الشائعات تًخيِّم على قرار فتح الحدود.. والجالية تتخوف من “البزنسة” بالتذاكر

أحدث خبر الإعلان عن الفتح الجزئي للحدود البرية والجوية في الجزائر جدلا واسعا في أوساط المواطنين والجالية المقيمة بالخارج، خاصة من حيث مواعيد الحجز وبرنامج الرحلات وأسعار التذاكر، وتم تداول أخبار زائفة وإشاعات مغرضة عن برامج للجوية الجزائرية وعن أسعار تناهز 800 أورو للرحلة بالنسبة للجزائر وفرنسا، مسألة فندتها الشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية التي أفادت بأنها لم تضبط برنامجها بعد.

وعبر العديد من المغتربين عن مخاوفهم وقلقهم في ظل ضبابية الصورة، وما يتداول من أسعار ملتهبة للتذاكر وإمكانية البزنسة بها من قبل بعض مرضى النفوس ممن يتصيدون الفرص، وهو ما دفع النائب نورد الدين بلمداح إلى دعوة المغتربين لعدم اقتناء التذاكر عبر الانترنيت في الوقت الراهن تجنبا لأي احتيال أو تلاعب قد يقعون ضحيته، كما طالب النائب شعابنة سمير بالتريث لتفادي تعقيدات تعويض التذكرة في حال ما إذا طرأت على الوضع أية مستجدات.

ووجّهت العديد من تمثيليات الجالية بيانا مشتركا إلى رئيس الجمهورية والجهات المختصة بمتابعة الملف تطالب بمزيد من التوضيحات الرسمية في ظل ما يتداول من أخبار مغلوطة.

ودعت الجالية في بيانها إلى تقديم برنامج مفصل عن الرحلات وعددها ووجهاتها اليومية، مع توضيح مفهوم الفتح الجزئي وإلغاء التراخيص الاستثنائية للدخول أو الخروج من وإلى أرض الوطن، وكذا تسقيف أسعار تذاكر السفر إلى الجزائر، نظرا لارتفاعها بشكل رهيب بعد صدور قرار فتح الحدود.

وطلبت الجالية توضيح كيفية احتساب صلاحية تحليل “بيس ي آر”، ما إذا كانت المدة تحتسب بالنسبة لتوقيت الوصول إلى الجزائر، أم قبل الركوب في الطائرة، حيث يسجل تضارب كبير في بعض الشركات الأجنبية خلال المدة الأخيرة مما أدى إلى إلغاء سفريات العديد من الجزائريين في مختلف البلدان، مع تمديد صلاحية فحص تحليل “بيس ي آر” من أقل 36 ساعة إلى أقل من 72 ساعة، لأنه لا يناسب مقيمي بلدان عدة على غرار شرق آسيا وأمريكا على سبيل المثال (ماليزيا – كندا – الولايات المتحدة الأمريكية) بحكم ضرورة تصديقه من طرف السلطات الصحية وهو ما يأخذ وقتا، ناهيك عن تخصيص شروط وقائية أقل صرامة.

وناشدت تنظيمات الجالية السلطات الجزائرية فتح الحدود البحرية للتخفيف عن الرحلات الجوية وضبط تاريخ محدد لذلك.

من جانبه، دعا سمير شعابنة النائب عن الجالية بالمجلس الشعبي الوطني الجزائريين المغتربين إلى التريث وعدم اقتناء التذاكر في الوقت الراهن إلى أن تتجلى الأمور وتتضح الرؤية.

وقال شعابنة في تصريح للشروق أن الجالية بمجرد الإعلان الرسمي عن الفتح الجزئي للحدود دخلت في دوامة من الإشاعات المغرضة والأخبار المغلوطة، لذا يتعين على السلطات الرسمية توضيح الأمور من خلال بيان مفصل يدحض ويقضي على كل التأويلات.

وأضاف شعابنة أنه وفق معلومات مؤكدة فإن الجوية الجزائرية في إطار وضع الترتيبات الخاصة بالتنسيق مع الأطراف الأخرى، وهي في مفاوضات لتنظيم الإجراءات على الشكل الصحيح والسليم في مختلف المطارات وتجنيد المعنيين بالإشراف على العملية وتحضير مخابر الكشف عن الفيروس وإجراء الفحص.

ويفيد سمير شعابنة بأنّ المغتربين من حقّهم الاستفسار عن جميع الأمور مهما بدت للآخرين بسيطة وصغيرة وذلك لأن رحلاتهم تحتاج إلى تنظيم محكم ووضع برنامج يلائم جميع أفراد العائلة ويوفّق بين عملهم.

ودعا شعابنة السلطات الجزائرية إلى فتح الرحلات البحرية واستغلال النقل البحري، لأن الرابح الأكبر من هذا الغلق هو الشركات الفرنسية والتونسيين، حيث سيلجأ المغتربون للدخول إلى الجزائر برا عبر تونس عن طريق مؤسسات نقل أجنبية، وبالتالي فإن الجزائر ستضيع على نفسها فرصة كان بالإمكان الاستفادة منها من خلال تشديد إجراءات الصرامة والبروتوكول الصحي.

وتوقع شعابنة استقبال الجزائر لعدد قياسي من أفراد الجالية لا يقل عن 3 ملايين في ظرف شهر ونصف فقط، داعيا إلى استغلال السلطات لهذه الفرصة وخفض أسعار التذاكر للجالية ومحاولة تنشيط وإنعاش قطاعات ذات صلة مثل السياحة والفندقة والإطعام والصناعة التقليدية.

وتحدّث شعابنة عن قيمة التحويلات المالية للجالية، حيث بلغت آخر التقديرات مليارا و900 مليون دولار، وهي مراتب أخيرة تتصدرها ضمن بقية الجاليات، حيث بلغت لدى التونسيين 2.5 مليار دولار وفي المغرب 3 مليار دولار في حين بلغت لدى المصريين 20 مليار دولار.

وربط المتحدث رفع قيمة التحويلات بالتحفيزات المقدمة للجالية وتسهيلات الاستثمار والحصول على السكن وتنظيم سوق الصرف لاستقطابهم بطريقة ذكية.