العلاوة يستفيد منها قلة من الأخصائيين ولا تُصرف شهريا
خلّف قرار الحكومة حول منح علاوة شهرية للأطباء الأخصائيين المؤدين الخدمة المدنية، موجة تذمر ظهرت جلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شن روادها حملة على الأطباء، مستنكرين فيها ما وصفوه زيادات في أجورهم بـ6 ملايين سنتيم في عز التقشف وحصول موظفي القطاعات الأخرى على “الفتات”، حسب وصفهم.
استغرب الأطباء، حملة التشهير الكبيرة التي شنها عليهم بعض رواد “الفايسبوك” وصلت حدّ الشتم والسب، بعد إقرار الحكومة منح وعلاوات للأطباء الأخصائيين تتراوح بين 20 ألف دينار و60 ألفا.
وصاحبت كثير من التعليقات السلبية والمسيئة، قرار الإفراج عن منح للأطباء الأخصائيين، حيث علّقت إحدى المواطنات “يقتلو في العباد والله ما يخدمو، فئة قليلة اللي تخدم بضميرها…”، وتعليق الأخيرة استفز أطباء ومواطنين فشنوا هجوما عليها، ومنهم كريم الجزائري الذي اعتبر أن الطبيب أولى بأجر 30 مليون سنتيم وحصانة من البرلماني، وحسب تبريره “البرلماني لا يقدم أي جهد لشعبه أو ولايته ولا يمثل إلا نفسه”.
وعبّر الأطباء في تعليقاتهم عن سخطهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها بالمستشفيات، فأكدت طبيبة بأنها لا تجد حتى مرحاض في المستشفى الذي تعمل به. وكتب آخر “الهجرة تنادي… أقل راتب في أوروبا أو كندا هو ضعف أو خمسة أضعاف الأجر هنا، مع وجود الإمكانيات والتجهيزات وظروف العمل الجيدة”.
إلى ذلك، ولتوضيح الأمور ودفاعا عن أنفسهم، ردّ الأطباء وبطريقتهم على المتذمرين، ففي الصفحة الرسمية والتي تجمع عددا من أطباء الجزائر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وتحمل اسم “أطباء Doctors”، تأسف المنخرطون فيها لما وصفوه “عناوين مضللة” و”موجة التذمر والشتائم في التعليقات” الموجهة ضدهم، ونشروا توضيحا يفصلون فيه آليات تطبيق العلاوة الشهرية للأطباء الأخصائيين الذين يؤدون الخدمة المدنية.
ومما ورد في البيان، بأن العلاوة التي أقرتها الحكومة هي ليست زيادة أجر وإنما منحة إضافية تخضع لعدة شروط، منها أن العلاوة تمس فقط الأطباء الأخصائيين الجُدد الخاضعين للخدمة المدنية دفعة 2018، أما الذين أنهوا الخدمة المدنية فلن يستفيدوا شيئا.
وتمس العلاوة فقط المنطقتين الأولى (الجنوب الكبير) والثانية (الجنوب والهضاب العليا)، أما المنطقتين الثالثة (الشمال) والرابعة (المدن الكبرى والعاصمة) فلن يستفيدوا من أي علاوة.
ويضيف البيان، بأن العلاوة تستمر لمدة الخدمة المدنية فقط “وبما أنها محصورة على المناطق التي مدة الخدمة المدنية فيها سنة واحدة، فإن العلاوة ستُحذف بعد سنة فقط ويعود الراتب إلى قيمته القديمة”.
أما القيمة القصوى للعلاوة المقدرة بـ6 ملايين سنتيم، فيستفيد منها فقط من هو في أقصى الجنوب، أما الهضاب العليا فتتراوح قيمة العلاوة بين 2 و4 ملايين (قبل نزع الضريبة).
وأكد بيان الأطباء “أن العلاوة خاضعة للضريبة والاشتراكات، يعني تُخصم منها 19 بالمائة، يعني العاملون في أقصى الجنوب لن يستفيدوا من مبلغ 6 ملايين الموعودة، وإنما 4 ملايين والصّرْف…”، كما أن العلاوة ليست مدمجة مع الراتب، بل تدفعها المصالح الولائية وليس شهريا، وإنما تأتي على شكل دفعات كل بضعة أشهر، حسب ما ورد في البيان.