العالم
سيف الإسلام القذافي يخطط لحكم ليبيا ويتحدث:

“العرب الحمقى دمّروا بلدانهم”

ع. س / وكالات
  • 8469
  • 3

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن سيف القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، يخطط للعودة إلى المشهد السياسي في البلاد “تدريجيا”، وأنه يحظى بدعم وقبول من قبل أنصار النظام السابق، ما قد يدفعه لحكم البلاد. وقالت الصحيفة في لقاء مطول هو الأول منذ سنوات مع “سيف”، أن الأخير بدا متأثرا بأفكار والده السابقة، إذ إنه لا يزال يستمد أفكاره من الكتاب الأخضر، وأكد أنه لا يحمل أي انتقادات لحكم والده.

وهاجم القذافي ثورة الربيع العربي التي أطاحت بحكم والده، ووصفها بأنها سبب لخراب بلاده، قائلا، إن المقاتلين الذين اعتقلوني قبل 10 سنوات قد تحرّروا من “وهْم الثورة”، وأدركوا في نهاية المطاف أني قد أكون” حليفا قويّا لهم”.

وبحسب الصحيفة، لا يزال سيف يتحدث عن الديمقراطية ويقول إن ليبيا بحاجة إلى انتخابات حرة ونزيهة. ومن الواضح أنه لم يفهم شيئًا عن المعاناة التي عاشها الليبيون، بل يبدو أنه لا يكترث، إنه “يتقن سياسة صفير الكلاب التي انتهجها ترامب مع أتباعه المتعطشين للعنف”.

ويتابع صحفي “نيويورك تايمز”: “عندما سألتُه ما إذا كان يتعاطف بأي شكل مع المشاعر التي دفعت المتظاهرين للمطالبة بالتغيير عام 2011، كان ردّه قاطعًا: هؤلاء كانوا أشرارًا وإرهابيين وشياطين. سألتُه عن رأيه في ثورات الربيع العربي، فقال دون لحظة تردّد واحدة: العرب الحمقى دمّروا بلدانهم”.

وتقول الصحيفة إن سيف القذافي كان يُنظر إليه على نطاق واسع في الغرب قبل ثورة 2011 على أنه أفضل أمل للبلاد للإصلاح التدريجي، لكنه عندما جاءت الثورة، انضم بحماس إلى القمع الوحشي لنظام القذافي.

ولفتت إلى أنه كان من الممكن قتل “سيف” بعد أن وقع أسيرا مثل والده، لكنه كان محظوظا حين تم أسره من قبل كتيبة نقلته جوا إلى الزنتان، الواقعة في الجبال جنوب غرب العاصمة، وبعد فترة كانت هناك تقارير تفيد بأنه قد أطلق سراحه من قبل خاطفيه، وأنه كان يخطط للترشح للرئاسة، لكن لا أحد يعرف مكان وجوده.

وسألت الصحيفة سيف الإسلام إذا كان لا يزال سجينا، فرد أنه “رجل حر وكان ينظم عودة سياسية”، وقال إن الثوار الذين اعتقلوه قبل عقد من الزمن خاب أملهم في الثورة، وأدركوا في النهاية أنه يمكن أن يكون حليفا قويا”. وتابعت: “ابتسم سيف وهو يصف تحوله من أسير إلى أمير منتظر، وقال: الرجال الذين اعتادوا أن يكونوا حراسي، هم الآن أصدقائي”.

وقالت الصحيفة؛ إن سيف “استغل غيابه عن الحياة العامة، وأعاد تنظيم القوة السياسية لوالده بهدوء، إذ يعتقد أن حركته يمكن أن تعيد الوحدة المفقودة في البلاد”.

وهاجم سيف الطبقة السياسية قائلا: “في بلدنا لم يجلب لك السياسيون سوى البؤس، وحان الوقت للعودة إلى الماضي، فلا يوجد مال ولا أمن (..) نقوم بتصدير النفط والغاز إلى إيطاليا، نشعل نصف إيطاليا، ونعاني من انقطاع التيار الكهربائي هنا (..) إنه أكثر من مجرد فشل، إنه إخفاق تام”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “سيف لديه تطلعاته الرئاسية، إذ تشير بيانات استطلاعات الرأي المحدودة في ليبيا إلى أن أعدادا كبيرة من الليبيين عبروا عن ثقتهم”.

وترى الصحيفة أن “جذور جاذبية سيف تعود إلى الحنين إلى ديكتاتورية والده، وهو شعور شائع بشكل متزايد في ليبيا وفي جميع أنحاء المنطقة”. مشددة على أن انتصار سيف سيكون بالتأكيد انتصارا رمزيا للمستبدين العرب، الذين يشاركونه كره الربيع العربي.

ويرى “سيف” أن مسؤولية تدمير ليبيا تقع في نهاية المطاف “تقع على عاتق إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، وليس على عاتق والده، فقد تم اتخاذ قرار دعم الحملة العسكرية للناتو في ليبيا، وتركت الأخيرة أجزاء من ليبيا في حالة خراب، وفي العام التالي تخلت الولايات المتحدة بشكل أساسي عن البلاد، وأعلن أوباما أن أكبر خطأ ارتكبه كرئيس هو السماح لليبيا بالانهيار”.

مقالات ذات صلة