-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الطيب أردوغان نموذجا لمحمد مرسي

عابد شارف
  • 5332
  • 13
الطيب أردوغان نموذجا لمحمد مرسي

بعد فوز السيد محمد مرسي في الانتخابات الرئيسية في مصر، يبقى الإخوان يبحثون عن مشروع ونموذج. ولهم الخيار بين النموذج السعودي والإيراني والطالباني والمشروع التركي اللائكي…

فاز محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية في مصر، لكنه لم يصبح رئيسا بعد، بل إنه لا يعرف أي رئيس سيكون. ويبقى زعيم الإخوان المسلمين ينتظر ما سيقرر المجلس العسكري الأعلى ليتولى منصبه الجديد، ثم ليحاول ممارسة صلاحيات لم يتم تحديدها لحد الساعة، مما يفتح الباب أمام كل المفاوضات من أجل تنظيم مستقبل مصر بين ثلاثة أطراف كبرى: الإخوان المسلمين من جهة، الجيش والبيروقراطية من جهة أخرى، والكتلة السياسية التي تعتبر أن هذه الأطراف لا تمثلها من جهة ثالثة.

وتتحول بذلك رئاسة السيد محمد مرسي إلى سباق يجب عليه أن يتخطى خلاله سلسلة من العقبات. ولا بد عليه في بداية المطاف أن يفرض سلطته على الجيش، وهي أول وأصعب مرحلة. ورغم فوزه في الانتخابات وشهادة العالم كله أنه الرئيس الشرعي لمصر، إلا أنه من الصعب لهذا البلد أن يتخلص من تقاليد طويلة كانت السلطة تعود فيها للجيش، الذي يعطي وكالة للبيروقراطية لتقوم بتسيير شؤون البلاد.

ومهما كانت إرادة السيد محمد مرسي، فإنه يواجه هذا الواقع، ولا يمكن أن يتجاهله، وهو يعرف أن القضية لم تحسم بعد. وأحسن دليل على ذلك أن المجلس الأعلى الذي يرأسه المشير طنطاوي لم يصادق لحد الساعة على دستور البلاد، مما يؤكد أنه يحتفظ لنفسه بحرية الاختيار: إذا توصل الجيش إلى اتفاق مع محمد مرسي، فإن أكثر الصلاحيات في الدستور الجديد ستعطى لرئيس الجمهورية. لكن إذا لم يتم اتفاق مع السيد مرسي، فإن الصلاحيات الكبرى في تسيير شؤون البلاد ستكون بيد البرلمان أو في هيئة أخرى يمكن للجيش أن يتحكم فيها.

وقد قرر المجلس العسكري حل البرلمان الذي تم انتخابه بداية السنة، والذي سيطر عليه الإسلاميون من إخوان وسلفيين. وبهذا القرار، أكد الجيش المصري أنه مستعد لاتخاذ كل القرارات والإجراءات لضمان الحفاظ على مصالح الكتلة العسكرية والأمنية التي تشكل العمود الفقري للدولة المصرية. ومن الواضح أن النظام المصري سيعمل من أجل التحكم في البرلمان القادم ليواجه به الرئيس مرسي.

ومن جهة أخرى، سيدخل الرئيس الجديد باب السلطة ليكتشف وضعا يختلف عما كان يظن. ولا يكفي لأي رئيس في مصر أن يتبنى خطابا دينيا ويعطي وعودا بانتشار القميص والحجاب ومنع الخمر والتبرج والعلاقات الجنسية خارج الزواج، لا يكفيه ذلك لبناء دولة وصنع حضارة وإقامة اقتصاد ونشر العدل في البلاد. وستكون من مسؤولية الرئيس الجديد المحافظة على وحدة البلاد وتماسكها، ولا يتم ذلك إلا باحترام حقوق المعارضين ومن لا يقاسمونه أفكاره.

وتوجد في مصر فئات قوية من أقباط ولائكيين وليبراليين يرفضون فكر الإخوان المسلمين، ولا يمكن للرئيس الجديد أن يتجاهلهم أو أن يستغني عنهم. وإلى جانب هؤلاء، فإن العالم المعاصر فرض بعض المعطيات الجديدة مثل الحريات وحقوق الإنسان وقوة الشارع وكسر القيود التي كانت تشل فكر المواطن وسلوكه. ولا بد للرئيس الجديد أن يتعامل معها، خاصة أنه وصل إلى السلطة بعد انتفاضة شعبية هزت الشارع المصري ولم يكن للإخوان المسلمين الدور الأساسي في قيامها رغم أنهم كانوا أول مستفيد منها.

وإذا استطاع السيد مرسي أن يتخطى كل هذه العقبات، سيجد نفسه أمام القرار الأساسي الذي سيتخذه: أي مشروع سياسي سيختار؟ ما هو هذا المشروع الذي يتكلم عنه الإسلاميون منذ نصف قرن؟ هل هو المشروع السعودي أم الإيراني أم القطري أم التركي؟ ومن الواضح أن السيد مرسي لا ينطلق من العدم، وهو دون شك سيقترب من المشروع التركي وسيأخذ الطيب أردوغان نموذجا، خاصة أن تركيا هي أشبه البلدان بمصر سواء من ناحية التاريخ أو من الجانب الديمغرافي.

