-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشرف المستباح!!

الشروق أونلاين
  • 1657
  • 0
الشرف المستباح!!

محمد يعقوبي:yacoubim@ech-chorouk.com

لا يوجد على وجه البسيطة من هو أسعد هذه الأيام من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، وهو يتابع مسلسل الاقتتال الفلسطيني اللبناني في النهر البارد والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني في غزة، ومن حسن حظ أولمرت أن هذا الاقتتال قد جاء في توقيت مناسب ليفك عنه الحصار الداخلي منذ التقرير البرلماني الاسرائيلي حول الحرب على لبنان والذي كاد يزيح الرجل من الساحة السياسية الاسرائيلية والدولية إلى الأبد.لكن “النشامى” الذين فقدوا نشامتهم وانفلتت أعصابهم في غزة ولبنان وراحوا يقتتلون بلا سبب وبلا مبرر، بعثوا الروح من جديد في هذا الجسد الميت، فاستعاد سطوته وجبروته بالقصف العشوائي على رؤوس المدنيين الفلسطينيين، الذين أصبحوا يختبئون من بعضهم البعض أكثر من اختفائهم من صواريخ إسرائيل.. ما يحدث في غزة بين فتح وحماس مؤشر قوة لإسرائيل التي نجحت في محاربة القضية الفلسطينية حتى بأبنائها، الذين أصبحوا ينوبون عن الآلة الاسرائيلية في إبادة الفلسطينيين وقنص قيادات المقاومة، فالملثمون يقدمون هذه الأيام هدية ثمينة لاسرائيل من خلال مخطط اختطافهم لقيادات المقاومة وقتلها في الشارع، ثم يأتي من يتحدث باسم الحكومة أو الرئاسة على أن الإقتتال الداخلي خط أحمر….

ولو كان الأمر كذلك لاستقال “الحماسيون” و”الفتحاويون” على حد سواء وأعطوا قيادة “السلطة الوهمية” التي يقتتلون عليها لفصائل المقاومة الباسلة التي تمطر الكيان الاسرائيلي بالصواريخ، بينما يوجه “نشامى” حماس وفتح أسلحتهم إلى صدور بعضهم البعض لأسباب لا يفهمها أحد.. اللبنانيون، ورغم أن الموضوع يتعلق بجماعة فاقدة الهوية والمقصد، إلا أن أحدا لا يمكن أن يفهم أو يتفهم ما يجري وسط المدنيين في الشمال اللبناني، والأكيد أن المعارضة والموالاة على حد السواء قد مهدوا الطريق لفتنة داخلية وفوّتوا على لبنان أكثر من فرصة للتصالح والعودة لسكة التعايش التوافقي الذي نص عليه إتفاق الطائف..

لقد أثبطت عزائم الأمة من المحيط إلى الخليج بما يجري في فلسطين ولبنان ولا شيء يعيد الأمل لهذا الشتات الممزق سوى صحوة ضمير تتجاوز الفتانين والحشاشين إلى سواعد المقاومة التي هي وحدها من يمكن أن يفك الحصار على الشرف العربي المستباح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!