-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم البيئة الشامية الممثل علاء قاسم للشروق العربي

الشخصيات التي لا تشبهني تمتعني عند التمثيل لأنها تحرضني على التفكير

طارق معوش
  • 418
  • 0
الشخصيات التي لا تشبهني تمتعني عند التمثيل لأنها تحرضني على التفكير
تصوير: داوود الشامي

كعلامة فارقة لمع اسمه، وأخذ بالصعود رويداً رويداً، حتى أصبح اليوم نجماً محلقاً في سماء الدراما السورية والعربية، من خلال شخصية وتركيبة غريبة لم تترك أي مجال إلا ودخلته.

ضيف الشروق العربي، ينتمي لدفعة الشباب التي أعطت الدراما السورية دماً جديداً وزادتها ألقا. وبعد مرور السنوات، فرزت الأسماء، فشهدنا على ولادة نجم يمتلك خصوصية من حيث الإطلالة والأداء. مسيرته الفنية مليئة بالنجاحات السورية والعربية، كما يتصف بأنه عفوي وراق من حيث التعامل.

عرفه عشاق الدراما السورية بأكثر من عمل- منها قمر بني هاشم – ريا وسكينة – باب الحارة – بيت جدي – زمن البرغوت – قمر الشام… والعديد من الأعمال الناجحة.

نجم البيئة الشامية علاء قاسم في لقاء خاص للشروق العربي..

الشخصيات التي لا تشبهني تمتعني عند التمثيل لأنها تحرضني على التفكير

الشروق: من يركز بمشوارك الفني ير أنك مقل بتقديم الأعمال خلال السنة مقارنة مع أبناء جيلك. ما السبب؟

– الفن رسالة، ولا شك أن الفن مصدر رزق الفنان. وهناك من يعمل لكي يكسب المال فقط، وهذا من حقه كي يتمكن من تلبية متطلبات الحياة. بالنسبة لي، أحب العمل الذي يكون وفق مشروعي الذاتي، وهو أن يكون له رسالة وهدف. وطبعاً أنا أفضّل التوازن بين الاثنين، والحد الله مشواري الفني به أزيد من 33 مسلسلا دراميا، بداية من مسلسل – الخطوات الصعبة سنة 1995 إلى مسلسل حبيب 2022.

الشروق: معروف عشقك للفن بالإجماع. التمثيل في حياة علاء قاسم ما ترتيبه؟

– هو كل حياتي أهبه كل تفرغي وكل قدرتي على العطاء، لإيصال صوتي من أجل تحقيق الهدف الذي أسعى إليه، وهو إيصال رسالة من خلال الشخصيات التي أؤديها، سواء كانت اجتماعية كمسلسل – هولاكو، أم تاريخية كمسلسل – خالد بن الوليد.. مهما تعددت مواصفات الدور، هذه الرسالة تتلخص في أبعاد هذه الشخصية، سواء كانت خيرة أم شريرة، هنا يكمن دور الفنان في إيصال الفكرة، وذلك بتجسيدها في الدور، من خلال نفسه وروحه الفنية، لأن ذلك يظهر غرض الفنان من التمثيل، طبعاً، هذا أصدق تعبير عن غرض الفن أو غرض الفنان من الفن، والاختلاف يكون نسبيا في توجيهه أو إيصاله.

الشروق: من هو مثالك الأعلى في التمثيل، أو ممن تستمد إلهامك في أداء الدور؟

– هذا سؤال له إجابة وحيدة عندي.. أنا إنسان أستمد قدرتي من محيطي فقط، وفي الدرجة الأولى من تطور مراحل نفسي.

الشروق: بين شخصيات تكاد تكون قريبة من شخصيتك، وأخرى بعيدة كل البعد، إلى من تميل أكثر؟

– ليس المهم أن تكون الشخصية التي أؤديها قريبة أو بعيدة عني، المهم أن أكون قد أحببتها، ولكن بشكل عام وللإجابة عن السؤال، أقول إن الشخصيات التي لا تشبهني تمتعني أكثر عند التمثيل، لأنها تحرضني على التفكير والبحث والتفتيش عن تفاصيل لها، وأنا أعشق هذه الأدوار التي تحتاج مني إلى جهد وبحث دائمي كمسلسل رصيف الذاكرة ومسلسل ريا وسكينة، وغيرها من الأعمال الناجحة.

