-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الظّلم مرتعه وخيم

سلطان بركاني
  • 3535
  • 19
الظّلم مرتعه وخيم

تتوالى الأحداث في السّنوات الأخيرة، وتتعاقب تعاقبا عجيبا، طاشت معه عقول كثير ممّن طغت عليهم النّظرة الماديّة، وظنّوا أنّ العالم يتّجه نحو فوضًى لا نهاية لها، وحروب لا تخمد نارها، ومنهم من ظنّ أنّ أحداث العالم تسير وفق ما تخطّط له القوى الكبرى، ونسوا أنّ الله تبارك وتعالى يغرس في هذه الأمّة غرسا يستخدمهم في طاعته ونصرة دينه، ويبطل على أيديهم كيد الكائدين ومكر الماكرين، ((وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ)) النّمل.

أين عادٌ وثمود ((الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد))؟ ((فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد)) . أين فرعونُ الذي قال: ((أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى))؟ ((فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالْأُولَى)). أين قارون الذي ملك ((مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّة))؟ ((فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِين)). أين النّمرود الذي ادّعى الرّبوبية وقال: أنا أحيي وأميت، واستعبد قومه وجعلهم يقبّلون نعليه؟ أرسل الله جنديا من أضعف جنوده ليذلّه ويرغم أنفه؛ بعث الله بعوضة فدخلت من منخره واستقرّت في رأسه، وكانت لا تهدأ حتى يضرب بالنّعال على رأسه. وسبحان الله، كان يأمر النّاس بتقبيل نعليه، ثمّ صار يأمرهم أن يضربوه بالنّعال على رأسه، وظلّ على هذه الحال حتى هلك بسبب كثرة الضّرب على رأسه.

أين أبو جهل الذي تفنّن في تعذيب عباد الله المسلمين، وحارب رسول ربّ العالمين؟

كانت نهايته أن وُطئ رأسه بأقدام عباد الله المؤمنين. أين يزيد بن معاوية الذي استباح مدينة رسول الله، وقتل الحسين سبط رسول الله، وعبد الله بن الزّبير صاحب رسول الله؟ أين الحجّاج بن يوسف الثّقفيّ الذي طغى وبغى وأسال من دماء المسلمين ما أسال، وسجن منهم من سجن؟

كان ممّن سجن رجلٌ حبسه ظلما فكتب إليه رقعة جاء فيها: “قد مضى من بؤسنا أيام، ومن نعيمك أيام، والموعد القيامة، والسّجن جهنّم، والحاكم لا يحتاج إلى بيّنة”.. قتل الحجّاج من العلماء من قتل، حتّى إذا جاء ذلك اليوم الذي أراد فيه قتل الإمام سعيد بن جبير أحد أئمّة التّابعين عليه رحمة الله، دعاه وهدّده وتوعّده فما ازداد إلاّ ثباتا على إنكاره لما فعله الحجّاج بالمسلمين، فما كان من الحجّاج إلاّ أن أمر بقتله، فطلب إليه أن يمهله حتى يصلّي ركعتين فأمهله، فصلّى ثمّ دعا الله قائلا: “اللهمّ لا تسلّطه على أحد بعدي”، فما لبث الحجّاج بعد قتله إلاّ خمس عشرة ليلة ومات، وكان في تلك اللّيالي التي عاشها بعده يفزع في كلّ لحظة وينادي: “مالي ولسعيد بن جبير؟ كلّما أردت أن أنام أخذ برجلي”، امتلأت أيامه ولياليه هلعا ورعبا كما ملأ حياة المسلمين خوفا وذعرا، ومات وهو يتلمّظ ويتلوّى.

