رياضة
عائلاتهم اجتمعت في مقر الجريدة وطالبت بالعفو عنهم

الشروق توكل محامين للدفاع عن مساجين النصرية والقبة

الشروق أونلاين
  • 14933
  • 73

قررت، أمس، جريدة “الشروق” تكليف محامين للدفاع عن المحبوسين في قضية أعمال الشغب والتخريب المصاحبة لمباراة رائد القبة ونصر حسين داي. وجاء قرار جريدة “الشروق” خلال منتدى أولياء الموقوفين والمحكوم عليهم في هذه القضية بمقر الجريدة

والتزمت “الشروق” أمام عائلات الموقوفين بمساعدتهم في مسعاهم لتبرئة بعض المحبوسين أو إعادة النظر في الأحكام الصادرة بحقهم على الأقل، والذين تم القبض عليهم بالخطإ، على
 حد تعبير أوليائهم، وقال علي فضيل الرئيس المدير العام لـ”الشروق”: “قررنا توكيل محامين للدفاع عن المحبوسين تضامنا مع عائلاتهم،  خاصة  أن  الموقوفين  شباب  ومراهقون،  وبعضهم مقبل  على  اجتياز  امتحان  البكالوريا  خلال  أيام .. ” .
إلى ذلك ثمنت عائلات الضحايا وقفة “الشروق” التي تبنت قضيتهم، كما طالبوا بدعمها ومساندتها من أجل إطلاق سراح المحبوسين، خاصة أن أغلبية من زّج بهم في السجن لا توجد دلائل وقرائن تدينهم، على حد تعبير ممثلي الأولياء، الذين حضروا إلى مقر “الشروق” أمس، مشيرين إلى أن  المتسببين  في  تحطيم  السيارات  والسرقات  لم  تحدد  هويتهم،  ودعا  هؤلاء  إلى إعادة  النظر  في  الأحكام  الصادرة  بحق  المحبوسين،  لا  سيما  أن  بعضهم  مقبل  على  اجتياز  امتحان البكالوريا .   
من جهة أخرى رجح  ممثلو الأولياء خيار التعقل والاحتجاج السلمي للتعبير عن رفضهم للعقوبات والأحكام المسلطة على الموقوفين، حيث أكدوا لـ”الشروق” أنهم سيلجأون  للطرق القانونية والودية لتحقيق مطلبهم المتمثل في العفو عن المحبوسين.
 
عائلات  الموقوفين  شكرت  الجريدة  على  وقوفها  إلى  جانبهم
” الشروق ”  لم  تتقدم  بشكوى  ولم  تتهم  أي  شخص
أزال، أمس، لقاء ممثلي عائلات الموقوفين في قضية أعمال الشغب والتخريب المصاحبة لمباراة رائد القبة ونصر حسين داي، بمسؤولي “الشروق” اللبس الحاصل حول هذه القضية وسوء الفهم المرتبط بدور الجريدة في التوقيفات والأحكام الصادرة بحق الموقوفين، والذي ترسخ بأذهان بعض الأشخاص، حيث تأكد أولياء الموقوفين أن “الشروق” لم يكن لها دخل مباشر ولا غير مباشر في هذه القضية، خاصة أنها تنازلت عن حقها في التعويض بعد حرق إحدى سياراتها وتخريب مقرها، كما أنها لم تتأسس كضحية في القضية، بالإضافة إلى أنها لم تتهم أي شخص رغم أنها كانت من ضحايا  أعمال  الشغب  والتخريب،  التي  سبقت  مباراة  القبة والنصرية .
وفي سياق ذات صلة عبر أولياء الموقوفين، الذين تنقلوا إلى مقر الجريدة أمس، عن قناعتهم التامة بأن لا دخل لـ”الشروق” في هذه القضية: “الآن فهمنا أن “الشروق” لا دخل لها فيما حدث..كان هناك لبس في الأحداث، خاصة أن بعض الموقوفين اختبأوا بدار الصحافة، وهي الدار التي لا تضم مقر “الشروق” فقط، بل تضم مقرات جرائد أخرى، وبما أن “الشروق” معروفة جدا تم حصر الحديث عنها فقط وتم تحويل الاختباء بدار الصحافة إلى مقرها، ما دفع البعض إلى وضعها في قفص الاتهام..”، قال أولياء الموقوفين، الذين طلبوا مساعدة “الشروق” لإيجاد حل يرضي جميع  الأطراف  في  هذه  القضية .
 
