الجزائر
أمن "غائب" وأعوان يفرضون "ضرائب" للاستفادة من الكراسي والطاولات

“العاصمة الذكية” عاجزة عن تسيير الشواطئ

سعيد باتول
  • 2677
  • 16
أرشيف

عجزت مصالح ولاية الجزائر في تجسيد مجانية الشواطئ، بعد ما تحولت الوسائل التي سخرتها من طاولات وكراسي بالمجان إلى اشتراط دفع “أتاوى” يتوجب على المصطاف أن يدفعها تحت الطاولة لفائدة عون ديوان التسلية والترفيه لولاية الجزائر، الأمر الذي أفضى إلى استياء المواطنين من حالة الإهمال على مستواها.
وفي جولة استطلاعية قادت “الشروق” إلى عينة من شواطئ العاصمة على غرار شاطئ خلوفي 1 قصد الاطلاع عن كثب عن مدى تجسيد مجانية الشواطئ وكذا مجانية استغلال الوسائل التي وفرتها مصالح الولاية عن طريق ديوان الترفيه والتسلية لولاية الجزائر، حيث لمحنا غيابا تاما لظروف الراحة، بعد ما أوكلت مهمة تسيير الشواطئ لأشخاص اقل ما يقال عنهم أنهم منحرفون ارتدوا شارة وسترة موظفين بالديوان، تقمصنا فيها دور مصطاف أراد أن يقضي يوما على شاطئ البحر.. في بادئ الأمر ظننا أن هؤلاء الأعوان سيقومون بتقديم الخدمات بشكل عادي، ولفت انتباهنا تقدم شخص كان برفقة عائلته إلى أحدهم فوجهه إلى آخر كان جالسا رفقة صديقيه تبين أنهما لا يمتون بصلة إلى ديوان أوبلا، بل جلسوا فقط يتجاذبون أطراف الحديث معه.
وحينها توجه إلى هذا الأخير الذي وجهه إلى إحدى الطاولات بغرض الجلوس، مطالبا إياه بمنحه “حق الفطور” على حد تعبيره، وفي ذلك الحين رد عليه المواطن أن مصالح الولاية وفرت هذه الأشياء بشكل مجاني، إلا أن المعني أصر على ضرورة الحصول على مبلغ لتناول وجبة الغداء، اقتربنا من هذا المواطن، لمعرفة الإشكال ليعلمنا انه شرع بالبحث عن مصالح الدرك، لكنه وجد المكتب الخاص بغرض التبليغ عن هذه التجاوزات، لكنه وجد المكتب مقفلا.

شجارات وكلام بذيء وبحث في فائدة الأمن

بعدها لاحظنا هذا الأخير بعود إلى مكانه وما هي إلا دقائق حتى يتوجه عون ديوان التسلية المكلف بالسهر على راحة المصطافين وهو يطلب من المواطنين منحه مبلغا من المال نظير الخدمة قصد الذهاب لتناول وجبة الغداء، فما كان على المواطنين سوى الانصياع لطلبه خوفا من وقوع ما لا يحمد عقباه في ظل وجود أشخاص غرباء عن الشركة كانوا برفقة الأعوان هؤلاء ناهيك عن غياب الأمن.
وما لفت انتباهنا خلال الزيارة الميدانية، هو غياب تام للأمن، فالشاطئ على الرغم من توفره على مكاتب خاصة بالدرك الوطني ومصالح الحماية المدنية، إلا أن أعوان الحماية المدنية الوحيد الذي التزموا بمتابعة المصطافين والسهر على أي خطوة مخالفة تعرض البعض منهم للغرق، في حين كان الشاطئ يسجل بين الحين والآخر مناوشات ومشادات بين الشباب، مع التلفظ بالكلام البذيء، مغتنمين انعدام الأمن، ما حول يوم المصطافين إلى جحيم.
من جهتهم، عبر عدد من المصطافين عن انزعاجهم الكبير من انعدام وسائل الراحة على مستوى الشواطئ، على الرغم من الوعود التي أطلقتها السلطات في أكثر من مناسبة بخصوص توفيرها لكافة الشروط لضمان راحتهم، داعين إلى إيفاد لجنة لتقصي الحقائق تتقمص دور مواطنين من اجل القبض على المتورطين في هذه التصرفات في حالة تلبس.

مدير أوبلا لـ”الشروق”: الأمن غائب بالشواطئ.. وأعواننا يتعرضون لاعتداءات يومية

من جهته، كشف ديوان التسلية والترفيه لولاية الجزائر تصرفات بعض الشباب الذين تم توظيفهم سابقا ولم تجدد فيهم الثقة ينتحلون صفة موظفين على مستوى الديوان من اجل قبض الأموال من طرف المواطنين، فيما تقوم بعض البارونات بتحريض آخرين للاعتداء على أعوان الديوان بغرض وضع معداتها، والدليل تعرض العديد من أعوان الديوان لاعتداءات، أودت بهم إلى المستشفى، مشيرا في ذات السياق أن مهمة حماية الأشخاص والمواطنين تقع على عاتق عناصر الدرك والشرطة باعتبارهما الجهة الوحيدة التي توفر الأمن للمصطافين، داعيا إلى ضرورة الإسراع في نشر عناصر الأمن لحماية الشواطئ والأشخاص والممتلكات.

مقالات ذات صلة