جواهر
وجهات نظر

العقلية الهاربة

أماني أريس
  • 2334
  • 18
ح.م

فيما همس الأمير هاري لزوجته ميغان ميركل يوم زفافهما قائلا “إنّني محظوظ بك” في لقطة عفوية وشت بها الكامرات، انشغل العرب بأخبار الوافدة الجديدة على عائلة إليزابيث الثانية بداية من أصولها الإفريقية، مرورا بسنّها وطلاقها ثلاث مرات قبل الظفر بقلب الأمير هاري الذي يصغرها بثلاث سنوات، وانتهاء بملامحها الإفريقية، ومقارنتها بغيرها من دوقات المملكة المتحدة.
ما بدا طبيعيا للعائلة الملكية التي وضعت بعض تقاليدها في درج الأرشيف مسايرة لمستوى نضج شعبها، بدا لشبابنا مفاجأة يخفّفون من وطأتها بتوجيه التّهم والنّقد لبعضهم والحديث عن “الذهنية الهاربة”.
فبينما وجدتها الفتيات العربيات فرصة مواتية لمحاسبة الشباب المتكبّرين عليهنّ، والإشادة بتواضع وشجاعة هاري.. راح هؤلاء الشباب يتحذلقون بالحديث عن “الذّهنية الهاربة” التي سبقت عقول نسائهم، وتركتهن قابعات في حضيض التكلّف في طلب الجمال والهوس بتغيير أشكالهن عكس “ميغان ميركل” التي بدت يوم زفافها غاية في البساطة بلباسها وزينتها وتسريحة شعرها، وهي التي لا تعجز عن إعادة تشكيل وجهها وتلوينه كما تشتهيه وتطلبه بعض الأذواق!
تبدو المفارقة جديرة بالوقوف عندها إذا ما كانت تتعلق بتناقض معلن وضمني بين قول بعضهم وقناعتهم الفعلية، أيّا كان ادعاء هؤلاء بأنهم معجبون بـ “العقلية الهاربة” ومهما جيّشوا التّهم لبعضهم فما هم سوى الوراثون والمكرّسون “للعقلية المتعبة” وأنهم أسرى ثقافتهم الجامعة في اللاوعي، من عجز عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يُنتظر منه الاقتداء بهاري.
والواقع أن أغلب الرجال في مجتمعنا يعيشون العقلية الهاربة بالكلام والأحلام، ويمارسونها في العلاقات العبثية لكنّهم عندما يريدون الزواج يستدعون “عقليتهم المتعبة” ويتزوجون من يرضى عليها المجتمع!

مقالات ذات صلة