-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يؤطرها النخبة والأكاديميون بعد منعها في القاعات

الشوارع والساحات لاحتضان “ندوات الحراك”

كريمة خلاص
  • 581
  • 0
الشوارع والساحات لاحتضان “ندوات الحراك”
ح.م

برزت في المدة الأخيرة ثقافة جديدة في أوساط المواطنين الذين “اقتحموا” الفضاءات العمومية والمساحات والشوارع، ليس لتنظيم مسيرات أو مظاهرات، بل لأجل تنظيم ندوات فكرية وتوعوية سياسية يؤطرها مختصون وقياديون بارزون في بعض التنظيمات الجمعوية أو الفكرية أو الأكاديمية.

وغالبا ما تعقد تلك اللقاءات في ساحات وسط المدينة أو بعض الشوارع الرئيسية المهمة ذات الاستقطاب الواسع، بعضها ينظم نهارا والبعض الآخر في السهرة عقب الإفطار.

ويتناقش جمع من المواطنين، خلال لقاءاتهم، حول مختلف المواضيع الآنية والمستجدات على الساحة السياسية، حيث يتبادلون وجهات النظر بخصوص ما يحدث في البلاد ومستقبل الحراك وغيرها.

ويؤكد كثير من الأساتذة الجامعيين الذين كانوا من بين المشاركين في المبادرة أنهم لجؤوا إلى هذه الخطوة بعد التضييقات التي مورست عليهم في مجال منحهم الترخيص والموافقة للحصول على قاعة لعقد لقاءاتهم العلمية، سواء في الجامعات أم في البلديات.

وفي السياق ذاته، يؤكد المختص الاجتماعي والأستاذ الجامعي يوسف حنطابلي في تصريح إلى “الشروق” أنّ هذه الظاهرة الجديدة على المجتمع الجزائري تعتبر نتيجة حتمية لاسترجاع المواطن للفضاء العام وفضاء المدينة وأصبح هو من يقود وينشط تلك اللقاءات في الوقت الراهن وليس بالضرورة أن يكون من النخبة، غير أنّ هذا لم يمنع بعض النخبة من النزول للشارع لترجمة خطابهم الأكاديمي إلى خطاب قابل للفهم وخطاب شعبوي.

ويضيف المختص “المهم في ظروف مثل هذه أن الفضاءات العمومية وكل الأماكن التي لها رمزية في الحراك سواء في العاصمة على غرار البريد المركزي وساحة أودان وغيرها أم في ولايات أخرى، أصبحت قبلة للمواطنين تجمعهم بالنخبة “.

ووصف حنطابلي اللقاءات الحالية بأنها “خطابية توجيهية تعتمد على التعبئة لم ترق بعد إلى النقاش الفكري والحواري الذي يتقبل الاختلاف ويناقش كل الأمور وللوصول إلى ذلك ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت وستبرز مستقبلا نخب جديدة لها القدرة على عرض الأفكار واستيعاب اختلافها وهذا هو هدف الحراك الذي يمثل أطيافا مختلفة ومتعددة حيث يجب أن نصل إلى مرحلة عدم الامتعاض من وجود الآخر لأنه يحمل أفكارا مختلفة عنا فالآن نحن باتجاه التنوع والتعدد للتأسيس لقاعدة حياة سياسية جديدة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!