-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العامريُّ والسامِرِيُّ

العامريُّ والسامِرِيُّ

تابعتُ، وتابع الناسُ في مشارق الأرض ومغاربها، ما سجّلته القنوات التلفزيونية من أقوال وأفعال أولئك المجاهدين في غزة، سواء الذين هجموا على المستوطنين الصهاينة في المستوطنات أو في معاملتهم الراقية الحضارية مع من ساقوهم إلى الأسْر في مناطق غزة، أو ما قاله أولئك الأجانب من اليهود وغيرهم. ومنها ما روته إحدى اليهوديات من أن مجاهدا دخل عليها وهو مدجَّجٌ بسلاحه، فهدَّأ من روعها وطمْأنها، ثم لمحت عيناه حباتٍ من الموز فوق الطاولة، وبَدَلاً من أن يمدّ يده ويأخذ ما شاء من ذلك الموز، إذا به يستأذنها قائلا: “هل تسمحين لي بأخذ حبة؟” فبُهتت هذه الصهيونية من هذا السلوك الحضاري الإسلامي.
كما رأى الناسُ تلك اليهودية التي كانت في قبضة المجاهدين الفلسطينيين هي وأمها، إذ قالت: “كنت عازمة على أن أعرض نفسي عليهم حتى لا يمسُّوا أمي بسوء، ولكنني دُهشت عندما لم يمسسنا أحدٌ بسوء، وقاسموا معنا ما عندهم من أكل بسيط، وأفرشة بسيطة”.
وسمعتُ ورأيت تلك الممرِّضة الأمريكية وقد رأت سلوكا في قمة الإحسان والصبر من أولئك المؤمنين المقاتلين وغير المقاتلين، فقالت: “تمنيتُ أن أكون ذرة في كيان هؤلاء الناس”.
إن هذا وغيره هو من أَثَر تربية الإسلام لأتباعه المؤمنين الذين: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾، قائلين: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾، فإذا كان المسكينُ واليتيم يمكن أن يكونا مسلمين فإنَّ الأسير لا يكون إلا من الأعداء.
بينما يفعل اليهود بالفلسطينيين كل شيء من تعذيب، وإهانة، وليس ذلك غريبا عنهم، فهو مما ورثوه عن أسلافهم الذين قال فيهم الله –عز وجل- في كتابه الكريم: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾. وشعارهم منذ عهدهم الأول إلى اليوم كما خلَّده القرآن الكريم: ﴿..لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ…﴾. والأمِّيون في شريعة اليهود هُمْ كل من ليس يهوديا، فلا حرج على اليهودي ولا إثم في أن يفعل في الأميّ كل ما خطر على بالِهِ من منكرات.
عندما كنتُ أتابع تصريحات أولئك الصهاينة عن المعاملة الحسنة التي تلقّوها من المجاهدين الفلسطينيين وأقارنها بجرائم اليهود الذين اعتبروا ذلك عاديا لأن الفلسطينيين “حيوانات”، كما قال الخنزير يواف غالانت وزيرُ الدفاع الصهيوني المجرم.. بينما كنت أتابع وأقارن تذكّرت مقولة الإمام الإبراهيمي، وهو يقارن بين مَعْدِنَي الجنسين اليهودي والعربي، إذ كتب في الأربعينيات يقول: “سبحان مَنْ خَصَّ العربَ بالعامري، واليهودَ بالسامري”، (آثار الإمام الإبراهيمي ج3/ص:447).
والعامري هو قيس بن الملوح، الشاعر العفيف، صادق العاطفة، سامي الشعور، مرهف الإحساس، وأما السامري، فهو رأس الفتنة والضلال والإضلال في اليهود، بعدما غلبت عليه شقوته وشهوته واستحوذ عليه الشيطان، فكفر بموسى –عليه السلام- وصنع لليهود عِجْلاً ذهبيًّا له خوار يعبدونه من دون الله، وما يزال هؤلاء اليهودُ على ذلك إلى الآن.
وقديما قال فيهم الشاعر الأندلسي أبو إسحاق الألبيري:
فقد ضجّت الأرضُ من فسقهم وكادت تميد بنا أجمعينا

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!