“الشارقة القرائي للطفل” يقود زواره لاكتشاف سحر الكتب ثلاثية الأبعاد

يوفر مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2018، الذي تقام فعالياته حالياً في مركز إكسبو الشارقة، وتستمر حتى 28 أبريل الجاري، تحت شعار “مستقبلك على بُعد كتاب”، الفرصة أمام زواره من الكبار والصغار على حدٍ سواء للتعرف على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والثورة الرقمية على صعيد صناعة الكتاب، من خلال استضافته معرضٍ للكتب ثلاثية الأبعاد.

سجل معرض “الكتب ثلاثية الأبعاد” اقبالا كبيرا من طرف زوار مهرجان الشارقة القرائي للكتاب والذي تم تنظيمه في اطار الدورة العاشرة ، بالتعاون مع “مركز الكتاب ثلاثي الأبعاد” في مدينة فورلي الإيطالية.

وقدم المعرض صورة واضحة عن مراحل صناعة الكتب المجسمة بداية من اول كتاب ظهر في اوروبا في القرن ال17  .فكانت رحلة يومية ينطلق فيها الزوار الى عوالم صناعة الكتاب وابرز الاسماء التي ساهمت في تطويره على مر الزمان من رسامين ومصممين.

ويضم المعرض 250 كتاباً تم اختيارها بناءً على ثماني مجموعات زمنية هي: “البدايات (1880)، ومن ثلاثيات الأبعاد إلى المجسمات (1920)، وميلاد مصطلح “المجسمات” (1930)، والكتب الدوارة  (1940)، والمنجز العالمي (1950)، وكتب الكوباستا (1960)، ومرحلة الصور المجسمة (1970) و الألفية الجديدة المدهشة (2000).

 ركزت “البديات  1880” على الإصدارات القيمة التي أبدعها الرسام الألماني الشهير إرنست نيستر، الذي قدم من خلال شركته في العام 1880 أولى الكتب ثلاثية الأبعاد، والذي نجح في تقديم معالجات جديدة في هندسة الورق مما أدى إلى إنتاج مطبوعات ذات نوعية أفضل، وتقتصر أعمال مجموعة 1880 على القصائد القصيرة التي يصاحبها رسومات توضيحية، وكان في هذه المرحلة يتم تصميم الأشكال من الورق باستخدام كرتون وشرائط قماشية.

كما تستعرض مجموعة 1880 روائع الفنان رافيل توك، الذي جاء بتقنية “الطبقات المنبثقة”، التي ساعدت في خلق مشاهد واقعية لمجموعات من الأطفال وحيواناتهم، وقد نجح توك في العام 1870 مع أبنائه في تأسيس دار نشر، شرع من خلالها في إنتاج كتب كرتونية ثلاثية الأبعاد، وتضمنت كتبه صور تنبثق من الجزء الخلفي عند فتح الكتاب، أو تتحرك عند سحب شريط الكرتون الصغير، وإلى جانب أعمال توك تقدم المجموعة روائع المبتكر اللامع ذو الموهبة المميزة لوثر ميجندورفر مبتكر الكتب الميكانيكية الأكثر تعقيداً حتى وقتنا الحالي.

اضافة الى أعمال المؤلف البريطاني إس لويس جيرو( 1879- 1950) الذي يصادف عصره الفترة الانتقالية بين التقنيات الأولية في الهندسة الورقية التي أُستخدمت لصنع كتب كرتونية ثلاثية الأبعاد، والحلول الجديدة التي قُدمت لإنتاج الكتب المجسمة التي نعرفها الآن، والتي تتضمن بروز تراكيب وأشكال كاملة من الصفحة.

وتمكن جيرو في هذه المرحلة من وضع صفحتي الكتاب المفتوح بزاوية 90 درجة للحصول على مستوى أفقي واحد، حيث استخدم تقنية الطي على شكل حرف “v“، وتقنية الاستقامة وبالتالي انبثقت الأشكال كلياً من الصفحة لتخلق مجسمات ورقية حقيقية تتحرك بزاوية 180 درجة.

وصولا الى الثلاثينيات حيث يقدم المعرض أعمال المصمم والرسام الأمريكي هارولد ب. لينتز، مؤسس “الكتب المجسمة، الذي تعاون في العام 1932 مع “بلو ريبون بريس” إحدى دور النشر الأمريكية في إطلاق كتابين بأبعاد ثلاثية، إلى جانب إنتاج مجموعة من سلاسل الكتب الجديدة، ليسجل بعدها “الكتاب المجسم” كعلامة تجارية، والتي أضفت ميزة ليست لكتب لينتز فقط بل أيضاً لكل الكتب التي تصمم بالطريقة ذاتها.

هذا اضافة الى إبداعات الناشر الإيطالي يولريكو هيوبلي، الذي استطاع أن يقدم نوعاً جديداً من الكتب ثلاثية الأبعاد تحت اسم “كتب المسرح”، وهي شكل من أشكال الارتجال بعروض ذات هياكل دائرية، ويرجع السحر الخاص الذي تعكسه هذه الكتب عند تصفحها إلى حجم الصفحات، وعدد طبقات كل صفحة، ولكن الأهم من ذلك كله هو التصميم الرائع للصور، وعلامات قطع اللوحات الورقية، التي تنتج تصور رائع لاندماج الطبقات.

كما توثق مجموعة كتب الخمسينيات والستينات الإقبال العالمي الكبير على إنتاج الكتب المجسمة، أما مجموعة السبعينيات والثمانينيات وما بعدهما، فهي تطرح أعمال عصر الكتب المجسمة للفنان والدو هانت، المعروف باسم “والي”، الذي يمثل شخصية رئيسية في تاريخ الكتب المجسمة المعاصرة، حتى بات يُطلق عليه مؤسس الكتب المجسمة الحديثة.

ترصد كتب “مطلع الالفية الى الآن  الانتعاشة الكبيرة التي شهدها العالم خلال العقدين الماضيين في إنتاج الكتب المجسمة، وازدياد الحصص السوقية من هذه الكتب على مستوى قطاع النشر، بما في ذلك كتب الهدايا، إلى جانب إبراز الأهمية الكبرى التي حظيت بها هندسة الورق في السنوات الأخيرة.