الجزائر
ستبقى طيلة العشرين سنة المقبلة الوجهة السياحية الأولى لهم

السياح الجزائريون في تونس ملف دولة محل متابعة الرئيس

عبد السلام سكية
  • 12220
  • 39
ح.م

“طرد جزائريين من الفنادق التونسية، وإهانات طالتهم، ومعاملات سيئة، وإلغاء حجوز، ومعاملات تفضيلية للسائح الأجنبي على الجزائري، وتنكر لوقفة الجزائريين مع تونس بعد الاعتداءات التي حصلت في سوسة سنة 2015″، هذا جزء مما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، اتهامات اجتهدت السلطات التونسية الرسمية، والفاعلون في القطاع السياحي في نفيها جملة وتفصيلا، وتأكيدها أن “السائح الجزائري يلقى كل الرعاية والاهتمام”.

تونس لن تنسى جميل الجزائريين

تقول وزير السياحة التونسية، سلمى اللومي، إن الجزائري الذي يقصد بلدها سيكون “فوق الرؤوس”، ولا يمكن أبدا إهانته أو الإساءة إليه، وتذكر الوزيرة في لقاء جمعها بنقابة الوكالات السياحية الجزائرية، والجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، عُقد في مدينة الحمامات، وحضرته “الشروق”: “الجزائر بلدنا الثاني، نحن نحب الجزائريين، نحن شعب واحد ما بيننا حدود جغرافية لا غير، وفي كل المراحل الصعبة التي مر بها البلدان على المراحل التاريخية نجد تآزرا بين الطرفين”.
وعادت الوزيرة إلى ما حصل في مدينة سوسة سنة 2015، حيث خلف اعتداء إرهابي على فندق “أمبريال مرحبا” مقتل 38 سائحا غربيا، وكان ذلك مؤشرا على “انهيار” القطاع كليا، لولا “غزو” الجزائريين الفنادق التونسية. وتذكر اللومي ما وقع: “لا يمكن أن ننسى التآزر والتعاون، ووقفة إخواننا الجزائريين بعد الثورة، وكذلك دعمكم لقطاع السياحة بعد اعتداء سوسة”، وخاطبت الوفد الجزائري الحاضر: “لما تأتون هنا أنتم فوق رؤوسنا، وإذا حدث سوء فهم أو تجاوز في حق السائح الجزائري أو الأجنبي فهو مدان… نحن نقوم بعمل كبير في القطاع على مستوى الجودة والخدمات، ونجتهد أنه لما يأتي السائح أن يجد كل راحته، حتى يعود إلينا في المواسم المقبلة”.
وعن الحملة التي استهدف السوق التونسية، أوردت اللومي في تعليقها على ما حصل: “تأسفنا كثيرا، ونحن في اجتماعاتنا مع المهنيين، تم التأكيد على إيلاء الأهمية للسوق الجزائري”، ونبهت إلى تفضيل السائح الجزائري على غيره من السياح الآخرين بسبب “طبعه غير البخيل”، وأردفت: “قد يغضب هذا الكلام بعض الأسواق الأخرى لكن هذه الحقيقة”.
وكشفت عضو الحكومة التونسية، عن تلقيها استفسارات من الرئيس الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، عن المعلومات المتواترة بوجود إهانات لسياح جزائريين وكشفت: “الرئيس حدثني في عيد الجمهورية ـ واستفسرني ما هي المشاكل التي تعرض لها الجزائريون؟ وطالب أن نوفر كل سبل الراحة وأن نفرح بهم، ونفس الشيء جرى مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد”.
الحديث في المجال السياحي توسع مع الوزيرة، ليشمل البعد الأمني، وقالت بخصوصه: “هنالك تعاون في المجال الأمني وتبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة في البلدين”، وأشارت إلى عزم البلدين رفع عدد الرحلات الجوية خاصة في فترة الصيف، وتحسين الظروف على مستوى المعابر الحدودية، وهي النقطة التي تم التطرق إليها من قبل نقابة الوكالات السياحية الجزائرية.

دفاع جزائري عن تونس!

الوفد الجزائري الذي ترأسه رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، سعدي بوخليفة، دافع عن مهنيي القطاع بتونس، وحمل المسؤولية في الإشكالات التي تعرض لها بعض الجزائريين مع مكاتب الأعمال، وقال: “الذي حصل أن مكتب أعمال لا يحق له قانونا تنظيم رحلات سياحية إلى الخارج، هو وراء الجلبة التي حصلت”، وبحسب المتحدث، فإن مكتب الأعمال لم يستطع دفع تكاليف الرحلة إلى الفندق التونسي، فحول الوفد إلى وكالة سياحية بتلمسان، وهذه الأخيرة لم تحصل على الموافقة النهائية بخصوص الحجز في الفندق “دريم بيتش”، كما حمّل بوخليفة المسؤولية للوكالات السياحية التونسية التي تتعامل مع مكاتب الأعمال الجزائرية، أو وكالات سياحية غير معتمدة.
ودعا بوخليفة إلى “تطهير” القطاع ممن سماهم “الدخلاء”، وطالب وزارة التجارة بالعمل على حصر عمل مكاتب الأعمال في نشاطات محددة، بعيدا عن قطاع السياحة، وكشف المتحدث عن إقصاء الوكالات التي تتلاعب بالسياح الجزائريين، من التنظيم النقابي الذي يرأسه، ليؤكد أنه منذ 21 سنة لم يشهد وجود إهانات تعرض لها السائح الجزائري في تونس، وشدد على أن تونس ستبقى طيلة العشرين سنة المقبلة الوجهة السياحية الأولى للجزائريين، خاصة مع وجود أفضل خدمة وبأفضل سعر بتونس في حوض المتوسط، بحسبه.
واستغرب بوخليفة من العدد “المهول” للوكالات السياحية الناشطة في الجزائر، رغم أن عدد السياح الأجانب الذين يدخلون إلى أرض الوطن بـ3 آلاف سائح فقط، وقال: “هنالك حاليا 2600 وكالة، وهذا العدد يفوق رقم تونس والمغرب اللذين يستقبلان 17 مليون سائح، وتمتلكان 500 ألف سرير، وفي الجزائر 120 ألف سرير”.

الجزائريون في الصدارة

بلغ عدد السياح الأجانب الذين دخلوا تونس، من الفاتح جانفي وحتى 10 أوت الماضي، 4 ملايين و820789 ألف، بزيادة قدرها 21.1 بالمائة، عن نفس الفترة في السنة الماضية، واحتل الجزائريون المرتبة الأولى في عدد السياح الأجانب متفوقين على الليبيين والفرنسيين.
وتشير إحصائيات رسمية لـ”الشروق”، أن عدد الجزائريين الذين دخلوا تونس، حتى 10 أوت الماضي، قد بلغ 1.388120 مليون بزيادة عن نفس الفترة من السنة الماضية بـ9.7 بالمائة.
وتفيد الإحصائيات بأن الليبيين احتلوا المرتبة الثانية للرعايا الأجانب الذين دخلوا تونس بتعداد 877839 ألف، ثم الفرنسيون بـ481891 ألف، فالروس بـ335573، وبعدهم الألمان بـ150 ألف و503.

مقالات ذات صلة