في  صورة  مؤثرة  ومعبرة
عجوز  في  الخامسة  والسبعين  تبكي  حفيدها  بحرقة  
لم يكن منتدى “الشروق” أمس عاديا بعد أن ذرفت جدة أحد المحبوسين الدموع وبكت حفيدها بحرقة، الذي تم سجنه بسبب أحداث مباراة النصرية والقبة في صورة مؤثرة ومعبرة.. العجوز البالغة من العمر خمس وسبعين سنة. تحدت ثقل السنوات والمرض، وتنقلت إلى مقر “الشروق” من أجل توجيه نداء للعفو عن جميع المحبوسين في هذه القضية، ومن بينهم حفيدها، التي أسالت الكثير من الحبر منذ الجمعة الفارط، مؤكدة أنها أصرت على حضور منتدى “الشروق” لرغبتها في توجيه نداء للعفو عن المحبوسين وإعادة النظر في الأحكام المسلطة عليهم، خاصة أن أغلب المحبوسين مراهقون  وشباب  في  مقتبل  العمر،  بحتاجون  للنصيحة والرعاية  أكثر  من  العقاب .
 
لم  أصدق  خبر  اعتقال  جمال
إلى ذلك، أكدت الجدة، التي أثرت في جميع من كان حاضرا بمنتدى “الشروق” أمس، أنها لم تصدق خبر اعتقال حفيدها خلال أحداث مباراة النصرية والقبة، “لم أصدق خبر اعتقال جمال، لأنه شاب مسالم وبعيد عن المشاكل..”، تتأثر وتبكي بحرقة “..كل ما أطلبه هو العفو عنه وعن باقي المحبوسين، لأن الكثير منهم زج بهم في السجن خطأ..” قالت هذه العجوز، مضيفة “لقد زرت حفيدي في الحبس وتأثرت كثيرا للوضعية التي يتواجد فيها.. خاصة عندما يقول لي بأنه لم يفعل شيئا يستحق عليه السجن”.
كرة  العار  التي  فرقت  بين  الجار  والجار   
جاءت الأحداث الأخيرة التي عرفتها مباراة نصر حسين داي لتؤكد الوضع المتعفن الذي وصلت إليه كرة القدم الجزائرية التي أضحت السبب الأول في الكثير من الأحداث الدامية التي وقعت سواء داخل الميدان أو خارجه، والأكثر من هذا فقد تسببت في وقوع الكثير من الضحايا.
وأصبح المشهد الكروي في الجزائر ينذر بتداعيات خطيرة، خاصة وأن أخبار التخريب والحرق والاعتداءات في محيط الملاعب طغت على النتائج الفنية للمباريات، رغم الحلول المبتورة التي حاولت فرضها الرابطة الوطنية لكرة القدم من خلال برمجة الكثير من المباريات دون أنصار، وهي  الإجراءات  التي  لم  تجد  نفعا،  سيما  وأن  الظاهرة  في  تفاقم  مستمر  وأصبحت  بعض  الملاعب محرمة  على  أنصار  الفرق  الزائرة .
ما حدث في مباراة رائد القبة ونصر حسين داي أعاد إلى الواجهة الكثير من الأحداث التي وقعت من قبل بين أنصار الكثير من الفرق مثلما حدث في وقت سابق بين أنصار وفاق سطيف وأهلي برج بوعريريج وأنصار مولودية وهران مع مشجعي جمعية الشلف، وما وقع بين مولودية باتنة وشباب قسنطينة  واتحاد  الحراش  مع  مولودية  الجزائر  .
الأحداث الخطيرة التي تقع في كل المباريات وفي مختلف الأقسام تؤكد على ضرورة أن تكون هناك وقفة حقيقية للمسؤولين من أجل إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة الغريبة التي تسبب في الكثير من العداوة بين فرق تمثل أحياء أو مدنا متجاورة.
 
