جواهر
فتيات يخططن لرحلات وطنية ودولية بمفردهن

السياحة النسوية.. ثقافة جديدة تزحف على المجتمع الجزائري

كريمة خلاص
  • 5705
  • 49
ح.م

تحرّرت فتيات جزائريات من القيود التي كبّلتها بها عائلاتها المحافظة والمجتمع على مرّ السنوات الماضية، في ما يتعلق بالسياحة والاصطياف خلال العطلة السنوية لوحدهن في مجموعات سواء داخل الوطن أم خارجه، بعد أن كان يمنع عليهن السفر لوحدهن خوفا عليهن.
وتحضّر الطالبات الجامعيات والعاملات وأخريات ماكثات بالبيت برنامجا خاصا لزيارة العديد من المناطق السياحية بالوطن، حيث يستأجرن شققا لدى الخواص ويخصصن ميزانية لمصاريفهن المختلفة فيما يختار آخرون الفنادق في ظل الصعوبات ورفض بعض العائلات تأجير بيوتها لهن لكونهن بنات لوحدهن وخشية ما قد ينجر عن ذلك من مشاكل.
وتستقبل بعض الوكالات السياحية، وفق ما أكّده ممثلوها، حجزا لمجموعة من الفتيات في الرحلات الداخلية التي تنظمها وحتى الخارجية باتجاه تونس وتركيا وبعض الوجهات الأوروبية.
وتقول ممثلة وكالة سياحية برويبة إنها تستقبل منذ مدة فتيات في رحلات شتوية داخلية باتجاه تيكجدة والشريعة نظّمتها الوكالة خلال يوم واحد بينما لقيت طلبات أخرى بخصوص موسم الاصطياف لمجموعات من الفتيات حتى من مناطق محافظة داخلية أغلبهن عاملات غير متزوجات فضّلن قضاء العطلة في ما بينهن بعد ادخار مبلغ مالي على مدار السنة وتقاسم المصاريف.
وتضيف ممثلة الوكالة أن الوجهات غالبا ما تكون نحو تونس وتركيا.
ويخشى كثير من الخواص تأجير شققهم للبنات بمفردهن تفاديا لأي مشكل أو تجاوز قد يحدث، وهو ما يضطر البعض إلى التحايل على الأمر، حيث تستقدم أحد أفراد أسرتها من الرجال سواء الأب أم الأخ أم قريب للعائلة كضامن مع تفقدهن بين الفينة والأخرى وهو ما يريح نوعا ما المؤجر…
فتحية. ص، أمّ لطفلين زوجها كثير المشاغل ولا يستطيع قضاء عطلته معهم لذا اتفقت مع صديقتين لها متزوجتين ولهما أطفال لقضاء العطلة معا، وقالت فتحية إنّها لا تواجه صعوبات داخل الوطن لاستئجار بيت فهي دوما تستأجر بوساطة أناس ثقة ولم يصادف أبدا تعرضها لمشاكل أو مضايقات.
وبدورها تروي سمية. ع اصطياف صديقاتها من ولاية عين الدفلى العام الماضي في تركيا حيث حجزن مع بعض في فندق واستمتعن برحلتهن التي أعجبتهن كثيرا.
أمّا نوال فتروي في حديثها كيف خططت هي وصديقاتها الثلاث لرحلة إلى فرنسا فهن عاملات ويقطن في العاصمة استشرن أهاليهن وبعد منحهن الموافقة حجزن التذكرة وطرن مع بعضهن وأكّدت نوال أنه طوال الرحلة لم يمسسهن سوء ولم يتعرض لهن أحد.
وبالخصوص تقول نوال إنّها كانت من أجمل رحلاتهن بعيدا عن روتين العمل والتزامات الأهل.
وتعلّق مناصرات هذا التوجه السياحي الجديد على الفكرة بأنها مسألة ثقة تضعها فيها العائلة وتحرص الفتاة على عدم خيانتها كما أن تحرّر المرأة في الوقت الراهن جعلها لا تخشى على نفسها فهي متعلمة ومطلعة على كثير من الأمور.
ومن بين أهم المزايا بحسبهن هو تخلص المرأة من الضغوط والروتين الذي طبع يومياتها طوال العام بعيدا عن الجو المهني والعائلي.

مقالات ذات صلة