العالم
التونسيون ينتظرون منه جلب 125 مليار دولار

السبسي في قصر قرطاج.. ثأرٌ مرير من التاريخ

الشروق أونلاين
  • 12922
  • 63

أعادت صناديق الاقتراع في تونس الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج، الذي خبِر خفايا وشهد جزءا من تاريخه، بل كان ـ في فترات عديدة ـ أحد أهمّ الفاعلين فيه، خصوصا أثناء فترة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، حين تقلّد السبسي عديد الوزارات، بل كان أحد المقرّبين من وسيلة زوجة بورقيبة حينها.

في تجاوز للمعطى التاريخي، يمكن الجزم إنّ فوز السبسي يأتي ممزوجا ببعض المرارة، حين لم يتمكن من المرور من الدورة الأولى، كما أعلن أتباعُه بل أكدوا قبيل الدور الأوّل في اتّكال على الفوز الكبير والمفاجئ لحركةنداء تونسبالنصيب الأوفر من مقاعد مجلس نوّاب الشعب، وكذلك على شخصية الباجي ذاته، الذي أشرف على الحكومة التي نظمت انتخابات 23 أكتوبر 2011، ما جلب للرجل الكثير من التقدير والثناء سواء في الداخل أو في الخارج.

يأتي انتصار الباجي حاملا للكثير من المرارة، حين شهدت تونس على مر الحملات الانتخابية المتلاحقة توترا كبيرا على خلفيّة ما تراكم من صراع بين حركةنداء تونسوما يقابلها من جهات ترى في الحركةالوريث المباشرلـالتجمع الدستوري الديمقراطيوالابن الشرعي للمنظومة السابقة أو ما يسمّى   الدولة العميقة“. 

كذلك جاءت مساندة عديد وسائل الإعلام المرئيّة للسبسي وحركته، لتعمّق هذا الخلاف وتوسّع الهوّة بين الرجل وحركته من جهة، وعمق شعبي لا يزال يرى في هذه الوسائل ـ على مستوى الانتماء أو الدورـ امتداداً لمنظومة بن علي الإعلاميّة. 

هو إنجازٌ مزدوج ونجاح مضاعف؛ نجاح في إنجاز أوّل انتخابات أعطت لتونس مجلسا تأسيسيا، وكذلك نجاح في الوصول إلى قصر قرطاج إثر انتخابات تعدديّة. 

صعود الباجي إلى قصر قرطاج وفوز حزبه بالأغلبيّة النسبيّة في مجلس نوّاب الشعب، سيجعل السلطة التنفيذيّة   كتلة واحدة، بقطع النظر عن الشخصيّة التي ستتكفّل بتشكيل الحكومة، ما يجعل الباجيالمسؤول الأوّللدى العمق الشعبي، سواء عن تجسيد مطالب اجتماعيّة لا تزال قائمة، أو ـ وهنا الخطورة ـ ما قد يرى العمق الشعبي منعجزأو هوتقصيرفي هذا التجسيد. 

في تجاوز للرهانات السياسيّة القائمة والعميقة بين الأطراف الفاعلة ضمن المشهد السياسي القائم، يمكن الجزم أنّ الرهان القادم، سيكون على المستوى الاجتماعي، حين تكمن مهمّة السلطة التنفيذيّة في تنفيذ ليس فقط الوعود الانتخابيّة بجلب 125   مليار دولار كما وعد الباجي أثناء الحملة الانتخابيّة، بل في تجسيد مطالب شرائح واسعة، ما يعني بالتأكيد أنّ التصويت في الدور الثاني لم يأتِ صكّا على بياض أو تفويضا مفتوحا دون تحديد. 

ومن أبسط المؤشرات على ذلك، أنه لم يمرّ على غلق مكاتب الاقتراع ساعات حتّى اندلعت اضطرابات خطيرة في مدينة الحامّة الواقعة في الجنوب الشرقي لتونس، تنديدًا بما قال المتظاهرون إنّهعودة للنظام القديموكذلكردا على الاستفزاز الذي أقدم عليه محسن مرزوق بإعلان الفوز، لكن أخطر من الأحداث ذاتها، أنّ المدينة مسقط رأس راشد الغنوشي زعيم النهضة، ما يعني أن فترة الباجي لن تكون بالسهولة التي يبغيها أو باليسر الذي سيجعل البلاد تسير في درب الانتقال الديمقراطي. 

