العلاقات الثنائية الجزائرية البريطانية ”معا لتكثيف الحوار”
مارتن روبر
-
-
4074
-
1
سأخصص مقالي هذا الأسبوع لزيارة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، إلى الجزائر، لعقد اجتماعات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية مراد مدلسي. كما التقى الوزير ممثلين عن المجتمع المدني من رجال أعمال ومنظمات غير حكومية وزعماء معارضة. وسوف أركز في مقال اليوم على العلاقات الثنائية. سأخص القضايا الاقليمية بمقال آخر لاحقا.
- لقد سررت كثيرا بهذه الزيارة التي تعد الأولى التي تقود وزير خارجية بريطاني الى الجزائر منذ فيفري 2006 . كما تشكل جزءا من جولة له في منطقة شمال إفريقيا، وتبرز الأهمية التي يوليها وزير الخارجية للعلاقات الثنائية بين بلدينا كما تمثل دليلا واضحا على أن المملكة المتحدة تكثف اتصالاتها على أعلى المستويات مع الجزائر، وتعزز تعاونها مع شمال إفريقيا.
- إن العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والجزائر هي بالفعل واسعة النطاق، كما أننا نتمتع بعلاقات قوية في مكافحة الإرهاب. ولقد أوضحنا في العديد من المناسبات أننا نقف جنبا إلى جنب مع الجزائر في مكافحة الإرهاب، ومهمتنا الآن هي أن نعمل على تعزيز الحوار بيننا أكثر في مجالات عديدة أخرى كالتجارة والطاقة والدفاع والهجرة والتعليم وتدريس اللغة الانجليزية والصحة، وهي مجالات كفيلة بتحقيق فوائد متبادلة لكلا شعبينا.
- إننا لا ننفك نحرز تقدما جيدا بالفعل في تعزيز علاقاتنا في هذه المجالات، وأنا واثق من أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية تعتبر دفعا لهذا التقدم الذي يأتي في حينه. قريبا سوف تجرى محادثات على المستوى الوزاري بشأن التجارة والطاقة كما سيقوم مستشار رئيس الوزراء حول مكافحة الإرهاب بزيارة الى الجزائر في وقت لاحق من هذا الشهر من أجل إجراء حوار أوسع نطاقا بشأن مكافحة الإرهاب، وهو آخر لقاء من سلسلة اللقاءات السنوية حول هذا الموضوع، كما سنشرع في محادثات على مستوى رسمي حول الهجرة. وعلاوة على ذلك، يجري التخطيط كذلك لعدد من البعثات التجارية إلى الجزائرفي غضون الأشهر القليلة القادمة، وإني أعتبر أنه يجدر بنا تطوير علاقاتنا التجارية والاقتصادية بالخصوص. كما يواصل المجلس الثقافي البريطاني في الجزائر عمله الممتاز في مجالات الثقافة والتعليم و تدريس اللغة الإنجليزية.
- ولكني أعتقد أيضا أن هناك سياقا أوسع لهذه الزيارة. إن أنظار العالم لا تزال موجهة نحو التغيير السياسي الذي شهدناه في المنطقة خلال هذه السنة التي تعد الأكثر اضطرابا على الإطلاق. وإن الحكومة البريطانية على استعداد لدعم الاصلاحات السياسية والاقتصادية السلمية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ويبقى هذا الهدف راسخا في أذهاننا من خلال ما نقوم به في سفارتنا بالجزائر، ومن خلال عملنا الوثيق مع الحكومة الجزائرية وغيرها من الشركاء في الجزائر ومختلف أنحاء المنطقة. كما يقدم برنامجنا الجديد المتمثل في صندوق الشراكة العربية الخبرة حول تعزيز القدرات، ويهدف أحد مشاريعنا في هذا المجال إلى مساعدة الشباب الولوج إلى عالم الشغل، ومساعدتهم في الاستفادة من التمويلات التي توفرها الحكومة الجزائرية لإقامة مشاريعهم الخاصة وتصبح جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد الجزائري الحديث. هي في واقع الأمر بداية جيدة بالفعل، لكنني حريص على إيجاد سبل أكثر ابتكارا للتعاون الأشهر والسنوات المقبلة.
- لقد خصصت بعد أن غادر وزير الخارجية الجزائر ظهر الأربعاء، بعض الوقت للتفكير مع زملائي في الفريق على ما سوف تحققه هذه الزيارة، وكيف أنها سوف تساعد على دفع علاقاتنا الثنائية إلى الأمام في المستقبل. وإنني مقتنع أنه يمكننا من خلال المحادثات رفيعة المستوى كهذه الزيارة، أن نعزز الثقة المتبادلة بيننا. هذا، سيوفر بدوره أرضية ممتازة لإحراز تقدم في مجالات متعددة. لهذا كله سررت جدا أن وزير الخارجية قد أمكنه زيارة الجزائر هذا الأسبوع، والاطلاع بنفسه على الإمكانات الهائلة لهذا البلد. كما يسرني أيضا أن أتواجد هنا في الجزائر في هذه المرحلة المهمة في تاريخ المنطقة، وفي هذا الوقت المميز في علاقاتنا الثنائية.
- *السفير البريطاني في الجزائر
