-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الطاقات المتجددة

مارتن روبر
  • 2505
  • 3
الطاقات المتجددة

أود أن أحدثكم، هذا الأسبوع، حول مجال عمل مهم جدا ومتنام بين المملكة المتحدة والجزائر، وهو التعاون في قطاع الطاقة، إذ تعود علاقتنا في مجال المحروقات إلى عقود عدة. وتظل شركة بريتيش بتروليوم أكبر مستثمر في الجزائر. كما أن العديد من أهم شركات النفط البريطانية الأخرى حاضرة في السوق الجزائرية مثل شل وبتروفاك. لكن نطاق علاقاتنا اليوم صار أوسع بكثير، لا سيما في مجال الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الطاقة المتجددة الذي تعتبر كلا حكومتينا أنه يساهم بشكل كبير جدا في ضمان مصدر طاقة مستدامة للمستقبل.

إن المملكة المتحدة ملزمة قانونا بتوفير 15٪ من الطلب على الطاقة في المملكة المتحدة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020. ولتحقيق ذلك، تعمل الحكومة البريطانية وقطاع الطاقة بشكل وثيق من أجل إيجاد الحلول. يتمثل هدفنا الأسمى في زيادة كمية الطاقة التي تحصل عليها المملكة المتحدة من التكنولوجيات المنخفضة الكربون والحد من الانبعاثات. إذ سيسمح لنا ذلك بالتأكد من توفر المملكة المتحدة على مصدر مستقر للطاقة والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتحفيز الاستثمار بخلق فرص عمل ومؤسسات جديدة.

الحكومة الجزائرية هي الأخرى لا تحتاج إلى إقناع بمدى أهمية الطاقة المتجددة إذ أنها تدرك تماما أنه على الرغم من الموارد الطبيعية السخية في الجزائر، فإن النهج الاستراتيجي هو ذلك الذي يشمل جميع أشكال الطاقة والمحروقات و”الأشكال الجديدة” مثل غاز الشيست، ومصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح وأمواج المحيط. ونحن نقدر برنامج الجزائر لتطوير الطاقة المتجددة، حيث إنها تخطط لاستثمار طموح يقدر بـ 60 مليار دولار أمريكي لضمان توليد 40٪ من الكهرباء التي تحتاجها السوق المحلية في الجزائر من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. إنه قرار حكيم لأنه لن يضمن استمرارية الإمداد فحسب، بل سوف يولد قطعة صناعة جديد مع وظائف جديدة وأشكال جديدة لخلق الثروة. نحن ندرك ذلك من خلال تجربتنا، ففي السنة الماضية، قدرت قيمة الاقتصاد الأخضر في المملكة المتحدة بـ 122.2 مليار جنيه استرليني وقام بدعم حوالي 940000 منصب شغل وهي أسباب اقتصادية مقنعة، إذا كنا بحاجة إليها، لتعزيز الطاقة المتجددة.

وقد شهد تعاوننا الثنائي في هذا المجال نموا حقيقيا، حيث وقعت المملكة المتحدة والحكومة الجزائرية سنة 2010 اتفاقا يدعى خارطة طريق الطاقة والذي يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المنخفضة الكربون وكفاءة الطاقة والصحة والسلامة والحصول على الطاقة. وقد سررت بداية هذه السنة بحضور أول مؤتمر بريطاني جزائري حول الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، المؤتمر الذي افتتحه كل من وزير البيئة عمارة بن يونس والوزير البريطاني أليستير بيرت.

سيكون اللورد ريزبي، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء من أجل الشراكة الاقتصادية في الجزائر الأسبوع المقبل من أجل تحفيز هذا العمل والمضي به قدما إلى جانب نظيره السيد يوسف يوسفي وزير الطاقة. كما أنه سيجلب معه وفدا تجاريا من شركات تكنولوجيا الطاقة المتجددة التي تسعى إلى استكشاف فرص العمل بالشراكة مع المؤسسات والشركات الجزائرية.

 

إن هذا المجال مثال ممتاز يبين لنا كيف يمكن للتعاون الثنائي أن يحقق فوائد متبادلة. حيث تملك الجزائر طلبا تدفعه سوق محلية متنامية وتزايد في عدد سكان. وتواجه المملكة المتحدة الكثير من التحديات المماثلة وتملك التكنولوجيا المتطورة التي يمكن التصدي بها لتلك التحديات، لذا فإن الاستثمار في هذه التكنولوجيات سيضع الجزائر في مكان الريادة خلال ثورة الطاقة المستدامة القادمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • najib

    لا للتصدير الطاقة

  • Mouad

    نعم هناك كفائات وطنية و مواهب دكية جدا داخل الوطن الكبير _ ينقص فقط معاهد للتكوين باعلى مستوى و مصانع مشتركة British-Algerian للطاقة المستدامة و تصديرها الى العالم من موقع لوجستي مهم بالميديتيراني و العالم .

  • najib

    نريد من سيادة رئيس وزراء بريطانيا ان يضع في الحسبان التكوين الجدي للاطارات وشكرا