الجزائر
أئمة يوزعون المصاحف على الأطباء وأعوان الصحة

العمائم البيضاء في مهمة لرفع معنويات الجيش الأبيض

الشروق أونلاين
  • 1606
  • 14
أرشيف

نظمت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية بجاية، من خلال ثلة من أئمة المساجد زيارات تأييد ومساندة وتشجيع للأطقم الصحية، على مستوى مستشفى “فرانتز فانون” بأعالي مدينة بجاية، بالإضافة إلى مستشفى خليل عمران، كما شملت الزيارات مستشفيات أقبو وأوقاس وخراطة وأميزور، وهي هياكل جلها تتكفل بعلاج المصابين بفيروس كورونا.

وبالمناسبة، فقد عبّر أئمة الولاية عن امتنانهم حيال المجهودات التي تبذلها الأطقم الطبية، بمختلف مصالح كوفيد 19 داعين لهم وللمرضى بكل خير وحفظ وصون.

وتعيش الأطقم الطبية بمختلف مستشفيات الوطن ظرفا عصيبا جراء الارتفاع المفاجئ لعدد الإصابات بفيروس كورونا، الأمر الذي ولّد ضغطا رهيبا على مستوى مصالح كوفيد 19، ووصل الأمر إلى حد الاعتداء على الأطباء في بعض المناطق، ما حمّل الدولة على إصدار قانون لحمايتهم، وما زاد من إحباط معنويات الأطقم الطبية لامبالاة غالبية المواطنين بهذا الوباء، وهي التصرفات غير المسؤولة التي صعّبت أكثر من مهمة الجيش الأبيض الذي تجند منذ الوهلة الأولى، لإنقاذ أرواح الجزائريين رغم إمكانياتهم المحدودة في غالب الأحيان.

ولذلك قدم الأئمة هدايا رمزية للأطباء والممرضين، وكل العاملين على مستوى مصالح كوفيد 19، تتمثل في الورود والمصاحف، وهي المبادرة التي استحسنها الأطباء وكل أعوان الصحة، شاكرين قطاع الشؤون الدينية وقوفه مع الجيش الأبيض، هذا الأخير الذي فقد بعض جنوده بالولاية آخرهم شهيد الواجب المراقب العام “جلول بوراي” الذي واصل عمله رغم بلوغه سن التقاعد، تاركا وراءه أرملة وأربعة أطفال صغار.. “فحقا هم مجاهدون” على حد قول أحد الأئمة.
كما بادرت الأربعاء مجموعة من أئمة مساجد بلدية عين ماضي عاصمة الطريقة التجانية بالأغواط، نيابة عن سكان البلدية، بزيارة مجاملة خصّوا بها أصحاب المآزر البيضاء بالعيادة متعددة الخدمات، وقد كانت هذه المحطة التضامنية التشجيعية، فرصة سانحة استغلت لتكريم عمال الصحة هناك بمختلف رتبهم وتخصصاتهم. وتشجيعهم على المزيد من البذل والعطاء، في سبيل ترقية الخدمة الصحية في صالح مرضى ساكنة المنطقة. وهذا في مبادرة راقية مسبوقة استحسنها عمال العيادة، واعتبروها دعما ومساندة ودفعا لمضاعفة العمل للتغلب على كل الصعاب، خاصة في ظل الوضعية الوبائية الحالية، لرفع معنوياتهم وتذكيرهم بما وعدهم الله به من الحسنات والأجر الوفير. وبأن جهودهم المضنية نابعة من حبهم لوطنهم. وهي المبادرة التي لقيت استحسانا كبيرا في كل الأوساط.

أئمة يزورون الأطباء في المستشفيات ويؤكدون:
أنتم مجاهدون وموتكم شهادة
توزيع مصحف لكل طبيب ودعاوى بالتوفيق والحفظ

نظم أئمة العاصمة، صباح الأربعاء، زيارة إلى بعض المستشفيات لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للأطباء وعمال قطاع الصحة، وذلك بعد حملة الاعتداءات التي طالت “الجيش الأبيض” وحالة الجهد والإرهاق التي يكابدها عمال الصحة في مواجهة وباء كورونا القاتل، الذي أصاب 2300 عامل بالمستشفيات وقضى على حياة 43 طبيبا وممرضا..

وكانت للأئمة فرصة لقاء الأطباء والممرضين والوقوف عن قرب على ظروف مجابهتهم للوباء واعتنائهم بالمرضى، أين كشف رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول في تصريح لـ”الشروق”، أن هذه المبادرة التي شارك فيها الأئمة من مختلف الأطياف والتمثيليات، كانت بهدف تقديم الدعم المعنوي للأطباء والممرضين، في هذا الوقت العصيب الذي يتطلب تضافر الجهود وتمتين الصفوف، مؤكدا أن الأئمة أكدوا للأطباء أن ما يقومون به هو أكبر من مجرد تقديم خدمات صحية للمرضى، بل يتعدى ذلك إلى كونه جهادا في سبيل الله ومن يمت منهم بسبب الجائحة فهو شهيد بإجماع الأئمة والعلماء، وهو ما بعث الطمأنينة حسب المتحدث عند الأطباء وكانت هذه العبارات بمثابة شحن إيجابي لنفسية عمال المستشفيات للاستمرار في مهمتهم النبيلة..

وأضاف جمال غول أن الأئمة نظموا لقاء مفتوحا مع الأطباء في ساحات المستشفيات، على غرار مستشفى بني مسوس وبعدها طافوا على مختلف المصالح الاستشفائية على غرار قاعة المناوبة ومصلحة التكفل بالمرضى المصابين بفيروس كوفيد 19، أين كانت عبارة الدعم و”دعاوي الغير” ورفع المعنويات تخرج من أفواه الأئمة الذين صدموا لهول ما يعانيه “الجيش الأبيض” من تهديدات ومخاطر في مواجهة الفيروس..

هذه رسالة الأطباء إلى الأئمة والمواطنين

أكد محدثنا أن الأطباء حملوا مسؤولية تبليغ رسالة بالغة الأهمية إلى المواطنين، وهي ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية التي تبقى السبيل الوحيد لمواجهة الوباء، خاصة أن أغلب الذين يقصدون المستشفيات وهم مصابون بالفيروس كان ذلك بسبب تهاونهم ولا مبالاتهم، وأضاف جمال غول أن الأطباء أكدوا كذلك أن المصالح الاستشفائية باتت عاجزة عن استقبال الكم الهائل للمصابين، وهذا ما ساهم في إنهاك عمال الصحة الذين يطالبون بمضاعفة مجهودهم ووقت عملهم لامتصاص الإقبال الكبير على المستشفيات، وكل ذلك بسبب عدم جدية الكثير من المواطنين في الوقاية من الفيروس.

وفي نهاية الزيارة، قال رئيس المجلس الوطني للأئمة جمال غول، قام الأئمة بتوزيع المصاحف على الأطباء والممرضين بهدف تشجيعهم على رفع الوازع الديني وقراءة المصحف في أوقات الفراغ، وهذا ما استحسنه عمال المستشفيات الذين وجدوا في زيارة الأئمة دعما نفسيا وشرعيا زاد من إصرارهم على مواصلة الرسالة النبيلة في إنقاذ أرواح الناس تحت شعار “… ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

مقالات ذات صلة