-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تهور ينتهي بكوارث منزلية

الطنجرة على النار ولالّة خارج الدار

ليلى حفيظ
  • 1133
  • 0
الطنجرة على النار ولالّة خارج الدار

يُقال من باب الدعابة: إنك إذا تزوجت امرأة عاملة فسوف”تكونجلي لك حياتك”، في إشارة إلى قيامها بتجميد مختلف مكونات وأنواع الأطعمة وبالأخص في رمضان. ولكن ذلك في اعتقادي أفضل وأرحم من قيامها بتفجير حياتك، بالنظر إلى السلوك الخطير الذي باتت تنتهجه الكثير من النساء العاملات، اللواتي صرن يُدوزنّ الطبخة في طنجرة الضغط ثم يضعنها على نار هادئة، ويذهبن إلى العمل. وبعد عودة الواحدة منهن، تجد الطعام قد جهز في الوقت الذي قامت بتقديره بدقة متناهية. ولكن الأمر لا يخلو من بعض الحوادث والكوارث المنزلية، جراء سوء التقدير أحيانا، أو لحصول عارض أو طارئ ما، لم يكن لا على الخاطر ولا على البال.

الضرورات تُبيح المحظورات

طنجرة الضغط اختراع رهيب سهّل حياة الكثير من النساء، بجعلهن يختصرن الوقت في إعداد أعقد الأكلات والأطباق. وبالأخص في شهر رمضان المعظم. ولكننا كالعادة غالبا ما نخالف تعليمات الاستعمال الآمن لمعظم التجهيزات المنزلية، فنعرّض حياتنا وحياة المحيطين بنا للخطر، مثلما تفعله الكثير من ربات البيوت، كخالتي زهرة، 68 سنة، أرملة وحيدة، تقوم غالبا بوضع طنجرة الضغط على النار ثم تغادر الدار للتسوق، أو لإجراء لفّة أو دورة من جار إلى جار لجمع آخر الأخبار. وحينما تسألها إن كانت لا تخشى شرّ الحوادث واحتمالات الانفجار، تُجيبك بابتسامة الواثق من تقديراته، بأن كل الأمور محسوبة ولا خوف عليها من الأخطار.

ونفس الأمر، بالنسبة إلى نادية، 26 سنة، معلمة بمتوسطة قريبة من منزلها، إلى الدرجة التي تجعلها تتجرّأ على وضع طنجرة الضغط على النار، وتذهب للتدريس لسويعة من الزمن، وعندما تعود تجد الأكل ناضجا، ما يُكسبها وقتا ثمينا، وبالأخص في شهر رمضان. وعمّا إذا كانت لا تخشى أن يحدث طارئ ما قد يؤدي إلى انفجار طنجرة الضغط في غيابها أو بعد حضورها أو حضور أحد أفراد عائلتها، فإنها لا تُخفي مخاوفها، خاصة كما تقول: “صُعقت ذات مرة بحجم الحروق البليغة التي تعرضت لها إحدى قريباتي، بعدما وضعت طنجرة الضغط على النار، وذهبت لتُدردش قليلا مع سلفتها، التي تقطن في الطابق الأعلى لمنزلهم العائلي، لتنفجر في وجهها، بعد أن تذكرتها وأسرعت لوضعها عن الموقد. ولكنني أضطر أحيانا إلى فعل ما أفعل، وبالأخص، في رمضان.. فالمُضطر يركب الصعب، كما يُقال، وللضرورة أحكام أحيانا.”

وذات السلوك المتهور، كانت تفعله فوزية، قبل أن تذهب للعمل كمنظفة لعيادة إحدى الطبيبات، لتفاجأ ذات مرة بجيرانها يتصلون بها ليعلموها بأن انفجارا مهولا سُمع دويه من بيتها القصديري، الذي كاد يتحول إلى رماد جراء انفجار طنجرة الضغط التي تركتها على النار. ومن يومها، تابت عما كانت تفعله، وحمدت الله، الذي أنجى أولادها من الحادث.

إرشادات للاستعمال الآمن لطنجرة الضغط

يُحذر المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، النقيب بن أمزال زهير، من مثل هذا السلوك المتهور، الذي ترتكبه الكثير من ربات البيوت، وخاصة العاملات منهن، وبالأخص في رمضان. فالمطبخ بحسبه: “هو من أكثر الأماكن في المنزل التي نشهد فيها حوادث منزلية. ففي العام الفارط فقط، سجلت الحماية المدنية 10 تدخلات في هذا الشأن، أسفرت عن 13 جريحا، منهم 2 في البويرة، 4 في البيض، 2 في وهران، 3 في تيسمسيلت، وجريحان في سوق أهراس.. لهذا، وجب أخذ الاحتياط والحذر في التعامل مع التجهيزات المطبخية، وخاصة طنجرة الضغط، التي يُفترض أن تكون طوال مدة الطهي تحت مراقبة ربة البيت، وبالأخص في رمضان، حين ينقص التركيز، بسبب الجوع والتعب. هذا، إضافة إلى ضرورة التقيد بمجموعة من احتياطات الأمان، المتعلقة باستعمالها واقتنائها، المتمثلة في:

-اختيار طنجرة ضغط ذات نوعية جيدة ومن علامة مضمونة.

– من الضروري ملؤها بالكمية المناسبة من السوائل وفقا للتعليمات.

-عدم تجاوز كمية الطعام الموضوعة بداخلها حتى لا يخرج من فتحة الصمام ويسدها.

– التأكد من ملحقاتها وصيانتها بين الفينة والأخرى. والتخلص من القديمة جدا منعا للحوادث والانفجارات.

– عدم تركها على النار والخروج من المنزل مخافة انفجارها بعد نسيانها.

-التأكد من غلقها جيدا، والحرص الشديد عند فتحها، الذي يُفضل أن يكون بعد إطفاء النار بـ 15دقيقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!