معايير النجومية في الدراما السورية غريبة جدا ولا يهمني النجاح المؤقت بشخصية واحدة

الشروق: على ضوء المتغيّرات التي تعرفها الساحة العربية، ما هو الدور الذي يمكن أن يؤدّيه الفنان في رأيكم؟

– لا يستطيع الفن أن يكون شرطياً يجبرك على تصرّف أو يمنعك من تصرّف ما، الفن يزرع فكرة، والفن أصلاً متعة للنظر والسمع، وإذا استطاع أن يتسلّل إلى العقل ويشكّل متعة عقلية، فذلك أفضل، لكنه يزرع فكرة فلا نقدر أن نقول إنّ الفن يستطيع تغيير شيء في المرحلة التي انطلق فيها. كما أنّ الفن ليس فقط مرآة عاكسة لواقع أو مجتمع، لكن يجب أن يكون أيضاً في داخله منارة للمستقبل.. الفن مهمته أن يتقدّم على مسألة المرآة بأن يكون منارة أيضاً لما يمكن أن يكون..

الشروق: رأيناك في أكثر من عمل بيئة شامية.. كممثل، هل أنت مقتنع بهذه الأعمال، وما رأيك بها؟

– كفنان، قد تكون لي وجهة نظري الخاصة في أعمال البيئة الشامية، إلا أنها في الواقع ليست متشابهة ولا تحمل المنطق ذاته، وهناك أعمال مختلفة كمسلسلات: حرائر، وطالع الفضة، وأبواب الريح.. كلها أعمال تقدم دمشق بطريقة مختلفة عن البيئة الشامية المتعارف عليها، لكننا محكومون في النهاية بعملنا ورأس المال الذي يتحكم بطبيعة العمل ومكانه ونوعه وتوجهه الخاص وعرضه، سواء أكان الرأسمال وطنياً أم وافداً من محطة تحتاج إلى جمهور من أجل الدعايات.

الشروق: برأيك، ما معايير النجومية في الوسط الفني السوري؟

– معايير النجومية في الدراما السورية غريبة جداً. وبرأيي، أن النجم هو من يتمكن من النجاح والاستمرار في نجاحه… وهذا الشخص يمكن أن نسمّيه نجماً بالمعنى الحقيقي للكلمة.

الشروق: هل تعتقد أنك لم تنل فرصتك الحقيقية بعد؟

– يمكن القول إن الفرصة الحقيقية لا يستطيع الممثل وحده اقتناصها، لأنها تحتاج إلى دعم من مختلف مفاصل العمل الفني، وصولاً إلى المحطة العارضة. وبالنسبة إليّ، أنا سعيد جداً بما أقدمه درامياً، ولا يهمني النجاح المؤقت بشخصية واحدة، لأن النجاح والفرصة الحقيقية يتمثلان في الاستمرار بما أسعى إليه، كما صرحت لك ببداية اللقاء، قدمت أزيد من 33 عملا دراميا، بين التاريخي والاجتماعي والسياسي. وهذا ليس بالأمر السهل.

الفنان السوري له نكهة وطريقة خاصة في الأداء لا تشبه أي فنان آخر

الشروق: هل صحيح أن العلاقات هي التي تحكم الوسط الفني، وأن فرص العمل لأي فنان تقاس بعلاقاته الفنية ومدى تشعبها؟

-لا يمكنني نفي هذه الحالة التي من المحتمل أن تلعب دورها في اختيار ممثلين وترشيحهم لأدوار دون غيرهم. لكن ما يمكنني قوله هنا، أن هذا الأمر ليس حالة سلبية، وقد تتعامل مجموعة بعضها مع بعض بشكل أفضل. مثلاً، قد يختار المخرج من يتفاهم معه فيأتي به إلى عمله، ولكن هذا لا يعني أن الآخر عدوه، فالساحة تتسع للجميع، كما أن الدائرة ليست مغلقة بالمطلق، فنحن على الدوام نرى تداخلاً في مشاركات الممثلين في الأعمال الفنية، ونرى وجوها جديدة رغم وجود شلل معتادة على العمل مع بعضها البعض.