في زمنٍ غير بعيد عن زمن الحجّاج؛ في زمنِ المأمون العبّاسيّ الذي امتحن المسلمين على القول بخلق القرآن، ثبت الإمام أحمد بن حنبل عليه رحمة الله ثبات الجبال الرّاسيات، فسجن وعذّب وجلد حتى انخلعت كتفه، وكان ممّن سعى في محنته وألّب عليه المأمونَ العبّاسيّ أحدُ العلماء الذين كانوا يقتاتون بعلمهم على موائد الأمراء، وكان يُدعى ابنَ أبي دؤاد؛ حاول هذا الرّجل إهانة الإمام أحمد، ووشى به إلى السّلطان، فما كان من الإمام أحمد إلا أن رفع يديه إلى من ينصر المظلوم وقال: “اللهمّ إنه ظلمني ومالي من ناصرٍ إلا أنت، اللهم أحبسهُ في جلده وعذِّبه”.. فما ماتَ هذا الرّجل حتى أصابه الفالج، فيبس نصف جسده وبقي النّصف الآخر حيّا. دخلوا عليه في أواخر أيامه وهو يخورُ كما يخور الثور ويقول: “أصابتني دعوةُ الإمامِ أحمد، مالي وللإمامِ أحمد، مالي وللإمامِ أحمد”. ثم يقول: “واللهِ لو وقعَ ذبابٌ على نصفِ جسدي لكأنّ جبال الدنيا وضعت عليه، أمّا النصف الآخر فلو قرّضَ بالمقاريض ما أحسستُ به”.. ((وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)).

دركات الظّلم

الظلم وإن كان كله ظلمات إلاّ أنّه دركات بعضها فوق بعض وأعظمه ما كان في حقّ الله العزيز الحميد ذي البطش الشّديد الفعّال لما يريد.. الذي يخلق عبده من شيء مهين حقير مستقذر ويحفظه في سمعه وبصره وفي سائر بدنه ويرزقه من حيث لا يحتسب، ثمّ إذا به في لحظة من اللّحظات ينسى نعمة الله عليه فإذا هو خصيم مبين لربّه يحادّه ويعلن التمرّد على دينه والمحادّة لشرعه، أو يجعل لله ندا من إمام أو وليّ أو صالح يدعوه ويرجوه مع الله أو من دون الله، أو يجعل لله ندا يخافه ويخشاه { كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَة }.. أو يبارز الله بالكبائر والمعاصي والذّنوب ويتباهى بها أمام النّاس، أو يستنكف عن فرائض الله ويتهاون في حقّ الله؛ فيخالف وجهة هذا الكون الفسيح المتّجه بكلّ ما فيه إلى خالقه } وإن من شيء إلاّ يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم { } ويسبّح الرّعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال {.. يصبح هذا العبد خصيما لربّه فيمهله ويؤخّره حتّى إذا بلغ في طغيانه مداه جاءه الوعد الحقّ فإذا هو خبر من الأخبار.

ومن أشنع أنواع الظّلم، ظلم الحاكم لرعيته، واستئثاره بالأموال دونها، ومحاباته لأقاربه وخلانه وجنده وحاشيته، وتمكينهم من الأموال والدّماء والأعراض يعبثون بها ويعربدون في شرق الأرض وغربها، يشيعون الفواحش ويذلّلون سبل المنكرات، ويضيّقون طرق الطّاعات والقربات، فيملي لهم حتى إذا طغوا وبغوا ونسوا الموت والحساب وأسكرتهم الغفلة، أتاهم الله من حيث لا يحتسبون، وجعلهم آية لمن يتّعظ وعبرة لمن يعتبر.

ومن أشنع أنواع الظّلم التي بليت بها أمّة الإسلام في هذا الزّمان، ظلم الوالدين وعقوقهما، حتى أصبح لا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين- إلا ما رحم الله- من أب يتأوّه ويشكو حاله إلى الله، أو أمّ تذرف الدّموع وترفع أكفّ الضّراعة إلى الله، تشكو ظلم زوجة ابنها ولربّما ظلمَ ابنها أيضا. وهذا الظّلم قد تعهّد المنتقم سبحانه أن يعجّل لصاحبه العقوبة في الدّنيا مع ما ينتظره في الآخرة؛ كم من عاقّ أسبل دمعات والديه، فأسكب الله ماء الحياء من وجهه وختم على قلبه ثمّ سلّط عليه من أذلّه وأهانه من ذريته أو من أقرب وأحبّ النّاس إلى قلبه والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربّك أحدا.

