-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أصبحت ظاهرة في مجتمعنا:

الشارع يربي الأطفال والآباء يربون الكلاب

صالح عزوز
  • 1116
  • 0
الشارع يربي الأطفال والآباء يربون الكلاب

حقيقة مرة، نقف عليها اليوم، وهي تربية الكلاب- أكرمكم الله- في البيوت، وتربية الأولاد في الشوارع.. وهذا، ما أصبح متعارفا عليه، أو بالأحرى، ترك الشارع هو الذي يربيهم بأدق تعبير. ونحن نرى اليوم، ما قد يخرج لنا الشارع، بحيث إن الكثير من الأسر، أصبحت تهتم بتربية الحيوانات أكثر من اهتمامها بالتربية الصحيحة للأولاد. بمعنى أنك قد تجد شخصا ينفق ويسعى مهرولا في كل الاتجاهات، من أجل الحصول على ما قد يطلبه حيوان يقاسمه البيت، أكثر من سعيه إلى ما يريده ولده، خاصة في جانب التربية والتكوين الصحيح لشخصيته. وهذا، ما نراه اليوم ونعيشه في مجتمعنا.

الحديث في هذا الموضوع، كان نتيجة لما نراه اليوم في شوارعنا، ليس في النهار فحسب، بل حتى في الليل، بحيث يبقى الكثير من الأطفال، من مختلف الأعمار، ومن كلا الجنسين، يلهون في الشارع، إلى أوقات متأخرة.. وهي ظاهرة وجب الوقوف عليها. فكيف يرضى أحد الوالدين، سواء الأم أم الأب، بترك ولدهما في الشارع، مع من هب ودب، وحتى في الكثير من الأحيان مع من هم أكبر منه سنا وفكرا. فماذا سوف يجنيان من بعد هذا الإهمال. فحتما، في يوم ما، سوف تكون النتيجة مخيبة، بل ومؤلمة.

القول بالاهتمام بتربية الحيوان أكثر من الاهتمام بتربية الإنسان، أو بالأحرى الأطفال، هو نتيجة لما نراه اليوم، حتى إنه لا يمكن بكل حال من الأحوال مقارنة التربية بين حيوان وإنسان. لكن الحديث هنا، هو الحديث عن كيفية نسيان الكثير منا تربية الأولاد، وتراهم في المقابل، يدللون إن صح القول، هذا الحيوان الأليف.

ليس من العيب، أن يهتم الإنسان بتربية الحيوانات، وهو أمر طبيعي ولا حرج في ذلك، ولا ينافي المعتقدات ولا القيم. لكن، أن تكون على حساب الأطفال، فهو أمر غريب. وقول الاهتمام أكثر بالحيوان، أنك قد تجد أبا، أو أما، يداعب أو يلعب مع كلبه في البيت. وفي المقابل، ولده لم يتجاوز بضع سنوات، يلهو في الشارع دون رقابة، وربما حينما يدخل البيت في وقت متأخر، قد لا ينتبه إليه.

لقد تحول هذا الاهتمام، في مجتمعنا، للكثير من المعطيات الموجودة اليوم، بل في بعض الأحيان، أصبح العديد منا، يقدمون الكماليات على الضروريات، والمستحب على الواجب.. لذا، لا تعجب حينما تقف على مثل هذه الظواهر في المجتمع، حتى وإن أصر الكثير منا على القول بعكس ما يترجمه الناظر في هذه الحالات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!