-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يستغلون حاجة الزبون وعدم قدرته الشرائية

الشراء بالأجل حيلة التجار لمضاعفة أرباحهم

نسيبة علال
  • 2548
  • 1
الشراء بالأجل حيلة التجار لمضاعفة أرباحهم
بريشة: فاتح بارة

يفتح الشراء بالأجل، أو ما يعرف بالشراء بالتقسيط، أبوابا كثيرة لمحدودي الدخل، ممن لا تسمح لهم رواتبهم بامتلاك بعض الضروريات أو حتى التمتع الاستثنائي بالكماليات، في المقابل، تحدث هذه الصيغة لغطا وجدلا واسعا بين مؤيد لها اقتصاديا، ومن يعتبرها فخا ماليا، في وقت يحللها البعض ويحرمها آخر بحجة الربا.

عندما يفتح التجار بابا واسعا لأفق ضيق

يقول سفيان، موظف: “اقترب موعد الزفاف، وظل منزلي فارغا، وبحكم كوني مدينا في فترة بنائه، أرشدني صديق لشراء باقي الأثاث والأجهزة الضرورية بالتقسيط، لكنني، فوجئت بأصحابها يعرضونها بضعف أسعارها، فهم لم يختاروا هذه الصيغة لتسويق منتجاتهم، وإنما لمضاعفة أرباحهم، فيفتحون بها لك بابا واسعا لشراء ما تريد، لكنهم يضيقون عليك في استرجاع أموالهم مضاعفة”.

بربري أمين، أستاذ في علم الاقتصاد وخبير في هذا الشأن: “توجه التجار إلى إقحام صيغة التقسيط أو البيع بالأجل ضمن سياستهم التسويقية ليس معروفا لتحسين الاقتصاد، وتمكين الأشخاص المحتاجين، وإنما حيلة لإطلاق أكبر قدر ممكن من السلع بسعر مضاعف تقريبا، فهم يتحايلون على بعض التعاليم الدينية، ويستغلون الزبون أيضا، في غياب شبه تام لدور الرقابة الاقتصادية حتى في المدن الكبرى”.

الجشع يضاعف قيمة المنتجات تجار يسلخون جلد المحتاجين

بما أن التاجر يقدم سعر منتجه منذ البداية، ويبقى الزبون الذي هو في حاجة ماسة مخيرا بين الشراء بالتقسيط منتجات تفوق قيمتها الحقيقية أو الاستمرار على الحرمان والخسارة، فلا تعتبر العملية هاهنا ربا، بحسب رأي الغالبية من المفتين، لكن الأذى، بحسب هؤلاء، بات يكمن مؤخرا في الجشع الجنوني الذي أصبح ميزة التجار بهذه الصيغة، حيث لا يتوانون في استغلال حاجة الزبون في اكتساب أجهزة كهرومنزلية مثلا، أو آلات إنتاجية تفتح لهم باب الرزق وتنجيهم من البطالة.. هي حال السيدة لطيفة من المدية، التي لجأت إلى صيغة البيع بالأجل، لتنطلق في مشروعها، بعدما ترملت وأصبح عليها إعالة أطفالها، تقول: “كنت خياطة في السابق وأعشق الطرز، ولكنني لم أحظ بمكان لممارسة هوايتي، ولم أمتلك ماكنة، فتوجهت للعمل في مطعم الجامعة، وانطلاقا من راتبي قررت شراء آلة خياطة وآلة طرز بالتقسيط، وكأنني اتخذت أسوأ قراراتي، فراتبي لم يعد كافيا، ولم أجد الوقت لأتطور في الطرز، وأكتسب المزيد من الزبائن، فلم أوفق في الجمع بين الوظيفة والمشروع، ولم يكن أمامي إلا ترك وظيفتي، بحكم أنني متعاقدة ويربطني وعد مع التاجر أيضا”.

النساء وأغلبهن العاملات يشجعن الصيغة ينفعن وينتفعن بجزء من راتبهن

خرجت الشروق العربي في جولة إلى محلات الحميز بالعاصمة، التي تشتهر بأسعارها المنخفضة، مقارنة بباقي المحلات، وقد لاحظنا أن تجار الآلة والأجهزة الكهرومنزلية وحتى تجار مستلزمات الرضع من عربات وأجهزة مختلفة يعتمدون ملصقات ترويجية من نوعين، “تخفيضات” و”بيع بالتقسيط”، بالرغم من كونهم تجار جملة بالأساس، لكن، ما لاحظناه، أن هؤلاء باتوا يفضلون التعامل مع زبائن التقسيط أكثر.. وهذا، ما استغربناه حقيقة، فبادرنا بسؤال عدد منهم.. مختار، بائع مستلزمات الرضع، الوحيد المتخصص في تجارته تقريبا ممن يبيعون بالتقسيط: “طبعا، أفضّل هذه الصيغة، لأنها مربحة أكثر، في ظل غلق الاستيراد. فبدل أن أبيع عربة بألفي دينار، أفضل أن أبيعها بالتقسيط مضاعفة ثلاث مرات.. وبدل أن أوفر أجهزة طحن أو تعقيم بالجملة، وهذا ما أصبح صعبا جدا حاليا، أبيعها بأجل ممدد لتستمر مداخيلها إلى غاية توفير سلع أخرى.. حتى الألعاب غالية الثمن، أغلب زبائننا من النساء، والعاملات أكثرهن يرغبن في تدليل أطفالهن أو إنقاص جهد التربية على أنفسهن بجزء من راتبهن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نذير بوقليا

    البيع بالتقسيط ، يسلخون متوسطي الدخل سلخاً وبسكين حافي دابر بعض المبيعات تصل الى 100% وبعضها تتعدى تلك النسبة. والغريب في الأمر أن هيآت الرقابة نائمة ولا تقوم بواجباتها !