-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الصهاينة يبحثون عن وهم نصر.. لن تمرّوا!

الصهاينة يبحثون عن وهم نصر.. لن تمرّوا!

بعد المناورة الدبلوماسية القويّة لحركة المقاومة الفلسطينية تجاه مماطلات العدو الصهيوني بوقف العدوان الظالم على غزة، لم تجد قيادة الكيان سوى محاولة إيهام نفسها بنصر مزعوم وبقوة مازالت قادرة على الحركة، من خلال بدء الهجوم على رفح واحتلال بوابته الرئيسة.
الجواب جاءها فوريا من كتائب المقاومة: لن تمرّوا! في إصرار غير مسبوق على المواجهة والصمود في وجه الاحتلال الغاشم، وفي تأكيد آخر أن المقاومة باقية ما بقي الاحتلال، وإن الوهم الصهيوني لن يتحقق مهما كانت الوسائل المستخدمة في ذلك.
يجد الكيان اليوم نفسه في موقف المهزوم على كافة الجبهات:
ـ عسكريا، لم تعد هيبته المزعومة تخيف أحدا، من الداخل الفلسطيني إلى جنوب لبنان إلى اليمن إلى العراق، الكل يقاوم بما لديه من إمكانات ولو بالسكاكين كما في الضفة الغربية، ولا أحد بقابل أن يتنازل عن حقه المشروع في الحرية والاستقلال وإنهاء ظلم دام عقودا من الزمن لم تنفع السياسة ولا التنازلات في إزالته، وما بقي سوى الكفاح المسلّح سبيلا لذلك وهو ما يجري اليوم…
ـ سياسيا، بات واضحا أن العالم كله اليوم إنما يهتف بحياة فلسطين، بما في ذلك الشعوب الغربية التي ظلَّلتها الدعاية الصهيونية لعقود من الزمن زاعمة أن فلسطين لا يوجد بها سوى اليهود وأقلية من العرب يعيشون في ظل دولة الكيان التي تدّعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، كل هذا تبخر اليوم ولم يعد يصدقه أحد، فلا الكيان ديمقراطية ولا هو يحترم حقوق الإنسان، بما في ذلك اليهود أنفسهم الذين تخلى عنهم في الأسر، بل وقتلهم من خلال القصف بطائراته وصواريخه.
كل هذا أصبح واضحا للعيان ولكافة شعوب العالم، وهو ما لم يحدث منذ احتلال فلسطين سنة 1948، وبلا شك، فإن الجيل الحالي الذي يتظاهر في الغرب رافعا شعار “فلسطين حرّة”، لن يكون أبدا كذلك الجيل الذي أوهم نفسه والعالم بدعاية كاذبة مفادها أن مسألة الفلسطينيين ليست أكثر من مسألة لاجئين يمكن التّكفل بحالاتهم من قبل المنظمات الدولية الإنسانية مثل “الأونروا” التي لم تسلم هي الأخرى من همجية الكيان الصهيوني في العدوان الأخير.
ـ إستراتيجيا، تأكّد العالم أجمع أن ميزان القوى العسكري وتحقيق السلام لا تتحكم فيه فقط الوسائل العسكرية المتطورة، إنما أيضا قوة الإرادة وعدالة القضية، ولعل من بين ما كشفته معركة “طوفان الأقصى” منذ السابع من أكتوبر، أنه لا وجود لشيء اسمه جيش لا يقهر أو قوة عسكرية غير قابلة للهزيمة كما كانت تروّج لذلك الدعاية الصهيونية، بالعكس تماما كشفت معركة “طوفان الأقصى” الفشل الكبير لما يعرف باستخبارات العدو التي تستخدم كافة تكنولوجيات الحماية، كما كشفت أنه إذا كان بالإمكان تدمير المباني وتسويتها بالأرض وقتل الأبرياء من المدنيين العزّل، فإنه لا يمكن تدمير إرادة شعب أو القضاء على مقاومة مسلَّحة امتلكت كل الخبرة في مواجهة عدوها المدجّج بالسلاح، وهي تنتصر عليه كل يوم.
ـ وأخيرا دبلوماسيا، كان للمناورة الأخيرة للمقاومة بقبول المقترح القطري ـ المصري لوقف القتال وتبادل الأسرى الأثر الكبير في زيادة تخبّط العدو الصهيوني في الداخل، وأربكت حلفاءه في الخارج، إذ بيّنت أن الصهاينة هم الذين يريدون الحرب ويرفضون إطلاق سراح أسراهم وليست المقاومة هي التي ترفض، وكانت هذه ضربة قوية ليس فقط لقادة العدوان وتكتيكاتهم، إنما لمعنويات عساكرهم ومواطنيهم التي باتت في الحضيض. كيف بالفاشل عسكريا في استعادة أسراه وتحطيم المقاومة كما يزعم، أن يرفض عرضا كهذا إن لم تكن الرعونة والنظرة الضيقة والتعطش لدماء المدنيين الأبرياء هي التي تحكم قراراته؟ ولعل هذا يعدّ أكبر إنجاز دبلوماسي وسياسي للمقاومة بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي المظفَّر، الذي أعلن بداية معركة “طوفان الأقصى”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!