-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العدالة والتشويش؟

الشروق أونلاين
  • 1371
  • 0
العدالة والتشويش؟

نسيم لكحل:nassim219@ech-chorouk.com

وزير العدل الطيب بلعيز، يصرّح ويحرّم على أي شخص وعلى أي مسؤول “ولم يستثن نفسه” من التعليق على محاكمة الخليفة مادام الأمر كله بيدي العدالة الجزائرية التي فتحت أثقل ملف فساد في تاريخ البلاد المستقلة.. وهذه خطوة مهمة وإيجابية من شأنها أن تساهم في نجاح إختبار العدالة في حسم هذا الملف الثقيل والحسّاس والخطير في الوقت نفسه.لكن لما يصدر عن مسؤول آخر في الدولة وفي اللحظة ذاتها التي يحرم فيها بلعيز، التشويش على العدالة، تصريح مناقض لتعليمات وزير العدل، فهذا ما يمكن أن يؤدي إلى إخضاع محكمة البليدة والقاضية براهيمي إلى موجة من الضغوط وربما حتى التشويش الذي سيزيد من تعقيد هذا الملف المعقد أصلا ؟.

وإلا فما معنى أن يتوقع السيد فاروق قسنطيني بالحكم على عبد المؤمن خليفة بالمؤبد وعلى الأخوين كيرامان بعشرين سنة نافذة، رغم أن الأمر والنهي كله بيد القاضية ابراهيمي ومن يساعدها في فك طلاسم ورموز هذا اللغز الكبير الذي حيّر ملايين الجزائريين وحيّر حتى المتابعين الدوليين ؟.

وقد يقول قائل بأن تصريح السيد فاروق قسنطيني أصدره لكونه محاميا مستقلا، لكن الذي لا يمكن نفيه بأي حال من الأحوال هو أن عموم الجزائريين يعرفون السيد فاروق قسنطيني بأنه رئيس اللجنة الإستشارية لترقية حقوق الإنسان، وهي هيئة تابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية، وبالتالي فإنه بشكل أو بآخر يعتبر مسؤولا في هذه الدولة.. من الذين تشملهم فتوى “التحريم” التي أصدرها وزير العدل الطيب بلعيز.

ومهما يكن من أمر، فإن حساسية الملف وثقله يفرضان، بل ويجعلان من الواجب الوطني ترك العدالة في منآى عن التجاذبات السياسية وبعيدة كل البعد عن أية محاولة للتأثير سواء في هذا الإتجاه أو ذاك، كي لا تُتهم العدالة فيما بعد أنها قدمت كباش فداء كقرابين لتبرئة من تريد بعض الجهات تبرئتهم أو تُتهم بأنها خضعت لهذا الطرف أو ذاك ؟.

وبهذا، يبقى الملف مفتوحا ويصبح وسيلة لتصفية الحسابات السياسية ولن يربح الجزائريون في كل هذه الجعجعة سوى المزيد من تضييع الوقت ومن تكريس إخضاع العدالة لنزوات أصحاب النفوذ وأصحاب المصالح والأطماع السياسية والمالية.

وعندما تُحترم فتوى الوزير بلعيز، فلا يهم فيما بعد إن حكمت القاضية بالمؤبد أو بالبراءة ضد عبد المؤمن خليفة، لكن الذي يهم أكثر هو تكريس شفافية المحاكمة واستقلالية القضاء، وهذه هي الفائدة الكبيرة التي ستكون قيمتها أكبر من قيمة الخسائر التي نجمت عن فضيحة الخليفة، مادام الأمر يتعلق بمكسب ستنعم به الأجيال القادمة؟…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!