-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشيخ العباس وفلسطين

الشيخ العباس وفلسطين

بعيد الانتفاضية الأولى في فلسطين زار بعض الطلاب العرب في فرنسا الشيخ العباس ابن الحسين عميد مسجد باريس وطلبوا منه الإذن لهم بإقامة اعتصام في المسجد تضامنا مع هذه الانتفاضة، وتنديدا بجرائم الصهاينة، وتحسيسا للرأي العام بتلك الجرائم وغيرها.
شكر الشيخ الوفد الطلابي، ووعدهم أن يدرس الأمر ثم يخبرهم بما استقر عليه رأيه..
جمع الشيخ أعوانه، وقلبوا الأمر على وجوهه، وأجمعوا على الاعتذار للطلبة، نظرا لأن “القانون” الفرنسي الذي يمنع أي نشاط ذا صبغة سياسية في أماكن العبادة، وللجو السياسي الرسمي والشعبي المناوئ للإسلام وللعرب للنزعة الصليبية المتمكنة في فرنسا، ولهيمنة اللوبي الصهيوني على الإعلام الغربي.
استمع الشيخ إلى جميع الآراء، وظننّا أن الشيخ قد اقتنع، ولكنه وجه كلامه إلى الأستاذ عبد الرحمن ابن غمراني، الأمين العام للمسجد قائلا: أخبر الطلبة بقبول اقتراحهم، وأمره بالإعداد اللازم لذلك الاعتصام، إعلاميا، وتموينيا..
حاولنا ثني الشيخ عن قراره فقال: أهون عليّ أن يغلق المسجد، أو أن يهدّم حتى يصبح أثرا بعد عين على أن يسجل أن الشيخ عباسا، أو الجزائر خذلا فلسطين ولم ينصرا الفلسطينيين ولو بأضعف الأمور.
وألقى الشيخ كلمة لا تصدر إلا من جزائري حر، مثل الشيخ العباس وأمثاله، حيا فيها الفلسطينيين، وتضامن معهم، ومما قاله: إن أوربا التي أنجبت هتلر وموسوليني قادرة على إنجاب أمثالهما – وكان يشير إلى المجرم جان ماري لوبان – وعندها لن يجد اليهود الحجر العربي الدافئ الذي احتضنهم سابقا، لأنهم لئام، واللئيم إذا أكرمته تمرد كما قال الشاعر العربي..
كان لتلك الكلمة – المنقولة مباشرة عبر إذاعة الشرق – صدى كبير، وتحدثت عنها وسائل الإعلام المختلفة، وجاء أحد الحركى من الذين لهم مكانة عند السياسيين الفرنسيين، واحتج على الشيخ، لأنه زج المسجد في قضايا سياسية.. فغضب الشيخ، وأمر بطرد ذلك الحركي، قائلا: أخرج أيها الخائن، بالأمس خنت وطنك ودينك وقومك في الجزائر، واليوم تجدد خيانتك لإخوانك ودينك في فلسطين..
قارنت هذا الموقف النبيل الشريف الرجولي بموقف هذا “الشمس” غير المشرقة وغير المضيئة للمسئول الأول عن مسجد باريس، الذي يتقاضى أجره من دولة الجزائر، التي لم تخن فلسطين عندما كانت تحت سيطرة فرنسا، فكيف تخونها اليوم. ولكن هذا الـ”حفيز” أبى إلا أن يكون “أخا” لـ”حاييم” المجرم.. ضد “إخوانه” المسلمين، فجبن عن مساندتهم حتى بـ”أضعف الإيمان”.
وأما من “نبح” تعليقا على كلمتي ليوم الإثنين الماضي، فلن “أشرفه” بإلقامه حجرا، فالحجر أطهر، وهو وسيلة جهادية في يد الفلسطينيين، وقديما قيل:
السبع سبع ولو كلّت مخالبه والكلب، كلف ولو بين السبع ربّي

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!