وإذا وقع هذا الخيار، فإن السيد مرسي سيكون أول رئيس إسلامي يصل إلى الحكم بطريقة ديمقراطية ليختار مشروعا لائكيا… ومهما يقل هذا الطرف أو ذاك، فإن النظام التركي ورغم وصول الإسلاميين إلى السلطة، فإنه يبقى نظاما لائكيا في أساسه، وتبقى طريقة الحكم فيه أقرب مما هو موجود في أوروبا، وأن الحاكم في تركيا ليس رجل دين ولا يؤم الناس

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • بدون اسم

    بعد ان عزكم عن تحليل الوضع الجزائري انتقلتم الي الحال المصري
    و الله انه لشيءا عجبا

  • اسماعيل

    أأستقال الرئيس الامريكي عند فاز من الحزب الديمقراطي يااخي اتركوهم تكتمل تجربتهم ثم احكموا عليهم و ارجوا منكم النقد البناء لان عمر بن الخطاب قال " رحم الله عبدا اهدى لي عيوبي"

  • rayane karimi

    الم تعلم ايها الكاتب ان اردوغان نموذجه اوربا وسوف يعمل المستحيل من اجل الانظمام اليه حتى تبديل المساجد بكنائس لان الاوروبين يقولون ان تركيا بلد مسلم وفيه اكثرية مسلمة فسوف يعمل اردوغان من اجل تركيا مسيحية .

    كان يقول لبشار الاسد اخي وهاهو اليوم يقتل اخاه والعياذ بالله اهذا هو النموذج الصحيح **سياتي يوم ويذهب هو ونموذجه الى مزبلة التاريخ**

  • عبد القادر

    السلام عليك استاذي المحترم ، اود ان اقول ان العالم الاسلامي قد استبشر خيرا بالربيع العربي الذي عم كثيرا من البلاد وطهرها من الظالمين والفاسدين ولعل اكبر تتويج هو وصول الرئيس الاخواني محمد مرسي الى سدة الحكم في مصر ، ليتوج بذلك مجهود ثمان عقود من العمل الجاد والمضني في حقل الدعوة والممارسة السياسية ، وواجب المسلمين اليوم على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم ان يدعموه ويدعموا مشروعه ولو بالنقد البناء والنصح والارشاد ، بدل هذه النظرة السوداوية التي المسها لدى كثير من الكتاب والسياسيين خاصة الجزائريين

  • بدون اسم

    بوركتم اخويا الاخ 4 - الصافي ـ والاخ (dz) 5 - el jazairi salam ـ (المانيا)
    اؤيد ماتفضلتم به
    رب يثبتنا على القرآن والسنة النبوية الشريفة

  • الحكيم

    أظن ان الكاتب لم يفهم او لم يتابع خطاب مرسي في ميدان التحرير، كان واضحا عندما أشار الى النموذج التركي و أنا أشاطر رأي el jazairi salam ، أرجو من الكاتب العودة الى خطاب مرسي.

  • فارس بلا جواد

    المشروع القطرى ؟؟؟؟ هى قطر كمان بقى عندها مشروع عالمى !!!!

  • زهرة

    لماذا لا يصبح مرسي نموذج جديد يضاف لنماذجك التي ذكرتها و التي لم تذكرها، لما هذا التشاؤم من الرجل وهو لم يؤد اليمين بعد
    اتركوه يعمل، أتركوه يمر ثمّ أحكموا عليه
    لله في خله شؤون

  • el jazairi salam

    يبدو ان بضاعة الكاتب المحترم من الاسلام هي نفس بضاعة المستشرقين و ما تنشره اقلام الصحافة الغربية عن الاسلام من خيالات و مخاوف. اني اناقشهم باستمرار و اكتشف كل مرة حجم الجهل والتعالي و العداء انهم لا يلامون لانه خبزهم اليومي لكن ان يكون هذا الجهل والتعالي من صحفي مسلم فهذا مؤشر قوي ان التغريب هو منهج الزمر الحاكمة منذ خروج الاستعمار فقد خرج هو و بقي اولياؤه وبقيت معهم القابلية للاستعمار ... لا اقرا اي مقال في الغرب ينتقص من الاسلام او اهله الا وقرات صداه في صحافتنا... يا للعجب ?!!! شيئ محير ?

  • الصافي

    مزيد من التقسيم و التقزيم إسلام أخواني اسلام وهابي اسلام فرنسي اسلام لائكي .. و ربما غدا نسمع باسلام مسيحي أو يهودي..إتقوا الله في الدين الحق إنما هو إسلام واحد بمبادئه و أركانه و عقيدته التوحيد أما ما عدا ّذلك فكله اجتهاد مادام في إطار مبادئ و كليات هذا الدين فللمجتهد المصيب أجران و للمخطئ أجر و المؤجر هو الله و الساعي للأجر هو كل موحد مسلم .. فلا تحاربوا دين الله عن جهل و أنتم لا تعلمون .

  • وليد

    انا لا ارى هل المطلوب ان تكون دوله اسلاميه

    ام تكون دولة عدل وحريه ومساواه

    هل الاسلام ليس به عدل وحريه ومساواه
    هل تركيا ليست دولة عدل وحريه ومساواه

    هل مطلوب رئيس يؤم الناس
    فان كان ذاك فنحن نعيش فى عصر غير العصر

    وللمعلومه
    مرسى يؤم الناس ولكن بصفه شخصيه وليس امام
    فسننتقده لانه موظف لدينا بصفة رئيس الجمهوريه
    ليس فرعونا ولا زعيما

    انتهى هذا الزمن العفن

  • bey

    تكلموا على الجزائر فقط واش داك إلى تركيا خي دساارة خي

  • شلفاوي

    مامعنى حكم اسلامي لائكي ؟ والله مافهمتها . وهل اردوغان يحكم بالاسلام . واذا كان كذالك فما نوع هذا الاسلام الجديد ؟ اليست تركيا عضو في الناتو ؟ اليس طائراتها تشارك في قصف الافغان والاكراد ؟ اليست هي من يمول العرب بمسلسلات الفسق والعشق الحرام ؟ .كفانا متاجرة بالدين ارجوكم