الجزائر
قال إن مقولة "عرّبنا الإسلام" فيها مغالطة..

العربي دحو: من أنت يا عصاد حتى تحجر على غلام الله بشأن الأمازيغية؟

صالح سعودي
  • 10979
  • 50
ح.م

عبّر المؤرخ والباحث العربي دحو عن تذمره من التصريحات والتصريحات المضادة التي تسود المشهد الثقافي والسياسي بخصوص الأمازيغية والحرف المعتمد لتدريسها، ولم يتوان في انتقاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، متسائلا عن السلطة التي خولته الحجر على الجزائريين، قاصدا تصريحات عصاد الموجهة إلى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله.
لم يخف المؤرخ والباحث الأكاديمي العربي دحو اندهاشه من تصريحات رئيس للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد حين قال إنه لا يحق لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله أن يصرح بخصوص الأمازيغية، متسائلا”: “أي سلطة يمثل السيد عصاد في الدولة التي خولته الحجر عن الجزائريين الحديث عن قضية تعنيهم، وبخاصة إن كانت بنت الراهن؟”.
وقال العربي دحو في هذا الجانب: “إن كان من قدم للجزائر أمة ودولة ووطنا مثل معالي الوزير غلام الله، وبثقافته كذلك، يحظر عليه الحديث في كل ما يتعلق بالهوية الوطنية، فمن يمكنه الحديث عن ذلك؟”، متسائلا في الوقت نفسه بالقول: “إن كان من تناط به أي قضية وطنية لم يفصل فيها شعبيا يبوأ موقع العصمة فيحظر على الجزائريين الحديث عنها، وواقع الحال يقول يوجد في النهر مالا يوجد في البحر، وهو ما نبحث عنه للصالح العام”.
وأوضح الدكتور أنه يتمنى استحضار منهج عظماء نوفمبر وطريقتهم في التعامل مع الشعب، حين يتم الإقبال على أي قضية وطنية كبرى، مضيفا أن مثل هذه التصريحات النارية المتبادلة لا تخدم الهوية الوطنية، ما يفرض التحلي بالرزانة والهدوء بغية التوصل إلى حلول فعلية تخدم مصالح البلاد ومستقبل العباد.
وفضل العربي دحو التطرق على صفحته في الفايسبوك إلى مقولة “أمازيغي عرّبني الإسلام”، التي تثير ضجة بشأنها من حين إلى آخر، خاصة حين يتم التطرق إلى مسألة الأمازيغية والعربية والإسلام، مؤكدا أن هناك مغالطة كبيرة حين يتم ترديد هذه المقولة، مطالبا بتوضيح المقصود من المقولة، هل نعني بالتعريب الجانب اللغوي أم الجانب الحضاري؟ وقال دحو: “إن كان المقصود الجانب اللغوي فالعربية القديمة موجودة بالمنطقة قبل الإسلام، أما إن كانت تعني الجانب الحضاري، فان ذلك كذلك موجود قبل الإسلام”، مؤكدا أن ما تشهد به الآثار خير دليل، فضلا عما تورده كتب التاريخ عن العلاقات الاقتصادية والاجتماعية القائمة بين السكان مشرقا ومغربا دليل آخر حسب المتحدث على الحضور التكاملي بين شعوب المنطقتين، وعليه سحب قوله فإن مقولة “عربني الإسلام” لا تستقيم مع واقع الحال، والأصلح والأفصح في نظره أن التقاطع اللغوي والحضاري والاجتماعي القائم أوجد وشائج القربى والصلة، وتدعمها الجغرافية بشكل واضح، مضيفا أن الإسلام أكد ذلك وأرسى وحدة شاملة كاملة أصلت وحدة شعوب المنطقة مغربا ومشرقا بطبيعية وتلقائية أصيلة.

مقالات ذات صلة