-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العصبية المفرطة لدى الأطفال.. داء العصر الذي يبثه الأولياء

نسيبة علال
  • 870
  • 0
العصبية المفرطة لدى الأطفال.. داء العصر الذي يبثه الأولياء
أرشيف

تثبت الدراسات العلمية أنه، خلال العشريتين الأخيرتين، ظهرت أمراض نادرة وخطيرة لدى الأطفال، وتفاقمت بشكل ملحوظ وسريع، تتعلق أغلبها بالجهاز العصبي. وهذا، راجع إلى العديد من العوامل، منها طبيعة الطعام، معاملة الأولياء والمحيط، الاحتكاك بالتكنولوجيا.. والعديد من العوامل الأخرى. فنمط الحياة العصري الذي ينشأ فيه أبناؤنا غير صحي، ويؤدي بهم إلى العصبية المفرطة المرضية، التي يتحملها الأولياء.

مهما كان توجه الطفل، فإن الطريق التي يخوضها، وما يواجهه خلالها من انحرافات أو أمراض أو أي أنواع الخطر، هي نتاج إهمال أسري، أو حرص مفرط يمنع الطفل من عيش فطرته.. وبغض النظر عن المشاكل أو الخلافات الأسرية التي يعيشها الصغار داخل الأسرة، هناك، بحسب مختصين، العديد من الأسباب التي تقف خلف داء العصر، العصبية المفرطة.

غياب دور الأولياء والاعتماد على المربي البديل

إن من أكثر الأمور التي تشعر الطفل بالأمان والراحة النفسية، وتجعله هادئا وطبيعيا، وجود الأولياء حوله، بحسب الأخصائية النفسية والاجتماعية، الأستاذة مريم بركان، إذ إن للمحيط الأسري دورا هاما جدا في بناء الجهاز العصبي للطفل، خاصة ذكرياته، وعاداته اليومية، ونمط سلوكه. وهذا، لا يعني أن تطوره لا يتم في الحضانة أو لدى المربيات، لكنه قد يعيش متذبذبا، تقول الأخصائية: “وجود الطفل في عمر مبكر بين بيئات اجتماعية مختلفة، يشعره بالتشتت والضياع، ويسهم في إحداث الخلل في جهازه العصبي، ما يعبر عنه بالعصبية المفرطة، أو يترجمه إلى حركات وسلوكات تشبه الكبار. وقد يؤثر هذا الأمر أيضا على نتاجه الدراسي وعلاقاته الاجتماعية، ويستمر معه مدى الحياة في غفلة من الأولياء”.

التكنولوجيات الحديثة والتعرض المفرط لها

يتهم علماء النفس والمجتمع والأطباء والمربون التكنولوجيا ووسائلها، التي لم تعد تحصى، بإفساد نظام هذا الجيل الصاعد، وتأثيرها بشكل سلبي أكثر من تأثيرها الإيجابي على نمط حياته، وعلى صحته البدنية والنفسية أيضا، خاصة أنه لا ضوابط باتت تحكم علاقة البشرية بالتكنولوجيا، في السنوات الأخيرة. نتحدث عن تطبيقات الهواتف الذكية، التي أصبحت إدمانا لدى العديد من الأطفال، وألعاب الفيديو ذات الأبعاد المختلفة، التي تشد الصغار كما الكبار، وتأسر جل وقتهم في تتبع جديدها والغوص في دواماتها، أضف إلى ذلك، تطبيقات عرض الأفلام التي تتيح الرسوم وأفلام الكرتون الممكنة أمام هذا الجيل، دون ضوابط أو قيود، وفي غياب رقابة الأولياء وتسليمهم أطفالهم إلى عالم التكنولوجيا، حتى يتخلصوا من ضجيجهم، تحدث الكوارث يوميا، إذ تعد الأمراض النفسية والعصبية المفرطة التي تنتج لدى الصغار، من أقل الأضرار التي تواجههم نتيجة ارتباطهم بالتكنولوجيا.. وما حوادث الانتحار والاغتصاب ومختلف الانحرافات التي يعج بها المجتمع اليوم، سوى دليل على ذلك.

الإطعام غير الصحي، النوم ونمط الحياة الخاطئ

يضطر أطفالنا اليوم إلى تناول نظام غذائي مليء بالسموم.. عن كثب، يقدم الأولياء أكثر من 20 بالمائة سموما ومواد خطيرة ضمن إجمالي ما يتناوله الأطفال يوميا.. نتحدث عن الحلويات، وما يدخل في تركيبتها من سكريات ومواد مهلوسة للجهاز العصبي، يتم الكشف عنها كل مرة، إلى جانب الشيبس، والعصائر غير الطبيعية، والمعلبات الغنية جدا بالمواد الحافظة والملونات، التي تتفاعل بسرعة مع أغلفتها تحت الظروف المناخية، مسببة أمراضا خفية للطفل.. كل هذا، إذا أضفنا إليه ساعات النوم المتذبذبة وفقدان الساعة البيولوجية، والاستغناء عن القيلولة وغياب النشاط البدني الرياضي، حصلنا على نمط حياة كارثي، من أول نتائجه إصابة الطفل بأمراض نفسية عادة ما لا يكتشفها الأولياء، إلا عندما تتجلى تبعاتها على شكل عصبية مفرطة وصراخ وتمرد.

العصبية المفرطة، إلى الأمراض المزمنة والموت المفاجئ

تضاعف عدد الجلطات القلبية والدماغية لدى الأطفال، دون سن الخامسة عشرة، ثلاث مرات تقريبا، خلال 10 سنوات الأخيرة فقط، إحصائيات مرعبة تدل على مدى خطورة الوضع الصحي للمعمورة، نتيجة كل ما سبق ذكره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!