الصّيادلة مطالبون بتصحيح الأخطاء المرتكبة في موجات كورونا السابقة

دعا متيوي نور الدين، رئيس مجلس أخلاقيات الصيدلة، المهنيين في القطاع إلى تصحيح الأخطاء المرتكبة في الموجات السابقة “لكوفيد19″، بالنظر إلى الوضعية الوبائية التي تعرف منحنى تصاعديا في الإصابات يؤكد دخول الجزائر في الموجة الرابعة التي تتزايد مخطارها في ظل المتحور الجديد “أوميكرون”.

وقال متيوي، في تصريح إلى “لشروق”، على هامش المؤتمر الذي نظّمه الفرع النظامي الجهوي للصيادلة لولاية الجزائر، تناول موضوع “مستقبل مهن الصيدلة: التحديات الجديدة” يفترض أن نأخذ العبرة مما سبق، وأن نحسن ممارساتنا المهنية في مختلف الأصناف، سواء صيدليات المدينة أم الصيادلة الاستشفائيين، أم حتى صيادلة المخابر، بما يصب في صالح المريض ويتماشى وأخلاقيات مهنة الصيدلة.

وانتقد متيوي التخزين الزائد لبعض المنتجات الصيدلانية المستعملة في البروتوكول الصحي لكوفيد19، على غرار ما وقع في الموجة 3 مع مضاد التخثر “لوفينوكس” و”فارينوكس”، من أجل عدم حرمان بقية المرضى من الاستفادة منه، حيث قام البعض بتخزين أزيد من 4 آلاف علبة، في وقت حرمت صيدليات أخرى عبر ولايات الوطن من هذا المنتج، وهو ما لا يضمن المساواة والعدل في العلاج لجميع الجزائريين، نتيجة هذا السلوك الاحتكاري.

وأثار المتحدث نقطة أخرى، تتمثل في الصرف العشوائي لبعض الفيتامينات والمكملات الغذائية، خاصة الفيتامين “س” بجرعات زائدة تسبب أمراضا أخرى وأعراضا جانبية تمسّ تعقيدات في الكبد والكلى والسكري.

وإلى ذلك، تحدّث متيوي عن الزنك، الذي لم يثبت فعاليته أثناء الكوفيد19، ورغم ذلك نجد أن العديد من الصيدليات تغالي في صرفه، وحذّر المختص أيضا من الاستهلاك الزائد للفيتامين “د”، مشيرا إلى أنّ الجزائر تتمتع بمناخ غني بالشمس، ويكفي التعرض لها لمدة 10 دقائق لأخذ الكمية الكافية. وهذه معطيات علمية دقيقة. وإن تطلب الأمر ذلك، فيكون بعد تحاليل دقيقة تثبت النقص الفعلي وليس بطريقة عشوائية.

أمّا الطامة الكبرى- يقول متيوي- فتكمن في المضادات الحيوية، التي تستهلك وتوصف وتصرف بطريقة لا تستند إلى أي معيار علمي. وهذا مشكل عالمي متزايد في بلادنا، من شأنه أن يحدث مقاومة لمضادات البكتيريا. وبالتالي، لا يستبعد تسجيل وباء، لا نستطيع مواجهته بكل هذه المضادات، التي لن تكون لها فعالية نتيجة المقاومة.

للعلم، فقد تناول المؤتمر الذي شارك فيه أزيد من 500 مشارك وضيف في مختلف فئات مهن الصيدلة مواضيع مختلفة، منها تحديث وتطوير خدمات صيدلية المستشفيات وقانون الصحة الجديد المتعلق بالبيولوجيا الطبية والقرارات التنفيذية ذات الصلة، وكذا تطوّر تنظيم صناعة الأدوية لدعم التغيرات والنمو في هذا القطاع والآثار المترتبة على إنشاء أوّل كلية للصيدلة في الجزائر العاصمة، وأخيرا صيادلة المستوصف والمهن الجديدة.