  

استاذ القانون الدستوري قيس السعيد لـالشروق“: 

السبسي فاز بتزوير غير تقليدي في الرئاسيات


ماهي مفاتيح فوز السبسي؟ 

هنالك مفاتيح قانونية وأخرى سياسية، أما في الجانب القانوني فهي مرتبطة بالنتائج المحققة في التشريعيات، والمتأتية من النظام الانتخابي المعتمد، أما المفاتيح السياسية فكثيرة، أولها الشخص الذي اراد بخطابه أن يكون امتدادا للمشروعية التي تتبع الحبيب بورقيبة، فجمع من حوله عديد الأطياف السياسية ومن المنتمين السابقين للتجمع الدستوري. 

 

ألم يلعب المال السياسي دورا حاسما؟ 

مما لا شك فيه، فقد كان ورقة حاسمة سواء في التشريعيات أو في الرئاسيات، لكن هنالك فاعلا آخر، فقد وقع تزوير غير تقليدي في الانتخابات، وتم التزوير في العقول عبر الإعلام وتمت صناعة الناخب عبر تاطيره نحو مرشح واحد فقط. 

 

هل ارتكب المرزوقي أخطاء قاتلة ألحقت به الخسارة؟ 

لا اعتقد أن الامر متعلق بأخطاء قاتلة، ولكن الامر حصل نظرا لتحالفات جديدة بدأت في التشكل منذ 2012 وعرفت تجسيدا كاملا خلال 2013، والنتائج المحصل عليها في التشريعات ثم الرئايسات تجسيد لهذا المسار. 

 

 هل نتجه الى هيمنةنداء تونسعلى مناحي الحياة السياسية؟ 

 نعم هنالك اتجاه نحو الهيمنة، فهو مسيطر على قصر قرطاج والقصبةيقصد مقري الحكومة والرئاسةورغم هذا فهم بحاجة الى تحالفات. 

 

 هل انتهى العمر السياسي للمرزوڤي بإعلان النتائج؟ 

لا أعتقد، فما يردده مقربوه انه سيواصل العمل والنضال الحزبي.

 

 حيا التونسيين علىالوعي والرشادفي إنجاح الرئاسيات

بوتفليقة يهنئ السبسي ويؤكد استعداده للعمل على تعميق علاقات الأخوة والتضامن 

بعث أمس، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، برقية تهنئة إلى الباجي قايد السبسي، إثر انتخابه رئيسا للجمهورية التونسية. وبالمناسبة، حيا بوتفليقة، الشعب التونسي لما أبداه منوعي ورشادمكناه من إنجاح الانتخابات الرئاسية. وجاء في برقية رئيس الجمهورية: “يسرني وقد أولاكم الشعب التونسي الشقيق ثقته الغالية بانتخابكم رئيسا للجمهورية أن أتقدم لفخامتكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأحر التهاني وأخلص التمنيات بموفور الصحة والعافية، سائلا المولى العلي القدير أن يمدكم بعونه وتوفيقه في النهوض بمهامكم السامية ويفتح على أيديكم أسباب الخير والرفاه للشعب التونسي الشقيق“. 

واستطرد رئيس الدولة قائلا: “وأنتهز هذه السانحة السعيدة لأوجه تحية إكبار وإجلال لشعب تونس الحبيبة على ما أبداه من وعي ورشاد مكناه من إنجاح هذا الاستحقاق الهام والإبانة عن مدى نضجه وحرصه على استكمال إعادة بناء مؤسسات دولته في كنف الوئام والسكينة“. 

..”   هذا، وأنتهزها فرصة، يضيف الرئيس بوتفليقة، لأعرب لفخامتكم عن خالص استعدادي للعمل معكم على تعميق علاقات الأخوة والتضامن بين بلدينا والدخول بها مرحلة تؤسس لشراكة شاملة ودائمة تستجيب لطموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين، وكذا على تمتين التنسيق والتشاور لمواجهة التحديات المشتركة“.

 

*لتفاصيل اكثر تابعو الفيديو المرفق ..

مقالات ذات صلة