-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الصلاة.. بـ”البادج”!

عمار يزلي
  • 1314
  • 0
الصلاة.. بـ”البادج”!

التضييق على المساجد والصلاة فيها أيام الجمعة بالأخص وباقي أيام الأسبوع بالأعم، صار تقليدا “إسلاميا” في كل البلدان “الإسلامية”. الحجة: نموّ الخطاب المتطرف التحريضي والإرهاب والفرقة بين المسلمين. وهذا في معظمه “صحيح مسلم”! لكن الحل الأمني، أو ما صار يُعرف عندنا منذ التسعينات بـ”الكل الأمني”، والذي “استمسخته” كثيرٌ من الدول التي تعاني من التطرف ونموّ ليس فقط “الإسلام السياسي”، بل “الإسلام الجهادي” وهذا بعدما بقيت بلداننا أكثر من قرن تتعايش مع ما يسميه الأنثروبولوجيون الكولون بـ”الإسلام الشعبي”.

هذا الحل الأمني، هو ما يزيد في التطرف والتشدد، فالأمر يتطلب عملا طويل النفس وعلى مرّ أجيال، من أجل العودة إلى الإجماع ونبذ الفرقة والتحزُّب الديني.. لاحظوا كيف أننا حاربنا “الإسلام السياسي” (الفكر الإخواني بالأساس، لأنهم يقبلون بالعمل السياسي الديمقراطي الحزبي)، فأنتجنا “الإسلام الجهادي”، أو ما يُطلق عليه عالمياً الآن “الإرهاب الإسلامي”! وما يحدث في مصر، وأيضا في تونس مؤخرا من غلق بعض المساجد التي لا تقع تحت سيطرة الدولة، لن يحل المشكل بقدر ما يفاقمها!

نمت على هذا التخوف لأجد نفسي أُكلف على مستوى الجامعة العربية بالتنسيق مع داخليات و”وزارت الديون”، لأحل مشكل التطرف في المساجد على مستوى العالم العربي.. الإسلامي.. أول ما قمنا به هو فرض انخراط في المساجد.. على كل مصلي أن يقدّم ملف الصلاة لإدارة المسجد التي تدرسه وتعطي رخص الصلاة و”بادج” لكل “زبون”.. وأمام كل مسجد وداخله “حرس حدودي” مسلحون لمراقبة كل مصلي.. الإمام عليه أن يؤدي تدريبا شبه عسكري خاص (الكاراتي، البونية، الركلة، العض، الصفعة). أول جمعة تجريبية لمراقبة فعالية هذا المخطط، صليتها في تونس.. فرحت بنجاح تجربتي: لم يحضر سوى 10 من المصلين للجمعة وأنا 11   والإمام 12، كلهم كانوا يحملون “بادج” المسجد هذا، ولم يُسمح لكل من يحمل “بادج” لغير هذا المسجد بالدخول، أما من لا يحمل “بادج”، فيقعد في بيت أمه خير له!

الآذان، عوّض بالصفارة.. تسمع الصفارة فتسرع إلى “الراصامبلوما”.. ومن يتأخر 5 دقائق، يُمنع، والصلاة بأوامر عسكرية: أسااااعد.. الله أكبر.. أستاارح.. السلام عليكم!

في مسجد غير بعيد، نفس الشيء: صفارة الصلاة انطلق في نفس الموعد من خلال الإذاعة المحلية.. كل مكبّرات الصوت تصفر في نفس الساعة “صفر”!

ثلاث  سنوات، وصرنا ولله الحمد لا نبي لا مسجدا ولا مصلى، بل صرنا نغلق كثيرا منها بسبب عدم “شعبيتها” وعدم الإقبال على الصلاة، وعرفنا أن مخطط علمنة المساجد، مخطط قد نجح بفضل الله.

وأفاجأ ذات صباح بأصوات آذان جماعية تصمّ الآذان؛ الشعب برمته خرج ليصلي الجمعة في الشوارع!

وأفيق على صفارة حكم مقابلة كنت أتابعها: واش جاء وقت الصلاة بعدا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    على هذه الانظمة الهجينة المستبدة الهمجية الغاء الركن الثاني للاسلام(الصلاة)والبقاء على الاركان الاربعة..وليكن شعارهم **بني الدين السلطوي الحكومي على اربع..الشهادتين..وجمع الزكوات..والصوم على من استطاع..والحج للقادرعليه** وينتهي الخوف السلطوي نهائيا من الصلاة والمصلون....وكل من اراد الصلاة فليذهب الى بيته..؟

  • نسرين الشاوي

    يبدو ان فكرة الصلاة بالبادج جيدة , لكن للأسف لا يمكن تطبيقها ....! الكاتب اقترحها للسخرية و لكن العاقل يعتقد بانها ما يلزم لايقاف التمدد الارهابي ...

  • رشيد - Rachid

    الأفكار تحارب بالأفكار وليس بالقوة.