-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الصائمون عن الحياة؟!

الشروق أونلاين
  • 2317
  • 0
الصائمون عن الحياة؟!

الجزائريون استقبلوا شهر رمضان الكريم بأكثر من 10 حوادث انتحار، بعضها كان ناجحا في إلحاق عدد منهم سريعا بالآخرة، والبعض الآخر، منح لليائسين من الحياة، فرصة إضافية للتنعم بـ”ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب مواطن” في هذا البلد؟!

  • التعريف الذي يقدّمه الطب النفسي بخصوص المنتحرين، قائلا أنهم أكثر الأشخاص تمسكا بالحياة، ينطبق تماما على كثير من الحالات والأشخاص الذين ينبغي النظر إليهم بشكل مختلف ومُغاير بعد تنفيذهم لمخطط الموت الإرادي، من مجرد كونهم أرقاما ضائعة، تزيد وتنقص، في تقارير الأمن والمستشفيات، إلى ضحايا، مع سبق الإصرار والترصد، للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي في هذا البلد؟!
  • الأمر ليس بحثا عن مبررات لممارسة هواية القتل واستباحة النفس التي لا يملكها إلا خالقها، لكنه دعوة للتفكير في تضاريس هذه الحالات الاجتماعية، لمواطنين كانوا يعيشون بيننا، وفجأة اختاروا الرحيل، وفي توقيت غريب، اليوم الأول من شهر رمضان، وهو الذي كان من المفروض أن ترتفع فيه أسهم الإيمان وتزيد خلاله مظاهر التقوى، فأيّ شياطين تلك التي أوحت لهؤلاء بقتل أنفسهم بغير وجه حق؟!، لماذا تغيب الأبحاث الاجتماعية والنفسية الدقيقة التي تكشف عن هوية هؤلاء المنتحرين وشعورهم المُذل بالمواطنة الناقصة، ورغبتهم المستميتة في إحداث التغيير بالموت، بعدما استعصى عليهم التغيير في الحياة؟!
  • أليس المقهورون والضائعون بحثا هذه الأيام عن كيس حليب أو رغيف خبز هم أيضا منتحرون مع وقف التنفيذ؟!، أليس أولئك الواقفون في طوابير قفة رمضان، والمهدرة كرامتهم بأمر وزاري عبارة عن جثث حية؟!
  • اختيار بداية رمضان لتنفيذ مخططات الانتحار، بالنسبة إلى عدد من الجزائريين، هو تذكير بواقع اجتماعي صعب، وجد نفسه غريبا في خِضّم ترفٍ حكومي غير مسبوق لا يتجسد إلا في المهرجانات ولا يستفيد منه إلا بعض العاملين في أسلاك وظيفية دون أخرى. المطلوب هو البحث عن أسباب للحياة في هذا الوطن الذي يملكه القلة ويهرب منه الجميع، سواء بالحرڤة أو الانتحار أو بأشياء أخرى؟!. 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!