ممثلو  المعتقلين  يستنجدون  بـ ” الشروق ”  
أبناؤنا  ضحايا .. ونطالب  السلطات  بالعفو  عنهم !
استنجد ممثلو الموقوفين في أحداث مباراة رائد القبة ونصر حسين داي بالشروق من أجل الطلب من السلطات العفو عن أبنائهم، سيما أن البعض منهم مقبل على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، في الوقت الذي يتكفل فيه البعض الأخر بعائلاتهم.
وأكد  بعض  ممثلي  الموقوفين  الذين  تنقلوا  إلى  مقر  الجريدة  أمس،  أنهم  قاموا  بالطعن  في  الأحكام التي  صدرت  في  حق  أبنائهم  والتي  أوضحوا  أنها  كانت  قاسية .
وأجمع كل الحاضرين أمس، على أنهم لديهم أمل كبير في السلطات العليا حتى تستجيب لندائهم، خاصة أن جل الموقوفين لم يسبق لهم وأن تورطوا في مثل هذه الأعمال من قبل، حيث يشهد لهم الجميع بسيرتهم الحسنة، في الوقت الذي أبدى البعض منهم خشيتهم أن يتأثر أبناؤهم سلبا خلال فترة  سجنهم .
لا  يشرفنا  ما  وقع .. لكن  بعض  المتورطين  لازالوا  طلقاء  
وأكد أحد المتدخلين أن ما وقع لا يشرف أي كان، لأن لا أحد يقبل أن تحطم أملاك الغير أو يتم الاعتداء على أشخاص أبرياء، لكنه شدد على أن بعض المتسببين في الأحداث لم يتم إيقافهم إلى حد الآن، وهو ما دفعهم للقول إن الشباب المحبوسين دفعوا ثمن تلك الأحداث غير الرياضية  التي  سبقت  مباراة  في  كرة  القدم  التي  تحولت  في  بلدنا  من  وسيلة  للتقارب  بين  مختلف الأنصار  إلى  كابوس  يهدد  الجميع .
.. وعلينا  الاعتبار  من  الأحداث  
كما اعترف بعض ممثلي أولياء أنصار رائد القبة ونصر حسين داي الموقوفين الأسبوع الفارط أن أبنائهم أخطؤوا ويستحقون العقوبة، ولكن ليست كالتي أقرتها محكمة حسين داي يوم الأربعاء الماضي، حيث تراوحت الأحكام ما بين عامين إلى ثلاث سنوات، بداعي مساهمتهم في أعمال الشغب التي  سبقت  الداربي  العاصمي  بين  الرائد  والنصرية  يوم  الجمعة  الفارط .
وقالت سيدة من اللواتي زرن أمس، مقر جريدة الشروق أنها تمني النفس في أن يطلق سراح جل الموقوفين: “أدرك تماما بأن ابني وبعضا ممن كانوا معه أخطؤوا، ولكن العقوبات التي سلطت على الجميع جد قاسية ولا يستحقونها، وكان من المفروض تسريحهم بكفالة وإنذارهم ليكونوا عبرة للبقية، وما يحزننا كثيرا هو أنه من بين المسجونين تلاميذ كانوا يحضرون أنفسهم لامتحانات البكالوريا لهذه السنة، وأتمنى أن يعفى عنهم ليجتازوا الامتحانات التي ظلوا يحضرون لها طيلة السنة الدراسية 2010 / 2011 .
القبة  وحسين  داي  جيران ..  فلماذا  كل  هذه  الشحناء؟
وصرح والد أحد الموقوفين أيضا أن جل من تم إيداعهم السجن الأسبوع الفارط أبرياء، مشيرا إلى أن بعض المشاغبين الذين أشعلوا فتيل أعمال الشغب أحرار، فيما عبر آخر عن دهشته لحادثة الجمعة الماضي التي تسبب فيها أنصار من فريقي القبة والنصرية: “نحن من بلد واحد ولا أجد فرقا  بين  بلديتي  القبة  وحسين  داي  المتجاورتين  فلماذا  كل  هذه  الشحناء  بين  أنصار الفريقين؟ ”  
وأضاف نفس المتحدث بأن على الجميع الاعتبار من هذه القضية لعدم تكرار نفس السيناريو كلما التقى الفريقان “كلنا مسلمون وجزائريون وعلينا التحلي بروح التسامح، وليس من أجل كرة القدم يضيع مستقبل بعض الشبان الواعدين فهذه رياضة فقط”. 
يجب  وضع  قوانين  واضحة ..  وأبناؤنا  لن  يذهبوا  ضحايا  
وطالب أحد أولياء الموقوفين السلطات العليا بضرورة سن قانون واضح تتم المصادقة عليه في البرلمان يتم من خلاله تحديد العقوبة التي ستطبق على كل من تسول له نفسه المشاركة في أي أحد خلال مباريات كرة القدم، وقال ذات المتحدث: “على المسؤولين تحديد مدة العقوبة التي ستطبق  على  الأشخاص  في  مثل  هذه  الحالات،  حتى  يعلم  كل  من  تسول  له  نفس  الاعتداء  عن الغير  مصيره  الذي  ينتظره ” .
وحسب  ذات  المتحدث  فإنه  يرفض  أن  يذهب  أبنائهم  ضحايا  لأنه  سبق  وأن  وقعت  في  بعض الملاعب  أحداث  أخطر  من  تلك  التي  وقعت  في  القبة،  لكن  الأحكام  كانت  أقل  على  حد  تعبيره .
وذهبت متدخلة أخرى أبعد من ذلك عندما طالبت بايقاف جميع المباريات بسبب أحداث العنف التي أضحت قاسما مشتركا في جميع ملاعب الجمهورية “سنعمل المستحيل من أجل إيقاف كرة القدم باستثناء مباريات المنتخب الوطني، لأننا كرها ما يحدث حاليا، كلما تلعب المباريات نضع أيدينا  على  قلوبنا  وننتظر  عودة  أبنائنا  سالمين ” .
مقالات ذات صلة