ومن أنواع الظّلم أيضا، ظلم بعض الآباء لأبنائهم، وغفلتهم عن تربيتهم وعن تلمّس همومهم ومشاكلهم، حتى أصبحنا نسمع بآباء يطردون أبناءهم إلى الشّوارع لأنّهم لم يوفّقوا في إيجاد عمل يسترزقون منه.

وظلم الجيران وما أدراك ما ظلم الجيران، هذا الدّاء الدويّ الذي استهان به كثير من المسلمين في هذا الزّمان، حتى سرت القطيعة بين الجار وجاره لأجل حطام زائل من دنيا الهوان، لأجل متر أو مترين من الأرض، أو لأجل خصام عابر بين الأبناء، أو لأجل خلاف تافه بين الزّوجات. في الأثر أن الله عزّ وجل يقول يوم القيامة: (وعزتي وجلاليِ لا تنصرفون اليوم ولأحدٍ عندَ أحدٍ مظلمةٌ، وعزتي وجلاليِ لا يجاور هذا الجسرَ اليومَ ظالم).

فإياي وإياك أخي المؤمن والظّلم، فإنّ الله جلّ وعلا حرّمه على نفسه وجعله بين عباده محرّما، وأهلك بسببه أمما بأسرها، ((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً)).

إذا أردنا أن يغيّر الله واقعنا وأن يرفع عنّا المظالم، فلنغيّر ما بأنفسنا أولا، ولنرفع المظالم عن بعضنا البعض ثانيا، ولنتذكّر دائما قول الله جلّ في علاه: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • بدون اسم

    أصل هذا الكلام هو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو مخرج في الصحيحة للألباني (رقم 1927 ) وهذا لفظه من الصحيحة:" الظلم ثلاثة، فظلم لا يتركه الله وظلم يغفر وظلم لا يغفر، فأما الظلم الذي لا يغفر، فالشرك لا يغفره الله، وأما الظلم الذي يغفر، فظلم العبد فيما بينه وبين ربه، وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد، فيقتص الله بعضهم من بعض
    ليس علي رضي الله عنه

  • Mrjolaine

    ما قلته عين الحق وأنا أفهم الآية التي ذكر بها الضرب جيدا ولا أجرؤ أبدا أن أكون ضد ما شرعه خالقي ومولاي ومالكي لكن تصرفات الحمقى هم من يخرجونها عن سياقها كحل محدود بظروف معينة. فالحلم يلين الصخر والعنف يكسر ولا يقوم ، فقد وصف ربنا عز وجل سيدنا إبراهيم بالحلم " إن إبراهيم لحليم أواه منيب " وهو الذي اجتمعت فيه صفات أمة بأكملها " إن إبراهيم كان أمة " فانظر الى حواره مع أبيه، قمة الحلم والرفق "يا أبت لا تعبد الشيطان.. يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن.." أليس رائعا نداءه " يآأبت" رغم ما فعله به؟

  • نورالدين الجزائري

    جميلا حدّ الدهشة و بسيطا حدّ الألفة !
    الرحمة أعمق من الحب و ما شبهه و أصفى و أطهر فيها كل خيرفيها التضحية و إنكار الذات فيها التضحية و التسامح و العطف و العفو و كلنا قادرون أن نحب بحكم الجبلية البشرية و قليل هم القادرون على الرحمة !
    إذا رأيت نملة فلا تدسها و تذكر أنها تسبح لله تعالى فلا تقطع هذا التسبيح ! و إذا مررت بعصفور يشرب من بركة ماء فلا تمر بجانبه ألا تخيفه و إذا اشتدت الحرارة فاجعل اناء به ماء في شباك البيت لتشرب منه الطيور عسى يرحمنا تعالى يوم العطش الأكبر و قد غفر للإمرأة سقت كلبًا

