-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الطيارة الصفراء.. بين خيال السينما وواقع الثورة

فاروق كداش
  • 1014
  • 1
الطيارة الصفراء.. بين خيال السينما وواقع الثورة

الطيارة الصفراء، ملحمة ثورية لا تضاهيها سوى ملايين الحكايا لتضحيات شهداء وشهيدات الواجب، هي قصة خنساء جزائرية ترثي أخا سقط شهيدا وجلاده ليس إلا طائرة العدو الصفراء التي صارت رمزا لدموية الاستدمار الفرنسي. الشروق العربي، تحيي الملحمة تزامنا مع عرض فيلم بنفس العنوان يؤرخ بالصوت والصورة لقطعة من ذاكرة الوطن.

الرؤيا السينمائية لقصة بطلتها امرأة ألهمتها الأزمة قول الشعر أو ما يعرف بالقول، وهو شعر نسوي محض، واكب الثورة من بداياتها، لا بد من أن تكون بعيون امرأة أخرى هي مخرجة العمل هاجر سباطة.. وفي إطار الفيلم القصير، لخصت معاناة جميلة التي تقمصت دورها سهيلة معلم، شخصية كاريزمانية تصر على الثأر لأخيها الذي استشهد تحت قصف الطيارة الصفراء. ويتقمص القدير سيد أحمد أقومي دور والد جميلة الذي فقد ابنه وفقد برحليه طعم الحياة، وعزاؤه الوحيد، أنه سقط شهيدا فداء للوطن الذي من أجله يصغر الموت ويهون المصاب. وحول هاتين الشخصيتين الرئيسيتين تحوم شخصيات ثانوية أضفت بعدا إنسانيا للحبكة.

في 40 دقيقة، نرصد رحلة جميلة للكشف عن الحقيقة، حقيقة اغتيال أخيها مصطفى من طرف الجيش الفرنسي. وجميلة اسم لم يكن عشوائيا بل له رمزية يدركها كل الجزائريين، كيف لا وهي اسم أيقونة الثورة الجزائرية جميلة بوحيرد. بارتباك بريء وعيون سئمت البكاء تعيش البطلة صراعا بين حزنها على أخيها وتعاطفها مع والدها المتهم في عملية تصفية ابنه، لأنه كان يريده أن يخلفه في صفوف الشرطة الاستعمارية.

رحلة الانتقام الذي تخوضها جميلة ستقودها لانتقام أكبر هو الانتقام للوطن الجريح، وأمام الوطن تنحني المنايا وتصغر المصائب، وتأخذ القصة منعطفا دراميا حين تقرر هذه الأخيرة أن تنضم إلى صفوف الثورة. هذا العمل الثوري يكرم المرأة المناضلة ويضعها في إطارها الحقيقي إطار المساواة في الوطن.

حين تلتقي الخنساء بجميلة

الطيارة الصفراء التي ترمز في الفيلم للاستعمار، هي في الواقع قصة واقعية، وإن اختلفت في تفاصيلها عن السيناريو المقتبس منها، خلدتها أغنية ثورية من التراث الشعبي كتبتها وأنشدتها امرأة كفيفة من سكان منطقة برج الغدير، في ولاية برج بوعريريج، اسمها عائشة لعبايدية، وترثي فيها أخاها إبراهيم بكلمات تدمي الصخر، فلخنساء صخرها ولعائشة إبراهيمها. إبراهيم الشاب الذي لم يتوان ثانية واحدة في الانخراط في الثورة التحريرية المجيدة عام 1956، وسقط شهيدا في 1959 تحت قصف الطيارة الصفراء المعروفة آنذلك باسم تي سيس… وحين بلغ نبأ سقوطه مسامع عائشة رثته بكلمات تقول:

“الطيارة الصفراء، حبسي ما تضربيش، عندي راس خوي لميمة ما تضنيش، الله الله ربي رحيم الشهداء، اسي يا اسي يمااسي ما تبكيش، نسعى راس خويا الميمة ماتظنيش والميمة ماتظنيش”.

نطلع للجبل نموت نموت.

وما نرنديش نموت وما نرنديش

الله الله ربي رحيم الشهداء رحيم الشهداء

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سطايفي إبن الجزائر الأبية

    هذه الطائرة هي من قتلت جدي و من كانوا كلهم في مطحنة ( الرحى) في تاشودة التابعة للعلمة ولاية سطيف ..رحم الله شهداء الجزائر و غزة و سائر بلاد المسلمين