-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العقيقة.. من سنة حميدة إلى مظهر للتفاخر

نسيبة علال
  • 802
  • 0
العقيقة.. من سنة حميدة إلى مظهر للتفاخر

يشتكي بعض الأولياء، اليوم، من ارتفاع الأسعار، ليبرروا عدم التزامهم بإحياء سنة الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في العقيقة، على حديثي الولادة.. وهي شاة واحدة على المولود أنثى، وشاتان اثنتان على الذكر. من جانب آخر، ينفقون دون رقيب، على أغراض لا طائل منها، سوى كونها أغلفة وديكورات، ترى بالعين ثم تذهب إلى القمامة.

أنجبت حياة طفلتها الثالثة، منذ أسابيع. وقد أقام والد البنات عقيقة كعادته، تم خلالها دعوة الأقارب، وتوزيع الطعام على المحتاجين. تقول السيدة حياة، 36 سنة: “طلب منا الأهل أن نلغي هذه العادة. لكن، رغم تعبي ونفاسي، لم أتمكن من التخلي عن إقامة العقيقة. فمنذ أن علمت فضلها في ديننا، وقول الشيخ ابن عثيمين- رضي الله عنه-: “العقيقة من أسباب صلاح الولد، وانشراح صدره، ومضيه في أعماله”.. كلما أنجبت، إلا وذبحنا شاة، وقسمنا جزأها الأكبر على المحتاجين، طمعا في أن يصلح الله لنا بها ذرياتنا”.

رزق فاضل بابنه الثاني، بعد انتظار 7 سنوات، يقول: “فطلبت مني زوجتي أن نقيم حفلا كبيرا، في قاعة الأفراح، نقدم فيه الحلويات والمشروبات، ونلبسه أفضل الملابس التقليدية، لتلتقط له صور تذكارية مع العائلة.. شعرت بأن كل هذه التفاصيل مجرد تفاهات، وأصررت على أن نستغل المال لذبح كبشين، والتصدق منهما، فهو أنفع من أن نرضي الناس بالحلويات، ونستقبل صغيرنا بالطرب والرقص”.

العقيقة مجرد عنوان.. التفاصيل عشاء فاخر وكثير من التبذير

من مظاهر التفاخر، التي انتشرت في المجتمع الجزائري، الآونة الاخيرة، بعض سلوكيات الأولياء، عند ازدياد مولود جديد. فقد أصبحت تقاليد البذخ تسمى عقيقة، بينما لا يمت الأمر للسنة إلا بتلك الذبيحة، التي تقام عليها موائد فاخرة، وتبذير أعمى للفت الأنظار. فغالبا، يكون المدعوون إليها أشخاصا ميسورين. أما الاحتفالات بمثل هذه المناسبة، فقد أصبحت تقام في قاعات أفراح، وترتفع فيها الطبول وأغاني المطربين، تنفق فيها أموال باهظة، على الحلويات والديكور، وتشهد اختلاطا بين الجنسين.. موضة، أصبحت تروج لها مؤثرات الأنستغرام واليوتيوب، اللواتي يستعرضن عبر حساباتهن فيديوهات لصناعة البوز، يظهر فيها بوضوح كيف لا يكترث أولياء لا مسؤولون بصحة أطفالهم، حديثي الولادة، والمخاطر التي قد يعانونها من جراء أصوات الأغاني والطبول المرتفعة، وضجيج القاعة، فضلا عن المخاطر التي تحدق بالصغير، وهو يغير ملابسه كعروس تستعرض ليلة زفافها، لأنه يجب أن يتماشى لباسه مع أفخم قفطان وأجمل كراكو وملابس السهرة، التي ترتديها والدته وحتى والده.

“ولا حرج في الاحتفال”

العقيقة سنة مؤكدة، والدليل على ذلك، قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: “من ولد له ولد، فأحب أن ينسك عن ولده، فليفعل”. فالعقيقة ليست فرضا في الإسلام، وإنما هي سنة رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- بأن تذبح عن البنت شاة واحدة وعن الولد اثنتان، لمن كان في ميسرة من أمره. ويستحسن الذبح بعد مرور سبعة أيام من ولادة الصغير، أو 21 يوما، كما هو متعارف عليه. ويؤكد الدكتور الفقيه دحماني عبد الصمد، أنه يمكن أن يعق عن الولد حتى بعد كبره، فإن كان الولي غير قادر سقطت العقيقة.

أما في ما يخص مظاهر التفاخر والبرستيج، التي أصبحت لصيقة بهذه السنة الحميدة في مجتمعنا، فيقول الدكتور: “لا حرج في أن يظهر الأهل فرحهم بالمولود الجديد، من خلال الاحتفالات التي يتم فيها تقاسم الطعام والتخضيب بالحناء، ما دام ليس فيها ما لا يرضي الله من أغان ماجنة، واختلاط وتبذير.. ويفضل للمسلم الحق أن يتصدق بماله الزائد، بنية صلاح الولد، وألا يبذره في الشكليات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!