  • نورالدين الجزائري

    العواطف أبدا ! و هو عليه الصلاة وصّى في حجة الوداع بالنساء خيرا و لقبهن بالقوارير، و القارورة إذا ضُربت إنكسرت فكيف يوصي بما يجب أن يكسر ؟! جاء في الصحاح: لا يضرب أحدكم امرأته كالعير يجلدها أول النهار.. أما الآية { .. و آضربوهن..} 34 النساء هناك صنف من النساء لا ينفع معهن الوعظ و الهجر إلا إذا إستعملت عاطفة المؤدب المربي كعاطفة الأم و حبها الجم لولادها تضربه ضربا يؤلم يدها و يؤدب إبنها ! عندما نجمع الآيات الأحاديث و الروايات يتبين لنا مفهوم الضرب الذي لا علاقة له بجلادي العبيد ! فالدقة و التحري!

  • فيلسوف

    يا من تبحثون عن حلول لمشاكلكم بتعدادها و تنوعها و درجاتها
    يا من تبحثون عن حلول سياسية لأوطانكم
    يا من تبحثون عن حلول إقتصادية لمجتمعكم
    يا من تبجثون عن حلول إجتماعية لأمتكم

    خذوا هذا المقال طريقا لنجدتكم

    و عظم الله أجر من به و عليه نصحوكم

    اللهم اغفرلي و لوالداي و المؤمنين و اجعل مجتمعنا هذا من أحباب نبيك محمد صلى الله عليه و سلم و لا تجعل فينا من يظلمنا و لا يخافك فينا. اللهم إني أسألك الستر فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض يا رب.

  • نورالدين الجزائري

    شكرا على التعقيب الذي يجر قلمي للرد على المجيب ! مفهوم الضرب؟ إذا كان عليه الصلاة و السلام نهى ضرب الحيوان و منع ترويع الطائر بفراخه فكيف لشريعتنا أن تأمر بالضرب الشائع بيننا ؟ و لم يروى عنه أن ضرب إنسانا أو حيوانا ـ ما عدا الغزوات ـ و ندائه عليه الصلاة على أنس: لو لا مخافتي من القصاص يوم القيامة لأوجعتك ضربا بهذا السواك ! قال تعالى {.. خذ بيدك ضغثا فاضرب به } 44 ص كيف نفهم الضرب بالسواك و الحزمة من الحشيش ؟! أيّانا ثم أيّانا أن نفهمه بالمفهوم الساري في مجتمعنا، إن الذي خلقنا لا يشرع حكما تأباها

  • Mrjolaine

    لم أحس بنفسي إلا والدموع على صدري من هذا المنظر المؤثر
    فماذا عنا نحن البشر هل نحس بتضحيات والدينا وخاصة أمهاتنا؟؟
    فالآيات التي تقرن طاعة الوالدين بعبادة الله ليست عبثا ، وليس عبثا أيضا أن تكون الجنة تحت أقدام الأمهات التي " حملته كرها ووضعته كرها " .
    "رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمتها علي وعلى والدي وأن اعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين".

  • Mrjolaine

    فتح جناحيه قرب عائلته وبقيت الحمامة تلاعب صغارها بكل اطمئنان( حتى أنني لا أستطيع وصف هذا المنظر المؤثر الذي أبهرني).
    بعد ثلاثة أيام وجدت الكتكوتين لوحدهما وبينما أنا أراقبهما حتى عادت الأم فأدخلا منقاراهما في طرفي منقارها وأخذا يشدانه نزولا بقوة حتى يجعلانها تقيء ما أكلته ومن شدة جذبهما لها تركع منزلةمنقارها ورافعة لبطنها حتى ينزل الأكل في منقاريهما وكنت أحس أنها تتألم لهذا لأنها تغمض عينيها لكنهما في كل مرة يطالبانها بالمزيد ويقبضان على منقارها بعنف.. ثم بقيت تلاعبهما حتى ناما تحتها.
    ... لم أحس

