الرأي

العقيد عميروش يرد على سعيد سعدي وأعداء العربية

عثمان سعدي
  • 13980
  • 91

بمناسبة ذكرى استشهاد العقيد عميروش رأيت أن الرد على أعداء اللغة العربية يكون بسرد موقف العقيد عميروش منها، وهذا يبيِّن أن منطقة القبائل بريئة من سعيد سعدي وغيره.

قبل الثورة وفي 1950 كان عميروش قطبا من أقطاب مكتب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في باريس مع الربيع بوشامة، يعمل على نشر المدارس التي تعلم للمغتربين اللغة العربية ومبادئ الإسلام الصافي.

يروي محمد الصالح صديق أن العقيد عميروش قال له والثورة قائمة ما يلي: “إن اللغة العربية قد هانت في الجزائر بهوان أهلها، وقد آن الأوان أن تعتز بعزة أهلها وتأخذ مكانها الشرعي في المدرسة والإدارة والمحكمة والشارع وسائر ميادين الحياة، من واجب كل جزائري وجزائرية أن يحافظ على هذه اللغة، لأنها لغة دينه ولغة قرآنه”.

ويشهد الشيخ الطاهر علجت وغيره بأن العقيد “في غضون عام  1958م أصدر تعليمة إلى كل المجاهدين تنص على إلزامية أداء الصلاة وتدعوهم إلى تعلم اللغة العربية، وقد عيَّن لأجل ذلك معلِّمين يقومون بهذه المهمة، حتى أصبح كثيرا ما يُرى المجاهد في الجبال يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى كراسا يكتب فيه دروسا في العربية”.

ليعلم هؤلاء أن أهل زواوة خدموا اللغة العربية، فابن معطي الزواوي الذي توفي سنة 628 هـ نظم النحو العربي في ألف بيت، سابقا ابن مالك بنحو نصف قرن، ابن مالك تأثر بابن معطي ونظم على منوالها ألفيته، واعترف بذلك، حيث يقول في الفيته:

 وتقتضي رضا بغير سخط   فائقة ألفية ابن معطي

 وهو بسبق حائز تفضيلا   مستوجب ثنائي الجميل

والله يقضي بهبات وافره   لي وله في درجات الآخرة

 والبصيري صاحب قصيدة “البردة” الشهيرة هو قبائلي مولود في مدينة دلّس. هذه حقائق تثبت أن بلاد القبائل والأمازيغ الأحرار بريئة من أعداء اللغة العربية.

وليعلم ابناء زواوة الأحرار أن الشعراء العرب تغنوا ببطولات الولاية الثالثة وعلى رأسهم العقيد عميروش، وكدليل على تتبع العرب لمسيرة أبطال ثورتنا، ذكر الشاعر وصف (ذئب الجبل) وهو الوصف الذي كانت تطلقه الصحافة الفرنسية على عميروش.

 

قصيدة عميروش “ذئب الجبل” للشاعر العراقي كاظم جواد

مات وفي عينيه شيءٌ من لهيب المعركهْ

مات ووهران سماءٌ لم تزل مُحْلَوْلكه

الخوف، والطاعون، والحصار، والمآثمْ

والليل، والفئران، والحديد، الشراذمْ

مات على السفح وحيدا يحضن البريقْ

في مقلتيه يُسكب الحريقْ

من شفتيه، مات في الطريقْ

 يحلم بالجبلْ

والشمسِ، والنسورِ، والسلاحِ، والعملْ

عَميروشْ

عميروش

هل تسمع الجيوشْ؟

تهبط في معاقل الأوراسْ والتلولْ

لتزرع السهولْ

بديلَ كل جُزمة وقنبلهْ

شُجيْرةً وسُنبلهْ


 

* الثورة الجزائرية في الشعر العربي (العراق) عثمان سعدي، صفحة 615 ، الجزائر دار الأمة 2014.

مقالات ذات صلة