“الشعوب العربية لا تثق في واشنطن”

أكدت دراسة أمريكية، أن نسبة الثقة في واشنطن لدى شعوب المنطقة الغربية قد وصلت إلى أدنى مستوياتها بسبب الدعم الذي تقدّمه للكيان الصهيوني.
نشر مركز “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، دراسة موسعة أعدها الباحث منقذ داغر هو مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعضو مجلس إدارة مؤسسة “غالوب” الدولية، تحت عنوان “خلال الحرب في غزة، الولايات المتحدة تخسر قلوب وعقول العرب بسرعة، لصالح منافسيها”، سلّط الضوء خلالها على نظرة شعوب دول عربية إلى أمريكا بسبب سياساتها من حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وتضمنت الدراسة نتائج سبر آراء أجري في دول عربية هي العراق، سوريا، الأردن مصر، لبنان، وفلسطين، حول مواقف تلك الشعوب من واشنطن.
وأكدت الدراسة أنه “نتيجة الحرب على غزة، صارت الولايات المتحدة تخسر مقارنة بمعارضيها، حيث بلغت نسبة العرب الذين يعتقدون أن للولايات المتحدة دور إيجابي في حرب غزة 7% فقط، وفي بعض الدول مثل الأردن كانت 2% فقط، مقابل ذلك، فإن نسبة العرب الذين يقولون أن للصين دور إيجابي بلغت 46% في مصر، و34% في العراق و27% في الأردن. كما بلغت نسبة من يعتقدون أن لروسيا تأثير إيجابي 47% في الدول المستطلعة عدا فلسطين”.
وفسّرت الدراسة أسباب انعدام الثقة بين الشعوب العربية والإدارة الأمريكية، بالقول: “من الواضح أن طريقة تعامل الولايات المتحدة مع حرب غزة أفقدتها ما تبقى لها من مصداقية وحيادية بين قسماً من الجماهير العربية، فالمتابع لما ينشر في الإعلام العربي وعبر منصات التواصل الاجتماعي يدرك فعلاً كم بلغت خسارة الولايات المتحدة في قوتها الناعمة في المنطقة التي استثمرت فيها على مدار قرن من الزمن تريليونات الدولارات وكثير من الدماء والجهود التي على ما يبدو مهدّدة بالضياع كلياً بسبب الصراع في غزة”.
ومن الأرقام التي عرضتها الدراسة والتي تؤكد على وجود حالة قطيعة بين الشعوب العربية العربية وأمريكا “أرقام استطلاعات الرأي العام العربي لا تحمل سوى أخباراً غير سارة لهذا الجهد. فعندما سألنا في استطلاعنا الأخير عن الأسباب التي جعلت أمريكا والغرب يساندون إسرائيل لم يجب سوى 8% تقريباً إن السبب هو للدفاع عن المدنيين الذين خطفتهم حماس أو قتلتهم يوم 7 أكتوبر”.
أما الغالبية المطلقة (بحدود 50%) قالوا إن سبب دعم الغرب لإسرائيل لكرههم للإسلام والمسلمين. وأجاب حوالي 30% أن السبب هو قوة اللوبي الإسرائيلي. بمعنى أن غالبية العرب يرون أن دعم الغرب للحرب التي تشنها إسرائيل ضد “حماس” هو بمثابة دعم للحرب ضدهم”.
وتشير الدراسة ونتائج سبر الآراء إلى يقين الشعوب العربية بسقوط المبدأ الذي ترفعه واشنطن خاص مسألة حقوق الإنسان، إذ قالت “إن أحد أهم أسرار القوة الناعمة الأمريكية في مواجهة منافسيها هو الأنموذج الأمريكي القائم على حقوق الإنسان وعدم العنصرية ورفض “شريعة الغاب” في التعامل بين الدول.
ويؤكد استطلاع الرأي العام الذي أجري مؤخرا أن الأغلبية الساحقة من المستطلعين لا يعتقدون أن مثل هذه المبادئ يتم تطبيقها في الموقف الأمريكي الرسمي من الحرب في غزة”.
واستنادا إلى ذات المصدر، فإن الشعوب العربية على يقين بأن ما يحدث في فلسطين هو حرب دينية مع رفضهم التام للسردية الصهيونية فيما حدث بتاريخ السابع أكتوبر، حيث أوردت “تُثير هذه المعلومات القلق بالنسبة لصانعي السياسات في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، خاصة عندما يفكرون في الكيفية التي تحول بها مشهد الرأي العام العربي ضدهم. بمعنى أن أغلب العرب ينظرون إلى الصراع كونه حرب صليبية جديدة وليست لمحاربة الإرهاب، وهذا بالضبط هو التصور الذي يريد المترفون تبنيه من قبل العرب كي يسهل تجنيدهم”.