  • Mrjolaine

    وددت أن قصة مؤثرة شاهدتها مؤخرا:
    رأيت حمامة تضع القشة تلو الأخرى على نافذتي فأيقنت أنها بصدد وضع بيضها.. بعدما أتمت بناء عشها بصبر كبير وضعت بيضتين، بقيت تحضنهما قرابة الشهر وقلما تغادرهما وذات صباح فوجئت بكتكوتين صغيرين عاريين إلا من زغب أصفر رقيق. فخفت عليهما أن يتدحرجا ويسقطان من النافذة فثبتت قطعة كرتون بشكل أفقي أسفل الشبك.
    سرعان ما عادت الحمامة لتفاجأ به وبقيت تنقره بشدة وتروح وتجيء بقلق ثم طارت. خفت أني تسببت في تركها لهم لكنها قطعت حيرتي عندما عادت لكنها هذه المرة برفقة أباهم الذي فتح جن

  • Mrjolaine

    بخصوص علاقة الوالدين بالأبناء فالآيات تمنعنا من العقوق وفي نفس الوقت لا تجمد ذوات الأبناء كليا فمثلا والدة مصعب بن عمير(على ما أعتقد)لما قالت له إن لم ترجع عن هذا الدين الجديد أبقى في الشمس حتى أموت، هل تركها تموت؟لا. هل ارتد؟ لا. لكنه بذكائه وقف يضللها عن الشمس فأيقظ فيها عاطفة الأمومة فعدلت عما عزمت. هذا الذكاء يسمى الذكاء العاطفي أي أن تفهم رغبات الآخرين وتختار الوقت المناسب لرد الفعل وتغيير موقفهم فالحكمة تقول "لا تكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر" والدعاء والحلم يلين الصخر فما بالك بقلب الوالدي

  • Mrjolaine

    هناك قصة أثرت في منذ صغري مفادها أن كسرى أنوشروان ملك الفرس لما كان طفلا ضربه معلمه ظلما وآلمه، ولما كبر وصار الملك اليه سأل معلمه لماذا ظلمتني يوم كذا؟ فرد معلمه إني أردت أن أذيقك مرارة الظلم حتى لا تظلم رعيتك.
    وأنا الآن أذكر كل المرات التي ضربت فيها في صغري ظلما أو اتهمت بشيء لم أفعله خاصة أنه لم يكن من والديّ الذيْن لهما الحق بضربي ولو دون سبب لذا أنا أستحضر ذلك دوما في كل تعاملاتي مع الأطفال وأكره الظلم وأبغضه مقتا شديدا حتى الحيوان أبكي لأجله إن رأيته ظلم أو عذب أو كلف ما لا يطيق

  • Mrjolaine

    قال علي كرم الله وجهه : " ألا إن الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر، وظلم ، لا يترك ، وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فهو الشرك " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك ما يشاء " وأما الظلم الذي لا يترك فهو ظلم العباد لبعضهم ، والظلم المغفور الذي لا يطلب فظلم الإنسان لنفسه"
    سبحانك ربي ظلمت نفسي وعملت سوءا فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

  • نورالدين الجزائري

    الأخلاق حلت لصالح الوالدين.
    خلاصة قلمي: إبتلينا بأكل الخبز الأسود و اليابس و يموت منا بسبب أخطائنا أكثر مما يأخذه القدر كقضاء.. لما أبصرت في شوارع مدننا الخبز في الحاويات و رأيت إمرأة سقط منها رغيف فتركته على الأرض و مضت و رأيت آخر يبعد ما سقط منه على الأرض بطرف قدميه أيقنت أننا مقبلون على أيام سوداء كخبز يومنا هذا،و سوف نشتهي الطعام الذي رميناه في الحاويات و أبعدناه بأقدامنا.. نبلغ النضج الكامل هو عندما تكون ضحكتنا الأولى سخرية على عيوب أنفسنا لنقومها على على القيّم إذا إليها دَعونا رب رحمتك!

