للآخر..

  • عبد النور بريبر

    أكذوبة: "كيف يتخلين عن أهدافهن وطموحاتهن في الحياة، ليواجهن مسؤولية الأسرة "
    وهل "مسؤولية الأسرة" ليست طموحا وهدفا ؟
    بلى إنه أعظم طموح لمن عقلَت دورَها النبيل في الحياة، العاملة في بيتها أصدق النساء طموحا وأنبلُهن هدفا وأصوبهن رأيا. سِتر وسكَن وتفاهم وتقاسم للأدوار .
    وربي يفرج على كل من تجاوزت الثلاثين ولم تتزوج بعد.

  • كلمة انصاف

    معليش تزوجي برك فالعشرين فالثلاتين فالربعين فالخمسين ... هدني القملة ديالك و شواطنك برك ... و اسكتي علينا.

  • سليمان العربي

    هذا يذكرني بالتعبير الكتابي الذي كنا نكذب على أنفسنا لنرضي الاستاذ ونظفر بالنقاط!!!
    من يتزوج بصاحبة الثلاثين وأكثر؟ شباب اليوم يتزوج في سن الثلاثين، وأبدا لا يأخذ إلا صاحبة العشرين، ليس غبيا حتى يأخذ من تكبره أو تجاري سنه، لعدة اعتبارات، فلا داعي للانخداع
    إلا في حالات يلجأ كبار السن والمطلقين والأرامل لمن جاوزت الثلاثين
    لا تكذبوا على أنفسكم والواقع يحكي غير ذلك
    ناهيك عن أن 70% من حالات الطلاق حسب مقال سابق في الشروق يخص العاملات، يعني الجامعيات اللواتي فضلن الدراسة على الزواج المبكر، فهل نصدق احصائياتكم أم إحصائيات الشروق السابقة؟
    هذا مقال لتأنيس العانس، فالله يجيب لها على حصان فارس.

  • كلمة حق،

    عندما ارى في عائلتي و اقاربي يظهر لي بوضوح ان الفتيات اللواتي توقفن عن الدراسة و اخترن الزواج نجحن اكثر في الاستقرار و بناء اسرة متماسكة عكس اللواتي اخترن الدراسة و العمل. فمثلا زوجة خالي هي الان في سن 35 سنة و لها اربع ابناء اكبرهم في سن 17.