-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشلف.. خامس مدينة دخلتها الكهرباء في العالم

فاروق كداش
  • 2541
  • 0
الشلف.. خامس مدينة دخلتها الكهرباء في العالم

كانت مدن الجزائر، منذ القدم، حديث العالم، سواء بأخبار جيوشها وبحارتها وبعد الاستعمار بمقاومتها وثوراتها.. وبعيدا عن الحرب، شهدت بعض المدن تقدما صناعيا وتكنولوجيا، سابقا لأوانه، مثل الكهرباء والإنارة العمومية والصناعات والبناء.

لكن، ما هي المدينة التي كانت أول من نعمت باختراعات إديسون بمصابيحه التي أنارت العالم؟ تعالوا لنعرف قصة الشلف والكهرباء.

أكد المؤرخ محمد طياب، من خلال بحوثه في الأرشيف الفرنسي، أن الشلف كانت أول مدينة في الجزائر تم ربطها بالكهرباء. وكان ذلك سنة 1886، أي قبل 140 سنة.. وقد سبقت مدينة الشلف، أو كما كانت تسمى سابقا أورليانفيل، مدنا كبيرة، كالجزائر ووهران وقسنطينة وعنابة..

وبحسب هذه البحوث التاريخية، فإن الشلف هي بالفعل المدينة الأولى في الجزائر والخامسة في العالم، التي زودت بهذه الطاقة العجيبة حينها. وذلك بفضل رئيس بلدية أورليانفيل آنذاك، السيد هنري فورييه، الذي سافر خصيصا إلى فرنسا وبالتحديد إلى مدينة روش سور فورون بمقاطعة هوت سافوا، للقاء عمدة المدينة، لتباحث كيفية إدخال الكهرباء إلى مدينة الشلف.

اتصل فورييه بشركة المخترع إديسون، التي أنشأت مشروعًا في هذا الاتجاه، خاصا بمدينة أورليانفيل، ثم قدمت شركتا دالوز وغاستونبيد المخططات وأيضا حددت تكلفة المشروع التي لم تدوّن في السجلات.

وفي 23 سبتمبر 1886، تم اختيار منطقة شلال بونتيبة، أو أم دروع، الواقعة على بعد خمسة كيلومترات شرق الشلف، لبدء هذا المشروع الطموح، الذي يهدف إلى استبدال إنارة الشوارع التي كانت تعتمد على الغاز بمصابيح تنار بالكهرباء.

وعلى إثر ذلك، دخلت مدينة الشلف الحداثة، وكانت من بين المستفيدين الأوائل باختراع الأمريكي توماس إديسون.

كما وضحت نتائج البحوث في الأرشيف، أن باتنة كانت ثاني مدينة جزائرية تستفيد من مشروع الإنارة العمومية. وقد تم ذلك عام 1887.

وقد أكدت صحيفة مستقبل بلعباس، الصادرة بالفرنسية، هذه المعلومات في مقال صادر في الخامس عشر من شهر ديسمبر عام 1887. وأشارت في صفحتها الثانية إلى خبر إدخال الكهرباء إلى مدينة باتنة بعد الشلف.. واستهلت المقال كما يلي:

“بلدية باتنة الصغيرة، بصدد إعطاء درس إلى المحافظات الكبرى”. وأردفت: “خلال أيام قليلة، ستضاء باتنة بالكهرباء.. ستكون المدينة الأولى في ولاية قسنطينة المجهزة بهذه الإضاءة، والثانية في الجزائر بأكملها، بعد أورليانفيل”.

ويختم الصحفي الفرنسي مقاله بتحديد ثالث مدينة ستضاء بالكهرباء وهي مليانة: “سيأتي الدور على مليانة، البلدة الواقعة في جبال زكار، التابعة لمنطقة الشلف، لتستفيد من الكهرباء.. وهذا في السداسي الثاني لعام 1888

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!