الشروق: كل من يدخل الوسط الفني يتحدث عن المشكلات والحروب التي تعرض لها، ماذا عنك؟

– أنا شخص مسالم بطبعي، وليس لدي أي مشكلة مع أي كان، يهمني الاجتهاد والعمل والتميز. وهذا ما يساعدني على إثبات حضوري بالشكل الصحيح، وفي النهاية، البقاء للأفضل شئنا أم أبينا…

الشروق: هل تعتقد أن مشاركة الفنانين اللبنانيين في الدراما السورية والمشتركة قد سحبت البساط من تحت أقدام الفنانين السوريين من حيث حجم المشاركة ونوعيتها؟

– إطلاقاً، فالفنان السوري له نكهة وطريقة خاصة في الأداء لا تشبه أي فنان آخر، مع احترامي ومحبتي للزملاء المصريين واللبنانيين والجزائريين الذين بذلوا مجهوداً كبيراً وحققوا نتائج جيدة.

الشروق: ما رأيك بالدراما المشتركة ولماذا أنت بعيد عنها؟

– بالنسبة إلى الدراما المشتركة التي انطلقت منذ مدة، أرى أنها شكل من أشكال الموضة، ومن الممكن أن تستمر لسنوات قليلة تتغير بعدها.

فهي شكل فني جديد أكثر من كونها مضموناً، وأشبه بظاهرة مؤقتة، وطالما أنها مؤقتة فهي لا تحتاج إلى تقييم… وأنا بعيد عن الأعمال المشتركة، لأن جميع الأدوار التي عرضت عليّ لم تكن مناسبة أو حتى تلبي طموحاتي، لكن إذا كان هناك عمل مناسب فمن الممكن أن أشارك فيه.

الشروق: هل تحب العمل مع مخرجين أكثر من غيرهم؟ – أحب العمل مع المخرجين الذين يفكرون هم بالعمل معي، أو المخرجين الذين عملت معهم من قبل.

لا أستطيع ذكر أسماء معينة، لكن أحبذ العمل مع المخرج الذي أتمكن من تحقيق نتائج مهمة معه، وأستفيد من كونه مخرجاً مهماً، ويستفيد هو في المقابل من خبرتي.

الشروق: متى نرى علاء قاسم بدور أول؟

– في القريب العاجل، سيراني الجمهور بدور البطولة الأولى في عمل ضخم ومختلف.

الشروق: هل لتخطي الرجل سن الأربعين قيمة أخرى في حياته؟ – مع تخطي السنين، سواء بحياة الرجل أم المرأة، فإنه يكتسب خبرة كبيرة لها علاقة بتفاصيل الحياة والسلوك والتعاطي مع الناس. فيصبح الإنسان مخضرماً بعلاقاته وخبرته وتعاطيه مع الناس، بسبب التراكم المعرفي المتعلق بالاحتكاك مع الآخرين، وزيادة اطلاعه على السينما والمسرح والأدب والثقافة. ولكن، من الممكن أن زيادة هذه الخبرة قد تمنعه من الاستمتاع بحياته، أو إنه يكتشف مفاتيح الحياة بشكل أجمل وأوضح، من خلال هذه المعرفة..

من هو علاء قاسم

* ممثل سوري ولد عام 1970 بمدينة دمشق، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأ مسيرته الفنية من خلال المسرح، حيث كان عضوا في فرقة (فواز الساحر) المسرحية، ثم قدم أول أدواره في التلفزيون عام 1995 من خلال مسلسل (الخطوات الصعبة)، لتتوالى أعماله بعدها، التي من أبرزها (رايات الحق، قمر شام، بواب الريح، ريا وسكينة. باب الحارة. زمن البرغوت. رجال الحسم… والعديد من الأعمال التي نالت النجاح.

* تزوج الفنان علاء قاسم من زميلته الفنانة شكران مرتجى، في عام 2008، ولكن ظل زواجهما في السر لمدة 3 أعوام حتى عام 2012، فلم يعلنا عن زواجهما إلا بعد حصولها على الجنسية السورية، فهي فلسطينية الأصل من أب فلسطيني وأم سورية، ولكنها لم تحصل على الجنسية السورية إلا في عام 2012، وظل زواجهما قائماً لمدة أحد عشر عاماً، حتى انفصلا رسمياً في عام 2019، ولم ينجبا أطفالا، وقد كان عدم قدرتها على الإنجاب هو سبب انفصالهما.

* بعدها تزوج الفنان علاء قاسم في عام 2009 من امرأة من خارج الوسط الفني تدعى نسرين، وأنجب منها ولدين، الأول هو “بحر”، والثاني هو “شمس”، الذي وُلِد في الشهر الأخير من عام 2019، وعلق علاء على سبب تسمية ابنه شمس قائلاً: “وهل يوجد في الحياة شيء أوضح من الشمس؟”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!