  • نورالدين الجزائري

    أخترت هذا الفرع عليك غضبي .. ربّ العالمين بكل وضوح و صراحة يبيّن لنا التطور الإنساني أين حسم حق التطور (صراع الأجيال) لصالح الأبناء و في الأخلاق و البر للأباء و التكفل بهم إلى درجة لا يجوز قول كلمة: أفٍ ! و إن كان ما هو أقل منها لذكرت في المصحف . و حتى نعدل و لا نظلم لابد من بحث واسع في الموضوع و كم هو هام كالشرايين للتنفس ! لابد من تفصيل: إن جاهدك على أن تشرك/ جاهدك لتشرك بي/ صاحبهما بالمعروف... و الحديث يطول فيهما .. أقول من حيث التطور و حرية الإرادة دخلت المصلحة للجيل الجديد دائما و من ناحية

  • نورالدين الجزائري

    أنصح بالإصلاح و أفسد؟! يقول أحد العقلاء: إن الله لا يتغير من أجلكم و لكن يجب أن تتغيروا أنتم من أجل الله !
    بر الوالدين ! موضوع يؤلمني و كأنه الموت يحدقني ! يحتاج إلى الكثير من الفهم الحكمة البحث و العدل.. نحن الآن لا نعاني من عقوق الوالدين فقط بل نعاني العكس كذلك،الوالدان يمارسا استبداد على أولاهم و مبالغة جدا في التربية لتنقلب لمصيبة ! فيه أباء يريدون أن يثبتوا كل شيء و هذه العقلية التربوية السائدة في أذهاننا و واقعنا العلقمي ! إذا تزوجت مع غير ابنت عمك أغضب عليك و إذا تزوجتها أعطيك سكن ! إذا

  • نورالدين الجزائري

    في علاقة البشر بخالقهم و فيما بينهم ، و إذا اختلت إحد هذه السنن إختلت الحياة برمتها و زادت الأوجاع في ألمها ، لأن بتغييرها تتغير النعمة إلى نقم و إلا لأصبح منهج الحق تعالى بلا قيمة ! و إذا رأينا قوما عمّ فيهم الفساد ـ بل نعيش في وسطه ـ فاعلم أنهم هم الذين غيّروا ، و إذا اشتكوا من سوء الحال فتيّقن أنهم شككوا في القيم بإحدارها أو إتلافها و بخسها ، فقوّة الله تعالى تتدخل و تغير من حالهم بمقدار حكيم جدا ، تغيرت النفوس تغيرت النعم ، فلا يعقل بمكان و زمان أن ادعي العدل و أظلم ؟ أنادي بالأمانة و أسرق ؟

  • نورالدين الجزائري

    الله تعالى يُـغيِّر و لا يتغيَّر و هو المُـغيَّر لا المُـتَغيِّر !
    { ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم ختى يغيروا ما بأنفسهم..} 53 الأنفال . إن العدل و المبادئ و الأخلاق.. و جميع القيّم نعمة من رب العالمين لا يدرك عظمتها إلا مَن فقدها ، و ما دام العباد قد تغيروا فلابد من النعم أن تتغير، و على فكرة أن النعم أٌوجدت في الكون قبل وجود الإنسان ، و من رحمته تعالى أنه لا يُغير النعم و القيم و إنما الإنسان هو البادئ بالتغيير و الظلم ! و طبقا للناموس الرباني في تسيير الكون خلق أَوجد سنن شرعية

  • Redwan

    الإمام الحسن البصري يرى أن ظلم القوي نوع من ابتلاء الله لعباده، وأن هذا الابتلاء لا يدفع بالسيوف وحدها إنما يدفع بالتوبة والإنابة أولاً، ثم بإعداد القوة المتاحة ثانياً .. شكـــرا استاذ سلطان

  • عبد الرحمن

    عندما يخرج أمثالكم ليفتشوا في التاريخ و لا يخشون في الله لومة لائم ليحطوا الظالم في مكانه و لا يجعلوا له المبررات إذ أن الله لا يحابي و لا يبرر لأي كان سفك الدماء و الظلم مهما كانت مكانته و يقطعون الطريق لمن جعلونه قدوه و اخترعوا له المناقب ..و عندما يخرج أمثالكم ليذكروا الناس بخطورة الظلم من ظلم الانسان لنفسه الى بيته الى حيه الى بلده ...عندها يكون لنا بصيص أمل لخلاص هذه الامه مما هي فيه...بارك الله فيكم