الشروع في تجميد أطعمة ومنتجات غذائية لرمضان

شرعت الكثير من النساء، في تحضير وتجميد أغذية وأطعمة، استعدادا لشهر رمضان، الذي تفصلنا عنه أيام معدودات، ويُحذّر المختصون في التغذية أنه ليس كل مُنتج غذائي يصلح للتجميد، ناصحين العائلات بضرورة اتباع طرق صحيحة لتجميد المنتجات الاستهلاكية، حفاظا على عناصرها الغذائيّة، وعدم تحولها لمادّة مُسمّمة للجسم.
أسابيع قليلة تفصلنا على حلول شهر رمضان المبارك، وبدأت الأمهات التحضير لخطة “التجميد”، استعدادًا للشهر الفضيل. وتعوّدت كثيرات، على تخزين وتجميد مختلف المنتجات الغذائية، خصوصا ما ينتهي موسمها تزامنا مع رمضان. فمن عصير الحوامض إلى الزيتون واللحوم والخضر والفواكه.. كلّ شيء بات قابلا للتّجميد، خاصة لدى النّساء العاملات.

تجميد عصير الليمون والبرتقال
استغلت كثير من النساء الوفرة التي تعرفها الحمضيات، وقمن بتخزين الليمون والبرتقال حبّات وعصيرا لشهر رمضان.. “صارة”، أم لثلاثة أطفال من درقانة، تشغل منصب معلمة فرنسية بالطّور الابتدائي، شرعت ومنذ الآن في تحضير عصير الليمون الذي يحبّ زوجها تناوله في رمضان، مستغلة نزول أسعاره إلى غاية 100 دج للكلغ، وبحسب قولها لـ”الشروق”، فإن العصير الذي تحضره وتضعه في المجمد، لا يتغيّر طعمه، والأمر نفسه بالنسبة لفاكهتي البرتقال و”المندرين”.
ونساء أخريات شرعن في تجميد اللوبيا الخضراء “ماشطو” والجزر والكوسة التي تعرف ارتفاعا ملحوظا في أسعارهـا، وحتى حشيش الشوربة بات يُجمّد..! إضافة إلى مختلف أنواع اللحوم. ومنهم من يخزن أكياس الحليب المدعم، وحليب الأبقار ومختلف أنواع الجبن.

“بوراك” مجمّد لرمضان
وفاجأتنا سيدة من القبة، عندما أخبرتنا بأنها حضرت “البوراك” الذي حشته بالبطاطا والجبن، وخبأته في المجمد لتناوله في رمضان..! والسّؤال المطروح: هل هذه العادات الغذائية صحيحة؟ وهل يمكن أن يحافظ منتج ما على فوائده الغذائية بعد تجميده لقرابة شهر أو أكثر غالبا؟
وفي هذا الشّأن، تؤكّد المُختصّة في التغذية، سهام شرواطي وجود شروط وطرق صحيحة، لابدّ من اعتمادها لضمان محافظة المنتجات الاستهلاكية على فوائدها الغذائية ونكهتها الطبيعية. وأوّل شرط هو استخدام أوعية وعلب بغطاء مُحكم الإغلاق وأكياس خاصة بالتجميد، التي تكون مقاومة للرطوبة والبخار، وتجنب استعمال أي أكياس أو علب أخرى خاصة الزجاجية، مع كتابة محتوى وتاريخ كل علبة حتى لا تلتبس علينا الأمور عند إخراجها. مع تجنّب تخزين الأغذية المحفوظة والمعلّبات.

غسل الدجاج جيّدا وسلق الخضار قبل تجميدها
وبالنسبة لتجميد اللحوم، لابد من تقسيم الكمية المخزنة في المجمد على أكياس عديدة، وعدم وضعها كامل اللحم في كيس واحد، واستعمال كل يوم كيسا صغيرا دون إرجاع بعضه. لأنه بمجرد إخراج اللحم من الثلاجة يجب استهلاكه.
أما الدّجاج، فيجب غسله جيدا قبل تخزينه، بينما تعتبر لحوم الأسماك شديدة الحساسية وسريعة التلف، وتحتاج لطريقة خاصة في التخزين، وذلك من خلال غسل وتنظيف السمك بشكل جيّد وتقطيعه إلى شرائح صغيرة، وتوضع كل شريحة في كيس بلاستيكي أو ورق ألمنيوم.
وبالنسبة للخضار وحفاظا على نكهتها بعد التجميد، فيجب سلقها وتجفيفها جيدا قبل التجميد، ثم وضعها في علب أو أكياس. أمّا “حشيش الشوربة”، فيُغسل جيّدا من الأتربة والزوائد، ثم يتم تجفيفه وربطه على شكل حزم صغيرة وتخزن في علب بالثلاجة.
وفي طريقة ثانية، تغسل الأعشاب الطازجة ويتم تقطيعها إلى أجزاء صغيرة، ثم وضعها في قوالب مكعبات الثلج، مع رش الماء مع كل مكعب، وعند الحاجة إلى استخدامها، يوضع كل مكعب في المقلاة على النار حتى يذوب.
وأضافت محدثتنا: “الكثير من العائلات تحب تناول لوبيا ماشطو في رمضان، وطريقة تخزينها تكون بغسلها جيّدا وتقطيع أطرافها، ثم غليها في الماء والملح لتوضع لاحقا في ماء مثلج لتبرد، وتُصفى بعدها وتخبأ في أكياس غذائية”.

مدة التجميد تختلف من غذاء إلى آخر
وعن مدة حفظ بعض أنواع الأطعمة، ذكرت محدثتنا، أن الدجاج المطبوخ لا يتعدى الـ 4 أشهر، أجزاء الدجاج غير المطبوخ حتى 9 أشهر، دجاجة كاملة نيئة 12 شهرا، اللحوم المطبوخة من 2 إلى 3 أشهر، شرائح اللحم غير المطبوخة من 4 إلى 12 شهرا، اللحوم غير المطبوخة من 3 إلى 4 أشهر. بينما يجب استهلاك الفواكه والخضروات المجمّدة خلال 8 إلى 12 شهرا.
وبخصوص محافظة الطعام المجمّد على قيمته الغذائية، تؤكد محدثتنا، أن تجميد الغذاء بشكل صحيح، يمكن أن يحافظ على جودتها وعناصرها الغذائية، “بل إن دراسة ظهرت في 2017، أكدت أن “بعض الأغذية المجمدة احتفظت بعناصرها الغذائية المفيدة أكثر من نظيرتها الطازجة دون تجميد”، على حدّ قولها.
وعند استخراج أيّ مادّة استهلاكيّة مُجمّدة لطهيها، علينا تجنب تركها لأكثر من ساعتين في حرارة مرتفعة، مخافة تكاثر البكتيريا فيها.