منوعات
تعول عليه السلطات بقوة

السياحة رهان اقتصادي واعد في حاجة إلى الهيكلة والتطوير بأدرار

الجزولي محمد
  • 729
  • 2

يعتبر قطاع السياحة أحد القطاعات الحساسة التي تعول عليها الدولة للنهوض بالاقتصاد الوطني، إلى جانب الفلاحة والصناعة من أجل تنويع المداخيل وخلق الثروة وتحقيق التنمية المحلية.

وهذا انطلاقا من المؤهلات السياحية المتنوعة التي تزخر بها البلاد، منها المعالم السياحية والمناظر الخلابة الساحرة والآثار القديمة العذراء لم تكتشف بعد، تحتاج إلى استراتجية لترويجها وترقيتها لتصبح مواقع لجلب واستقطاب السياح.

ويعول على الإعلام العمومي والخاص أن يكون أحد عوامل الجذب السياحي من خلال إشهار هاته المواقع الأثرية والقصور العتيقة التي تؤرخ لآلاف السنين، والتركيز على الجوانب الجمالية والقلاع الطينية الصامدة التي تستقطب السياح وإبراز مفاتنها لتستهوي المهتمين.

وتشمل السياحة بأدرار عدة تخصصات وجوانب متعددة منها السياحة الدينية والثقافية حيث تم تصنيف مؤخرا أسبوع المولد النبوي الشريف ضمن التراث اللامادي إلى جانب تراث الأهليل وكيال المال للفقارة، حيث توجد صورة لقصرية توزيع المياه في الورقة النقدية 2000 دج.

خدمات سياحية عن بعد

وعلى هامش اللقاء اليوم العالمي للسياحة كشف طالب عمر رئيس مكتب متابعة الاستثمار وترقية السياحة بمديرية السياحة والصناعة التقليدية بأدرار عن إطلاق بوابة الاستثمار السياحي عن بعد في إطار تسهيل الإجراءات على المستثمرين وتخفيف من عبء الوثائق الإدارية، ودخول عالم العصرنة ورقمنة القطاع.

وتمكن البوابة المستثمرين من إيداع ملف إنشاء وكالات للسياحة والأسفار والمؤسسات الفندقية وخدمات المطاعم السياحية والحمامات المعدنية والحصول على الموافقات من مرحلة الإنجاز إلى مرحلة الاستغلال وتمكنهم من الحصول على الرخصة لمباشرة نشاطهم.

أما بخصوص المشاريع السياحية فكشف محدثنا أن بأدرار يوجد ما يقارب 70 مشروعا سياحيا منها 30 عقارا خاصا والباقي من العقار التابع للدولة يتم الحصول عليه بعد إيداع ودراسة الملف على مستوى اللجنة الولائية لتوزيع أراضي الاستثمار.

وتوجد بأدرار ثلاث مناطق للتوسع السياحي، وفق ما جاء في أحكام المرسوم 232 المؤرخ في أكتوبر 88 وهي بربع بأدرار 114 هكتار وتاوريرت برقان 48 هكتار، وتمقطن بأولف 12،5 هكتار وتمت دراسة مخطط التهيئة السياحية لهاته المناطق، حيث تعتبر الدراسة رخصة تجزئة، وعلى المستثمر إيداع الملف على مستوى لجنة العقار بالولاية لدراسته وأخذ رأي وموافقة الوكالة الوطنية لتنمية السياحة وبعد موافقة الوالي يتحصل على الأرضية لإنشاء مشروعه السياحي.

ويبلغ عدد الفنادق التي تقدم خدماتها للسياح بأدرار 05 فنادق بعاصمة أدرار توفر 700 سرير منها فندقان عموميان وثلاثة فنادق خاصة، بالإضافة إلى وجود عدة مراقد خاصة ومنتزهات سياحية تقدم خدمات موسمية.

كثرة الطلب على الفنادق ذات الطابع المحلي

ويفضل العديد من السياح الذين يقصدون زيارة أدرار الإقامة في الفنادق والمخيمات السياحية ذات الطابع المحلي في هندستها المعمارية، وتم تشييدها بمواد بناء محلية، إذ السائح لا يميل للفنادق النجومية بقدر ما يميل البساطة والتعرف على العادات والتقاليد المحلية والارتباط بكل ما هو محلي.

وفكر صاحب فندق اقرينج وسط مدينة أدرار الذي تم بناؤه بمواد بناء محلية وتأثيثه بزرابي محلية وأطقم منزلية للترويج الصناعات التقليدية المحلية وفتح محل ارتزانة لبيع مواد صناعية محلية، بل حتى مطعم الفندق يقدم وجبات محلية حسب طلب المسبق الزبون.

أما من حيث الأسعار، فتبقى المشكل الكبير الذي يعيق تقدم السياحة المحلية سواء بالنسبة للفنادق العمومية أم الخاصة، حيث إن ثمن كراء الغرفة تجاوز عشرة آلاف دينار جزائري بينما في الفنادق المحلية الخاصة فلا تتجاوز أربعة آلاف دينار جزائري.

وأوصى العديد من المهتمين بالسياحة المحلية ضرورة مراجعة أسعار الفنادق وتذاكر الرحلات عبر الطائرة لتشجيع السياحة الداخلية وإنعاشها خاصة في العطل السنوية، وخلق فرص للتبادل بين العائلات في الشمال والجنوب لزيارة بلدهم والتعرف على ما تزخر به من المؤهلات والمناظر الطبيعية الخلابة.

النهوض بقطاع السياحة يتطلب تكاتف قطاعات عدة

وللرقي بقطاع السياحة يستدعي تداخل بين عدة قطاعات منها الشباب والرياضة والثقافة والتكوين المهني حيث برمجة السنة الماضية الرابطة الوطنية للرياضة والعمل ماراطون بتيميمون، تم تخطيط مسار اتجاه السباق بين الكثبان الرملية والآثار السياحة لتحمل المنافسة دورين ممارسة الرياضة واكتشاف المناظر السياحة الخلابة.

ويسهم قطاع الثقافة عن طريق إطلاق مشاريع لترميم المعالم السياحية والآثار القديمة التي يزخر بها الجنوب لتكون قبلة لزيارة المهتمين وخاصة القلاع والقصور القديمة والقصبات لتكون محل زيارة الباحثين والمهتمين والفنانين والممثلين مقابل دفع مبلغ مالي رمزي لكل وفد زائر.

ويقوم التكوين المهني على فتح تخصص أو معهد للتكوين في السياحة عن طريق تأهيل اليد العاملة وأعوان الاستقبال والتوجيه لما لها من دور كبير في استقطاب السياح.

مقالات ذات صلة