الجزائر

الشروق اليومي في بيت بطل أبطال بكالوريا 2007

الشروق أونلاين
  • 8267
  • 0

لم يكن سهلا اصطياد أهم طير في سرب المتفوقين في شهادة البكالوريا لعام 2007، فالمعني يدرس في ثانوية القديس أوغستين بعنابة والثانوية هي مركز تصحيح محصن داخليا وخارجيا، وكان علينا بذل المستحيل لأجل لقاء أحد عباقرة الجزائر وهو ما تحقق لنا بمساعدة مديرة الثانوية، إلى أن بلغنا مسكنه في شارع ميموزا بحي إليزا…والمشكلة الأولى التي صادفتنا، أن عبد الجليل يوسف مسكين، هو الذي فتح لنا الباب وسألنا ببراءة “ماذا تريدون؟”وأجبناه أيضا ببراءة: “نريد محادثة صاحب أعلى معدل في البكالوريا لعام 2007…” وحينها فقط دخل عبد الجليل في شبه تيهان من شدّة الفرحة والمفاجأة وتحوّل المسكن، وهو عبارة عن “فيلا”، إلى أفراح وزغاريد، مع العلم أن عبد الجليل الذي ولد في 13 جويلية 1989 بحيدرة بالعاصمة، لأن والده كان إطارا ساميا في الدولة الجزائرية سيحتفل بعيد ميلاده الـ18 بعد ثمانية أيام من الآن.. كان يجب علينا أخذ أنفاسنا مع أنفاس هاته العائلة المثالية قبل الخوض في حوارنا مع بطل أبطال بكالوريا 2007 الذي بدا عليه التردّد بفعل تواضعه الكبير وحيائه، لكننا أقنعناه أنه مثال لبقية الطلبة، وهو ما جعله يفتح قلبه ويخوض في أيامه الدراسية وحميمياته وكله أمل في أن يسير بقية الطلبة على مشواره لأجل ربح معركة العلم.


­­ لا، لم يخطر على بالي أبدا ذلك، بل كنت أتوقع أن أحتل صدارة المتفوقين بثانويتي “القديس أوغستين” كأقصى تقدير.


لقد اندهشت وسال عرقي في الوهلة الأولى، لأنني لم أصدّق فعلا ما يحدث، خاصة وأنني نلت شهادة البكالوريا بمعدل “17.84” وبتقدير جيد جدا، ما جعلني أعتلي عرش البكالوريا في الجزائر دون منازع، ولهذا فأنا فخور وسعيد جدا بإنجازي هذا.. فعلا الشروق اليومي أسعدتني بأجمل مفاجأة في حياتي.


­­ ساعدتني في التفوّق أمي وهي أستاذة لغة عربية في ثانوية عمار العسكري وكذلك والدي، حيث حققا لي كل الظروف المواتية لأجل النجاح، إضافة إلى الجو العائلي المناسب.


­­ جميع إخوتي وعددهم ثلاثة متفوقين في دراستهم بدءا من الشقيق الأكبر محمد الأمين، وهو متخرّج من مركز المراقبة الجوية بالرغاية، أما أختي الكبرى سناء، فهي تدرس بمعهد الطب بعنابة وأصغر إخوتي خير الدين، فهو يدرس بالخامسة إبتدائي وله معدّل 17 من 20.


­­ نعم، وأذكر أنني كنت أول تلميذ في شهادة التعليم الأساسي بإكمالية الشيخ الطاهر بمعدل 18.29 من 20. أذكر أنني كنت الأول في إكماليتي وبقيت الأول في المراحل الثانوية “مديرة المؤسسة وعدت بمنح وسام إستحقاق نظير حصوله على المركز الأول لمدة ثلاث سنوات كاملة”.


­­ كانت شاقة ومكثفة، لاسيما أنني سهرت الليالي أراجع الدروس، حتى استدعى الأمر مني طلاق التلفزيون لمدة فاقت سنة.


­­ أولي اهتماما كبيرا لجميع المواد العلمية والأدبية منها دون استثناء، وأنا متفوّق في جميعها، ماعدا مادة الفلسفة التي كانت فيها أضعف علاماتي، حيث أتحصّل في الغالب على علامة 12 من 20.


­­ لا، أبدا.. لم يحدث ذلك، فأنا أعتمد على التكثيف من المراجعة وحدي داخل منزلي، إضافة إلى فهمي الكبير للدروس داخل القسم وكذا الإعتماد على الحاسوب وشبكة الأنترنيت.


­­ في بعض الأحيان، أما في العادة، فأنا أومن بالعمل الفردي المركز بسبب أن القسم الذي أدرس فيه مكون من خيرة التلاميذ، حسب برنامج الثانوية، الذي يخصص قسما خاصا بالنجباء.


­­ أهم هواياتي التجوّل في الطبيعة خلال العطلة الأسبوعية.. ولا أمارس الرياضة مع أنني أحبّ ممارسة ألعاب القوى، غير أن وقتي لا يسمح بفعل ذلك.


­ “يبتسم”، والله أنا أتابع الشأن الكروي المحلي مع أن المنافسة الدولية تجذبني وأحب منتخب الأرجنتين.


­ ­ أنا متردد في اتخاذ قرار صائب بخصوص رسم مساري المهني والحياتي المستقبلي الذي اخترته أن يكون في إطار الجيش الوطني الشعبي، أي على خطى ودرب والدي الإطار المتقاعد في صفوف الجيش الوطني الشعبي، فطموحاتي تتأرجح بين الطب العسكري والانضمام إلى المدرسة الوطنية العسكرية لعلوم الهندسة.


­ ­ لا أدري، سأعيد كامل حساباتي بهذا الأمر، لاسيما أن مواصلة الدراسة بالخارج شيء آخر هو أكثر إيجابية.. صراحة دعني أفرح أولا بنجاحي وبعد ذلك سأختار بالتشاور مع والدي.


­ ­ أعشق أفلام الحركة “آكشن” الأمريكية، أما عن الجرائد، فأقرأ المفرنسة أكثر..


­ ­ تأثرت بجدي من والدتي المؤلف برتعي محمد الصالح صاحب مؤلفين عن الرياضة والتسيير الجمعوي.


­ أقرأ باستمرار القرآن الكريم الذي اعتبره دعامة علمية لا مفر منها، إضافة إلى الحديث النبوي الشريف وكتب الفقه.


­ ­ أنصحهم بالتحصيل والتركيز داخل القسم.. ثم العمل المتواصل.. وشكرا للشروق اليومي التي فاجأتني بأحسن خبر في حياتي.

حوار/ فارس مصباح تصوير/ مكتب عنابة

عبد الجليل مع أفراد عائلته

مقالات ذات صلة