-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشيخ عبد المجيد حيرش علّمني فكان المعلم الكفء

عثمان سعدي
  • 5498
  • 0
الشيخ عبد المجيد حيرش علّمني فكان المعلم الكفء

قرأت ما كتبه الأستاذ محمد الهادي الحسني عن الشيخ عبد المجيد حيرش، وأود بهذه المناسبة أن أبين للقراء أنني تتلمذت عليه في معهد عبد الحميد بقسنطينة بين 1947 و 1951 ، وكان المعلّم القدير المتمكن من المادة التي كان يعلمنا وهي النحو والصرف، كان يتابع الحركة الأدبية بالوطن العربي، ويقرأ ما ينشر بمجلة الرسالة التي يديرها بمصر الزيات، وكان يردد لنا ما يدور من معارك أدبية بها، كان متعصبا لمصطفى صادق الرافعي يردد ما كان يقوله عن موقف طه حسين من الشعر الجاهلي يقول الرافعي: “إسفنجة جاءت لشرب البحر، وشمعة تضيء في عز الظهر، والشيخ طه في فهم الشعر ، ثلاثة مضحكة لعمري”. كان يحب ترديد هذه المقولة، وإن كنت من صف طه حسين الذي جدد في نقد الأدب العربي.

   وأذكر بهذه المناسبة أنني تتلمذت على طه حسين مدة ثلاث سنوات كطالب في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان يكلف في بعض دروسه طالبا بقراءة نص أدبي وإذا أخطأ يناقشه في الخطأ، وأذكر أنه كلفني أمام الطلبة بقراءة نص فنطقت جملة فقلت (لم يَرُدِّ) وكان الشائع لم يردَّ، فقال لي أعد نطق الجملة فأعدتها ثلاث مرات فقال لي لماذا كسرت الدال فاجبته :  “تجوز يا مولاي ثلاث لغات في الجملة لم يرد بفتح الدال ولم يرد بكسره ، ولم يردد بفك الإدغام”، فقال أين تعلمت هذا فأجبته تعلمته بالجزائر وعلمني إياها شيخي عبد المجيد حيرش”. فما كان من طه حسين إلا أن قال: “أنتم المغاربة تحسنون اللغة العربية أفضل منا نحن المشارقة”.
  كان عبد المجيد حيرش يكن لي حب الأب للابن، فعندما حدث صدام بيني وبين أحد المشايخ المتعصبين لحزب البيان وكنت أنا سياسيا منتميا لحزب الشعب، مثلت أمام مجلس التأديب الذي طالب بعض أعضائه بفصلي، فما كان من عبد المجيد حيرش والياجوري والعربي التبسي مدير المعهد إلا أن رفضوا الفصل، قائلين لا نفرض الانتماء السياسي على الطلبة نحن نحاسبهم على الدراسة والانضباط التربوي لا السياسي.
   الشيخ عبد المجيد حيرش من الأعلام الذين حافظوا على بقاء اللغة العربية، فبفضلهم من تلاميذ عبد الحميد بن باديس وأعضاء جمعية العلماء تكون في مدارس الجمعية الآلاف من الشبان والشابات الجزائريين باللغة العربية، وجدت فيهم الجزائر المستقلة العناصر التي أسس عليها تعريب المدرسة الجزائرية.
   الطاهر وطار أساء لهذا الشيخ المناضل في سبيل الحرف العربي والإسلام الصافي فسجل بذلك إساءة لنفسه بهذا التصرف المشين، رحم الله الشيخ عبد المجيد حيرش وسيكافئه الله على جهاده في سبيل الإسلام والقرآن ولغة القرآن. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!